بنغازي: أطلقت القوات الموالية لبرلمان الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، الثلاثاء، هجومًا لاستعادة موقعين نفطيين كبيرين في شمال شرق البلاد، كانت سيطرت عليهما مجموعات مسلحة منافسة في مطلع مارس.

وأعلن مدير مكتب إعلام القيادة العامة خليفة العبيدي "أن القوات البرية والبحرية والجوية تشن هجمات مشتركة &لتطهير ميناء رأس لانوف من الجماعات الإرهابية".

وأوضح ان "القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية" المشير حفتر "أصدر تعليماته" صباح الثلاثاء لبدء الهجوم الذي يستهدف أيضًا موقع السدرة.

وكانت "سرايا الدفاع عن بنغازي" سيطرت في 3 مارس على موقع راس لانوف النفطي الذي يضم بشكل خاص مرفأ ومطارًا، وكذلك على ميناء السدرة القريب.

ومنذ ذلك الحين، اكتفى "الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر بشن غارات جوية يومية على مواقع سرايا الدفاع، لكن بدون التمكن من طردها من المواقع الخاضعة لسيطرتها.

وكان "الجيش الوطني الليبي" سيطر في سبتمبر الماضي على موانئ النفط الاربعة في شمال شرق ليبيا (الزويتينة والبريقة وراس لانوف والسدرة) التي تؤمن معظم صادرات النفط الليبي، وكانت حتى سبتمبر تحت سيطرة قوات حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا.

وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ اطاحة نظام معمر القذافي في 2011 ، وتتنافس فيها سلطتان، هما حكومة وفاق في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي وأخرى في الشرق لا تعترف بها وتتبع لها قوات مسلحة يقودها المشير خليفة حفتر.

وتتشكل سرايا الدفاع عن بنغازي عمومًا من فصائل اسلامية التوجه طردتها قوات حفتر من مدينة بنغازي (شرق)، في اطار حربه على الجماعات الاسلامية المتشددة السائدة في شرق ليبيا.

وكانت حكومة الوفاق الوطني أعلنت ان "لا علاقة لها بالتصعيد العسكري الذي وقع في منطقة الهلال النفطي، ولم تصدر عنها أي تعليمات أو اوامر لأي قوة كانت بالتحرك نحو المنطقة"، منددة "بالتصعيد الخطير الذي يحبط آمال الليبيين في حقن الدماء".

لكنها أعلنت الاسبوع الماضي انها أعطت تعليماتها لقائد قوات حرس المنشآت النفطية بتولي مهامه في المواقع التي سيطر عليها المشير حفتر.

مواجهات بين مجموعات مسلحة في طرابلس

وإلى غرب ليبيا، فقد اندلعت مواجهات الثلاثاء بين مجموعات مسلحة في غرب العاصمة طرابلس الخاضع لسيطرة مسلحين منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011، كما اعلنت السلطات.

وقد بدأت المعارك مساء الاثنين في منطقتي حي الاندلس وقرقارش السكنيتين والتجاريتين.

وسمعت صباح الثلاثاء أصوات اطلاق نار وانفجارات في هاتين المنطقتين اللتين تبعدان كيلومترين اثنين عن غرب وسط طرابلس، وتحدث شهود عن "معارك في الشوارع".

وأقفل عدد كبير من محاور الطرق، ولم يتمكن معظم السكان من التوجه الى مراكز عملهم او الى مدارسهم بسبب أعمال العنف.

واعلنت مديرية أمن طرابلس التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني انها "تقوم والقوة المساندة لها بتطهير منطقة حي الاندلس الكبرى من الخارجين عن القانون ولن تتوقف حتى يتم طرد العابثين والمعرقلين لعمل مراكز الشرطة والنجدة والمرور وبسط الامن بالمنطقة، وعلى سكان المنطقة ضرورة أخذ الحيطة والحذر".

ولم تصدر أي حصيلة عن ضحايا محتملين.

ومنذ سقوط النظام السابق، تخوض المجموعات المسلحة صراع نفوذ في العاصمة، في غياب جيش او شرطة نظاميين.

ومنذ بدأت عملها في آذار/مارس 2016، لم تتمكن حكومة الوفاق الوطني من بسط سلطتها في كل انحاء البلاد. وفي طرابلس، تمكنت من الحصول على تأييد بعض المجموعات المسلحة لكن هناك عدة أحياء لا تزال خاضعة لسيطرة مجموعات اخرى معادية لها.