الرباط: بعدما أثارت المقالات التي نشرها عقب انتخابات 7 أكتوبر الماضي الكثير من الجدل بسبب ما جاء فيها، عاد إلياس العماري، أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة مرة أخرى للكتابة لكن هذه المرة من بوابة التدوين والتواصل مع رواد موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، حيث أعلن نيته كشف العديد من الحقائق عن المقاولات الإعلامية في المغرب، وكيفية تشكيلها.

وقال العماري، في تدوينة على صفحته الشخصية، إن المجموعة الإعلامية "آخر ساعة" التي تولى مسؤوليتها بعدما كان قد قرر سنة 2012 عدم تحمل مسؤوليات تنظيمية داخل حزب الأصالة والمعاصرة، "ساهم في رأسمالها إلى جانبي، كل من عبد الرحيم بن الضو، رجل أعمال في مجال التغذية في مدينة الدار البيضاء، والحاج الطاهر، رجل الأعمال في المحمدية، وإبراهيم الابراهيم، إعلامي كويتي، وكريم بناني، صاحب وكالة الإعلانات"، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن مالكي أسهم المجموعة التي أثارت جدلا واسعا بعد إطلاقها.

وتضم المجموعة الإعلامية التي بلغ 65 مليون درهم (6.5 ملايين دولار)، مطبعة بالإضافة إلى عدد من المنابر الإعلامية الإلكترونية والورقية التابعة لها، وأفاد العماري بأن حجم الاستثمار العام "40 مليون درهم كدفوعات من طرف المساهمين، و25 مليون درهم عبارة عن قرض"، مسجلا أنه بعد وصوله للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصر "تجاوبا مع ملتمس المساهمين باتخاذ الاحتياطات اللازمة لعدم تضرر المجموعة من التهجمات السياسية التي تستهدفني كشخص وكحزب، قررت بيع حصتي من الأسهم".

وأضاف العماري مؤكدا أنه ليس "مساهما في المجموعة"، ولكنه قال " ما زلت أتولى مهمة الإشراف على المطبعة، بحكم تجربتي الطويلة في الميدان، وأنا أفكر بجد في العودة للتفرغ للعمل في الطباعة بعد تحرري من المسؤوليات الحزبية"، وهو ما يمثل إشارة الى ان الرجل قد يغادر عالم السياسة ، ويعود للاستثمار في مجال الطباعة الذي كان يمتهنه لسنوات.

ولم يفوت العماري الفرصة دون التأكيد أن المنابر الإعلامية التابعة للمجموعة "لم يسبق أن استفادت من أي إشهار، يوم كنت أتولى مهمة الإدارة العامة فيها، وكانت آنذاك تعيش على أرباح المطبعة"، موضحا أن حصته في المجموعة "كانت، بالإضافة إلى ما اقترضته من بعض الأصدقاء، بفضل ما وفرته لسنين من عملي كمدير عام لمجموعة من الشركات. والكثير من الرفاق والأصدقاء في تجربتي الحقوقية والثقافية يعرفون جيدا هذا الأمر". &

وتعهد العماري في التدوينات المقبلة، أنه سيدون بالدارجة "اللهجة المحلية"، "ولن أتكلم بالضرورة، فقط، على تجربتي وعلاقتي بالمقاولات الاعلامية، بل قد أتحدث عن مواضيع أخرى ليس بغرض الإساءة أو تصفية الحسابات، كما أكدت سابقا، وإنما من أجل تنوير الرأي العام بمجموعة من الأمور أعتقد أنها يجب أن تكشف لتتضح الصورة كما ينبغي واستجابة لطلبات المتتبعين".

ويتوقع أن تحظى تدوينات أمين عام ثاني أكبر حزب سياسي ممثل بالبرلمان في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بمتابعة واهتمام كبيرين من طرف الرأي العام المغربي بسبب الأدوار التي لعبها العماري في المشهد السياسي طيلة السنوات الأخيرة . فالرجل يوصف ب "النافذ والقريب من دوائر في السلطة والحكم بالبلاد".