«إيلاف» من واشنطن:&&تحاصر البيت الأبيض حالة من "جنون الشك والريبة"، ويعتقد إن جميع مؤسسات الدولة "العميقة" خصوصاً الاستخبارات والإعلام تخططان لتدمير الرئيس دونالد ترامب.

ووفقاً لتقرير مطول نشرته جريدة بوليتيكو&الأميركية الأربعاء، اعتمدت فيه على شهادات 12 من مساعدي ترامب والعاملين في الوكالات الفيدرالية في البيت الأبيض، فإن الموظفين خائفون بعدما تحولت بيئة العمل في المقر الرئاسي إلى "عدوانية وأصبحت الإدارة الجديدة تتعامل معهم بوصفهم خونة محتملين".

&وكان ترامب اتخذ قراراً الشهر الماضي بإخضاع هواتف وأجهزة الحاسوب الخاصة بالموظفين ومنهم بعض مساعديه الكبار لتفتيش دوري مفاجئ "لمعرفة من يسرب أخبار الإدارة إلى وسائل الإعلام"، وهو الأمر الذي دفع الكثير من الموظفين إلى استخدام تطبيقات مشفرة تمسح الرسائل التي تُبعث عن طريق الهاتف مباشرة بعد إرسالها، وأكثر هذه التطيبقات استخداماً هو تطبيق "Wickr" الذي يسمح بمسح الرسالة من بريد المستقبل بعد وقت محدد من استلامها.

بل أن بعض معاوني ترامب، يحرصون على إغلاق هواتفهم الذكية عند وصولهم إلى المنزل ووضعها في درج، "خوفاً من أن تسخدم بالتجسس عليهم"، وفي العمل يحرص هؤلاء على إجراء نقاشاتهم بسرية، "خشية أن يسمعهم الإعداء وينقلون المعلومات إلى الصحافة".

ونقلت&بوليتيكو&عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قولهم " إن الموظفين في البيت الأبيض خائفون، بيئة العمل أصبحت عدوانية جداً".

&والخوف من "تسلل الخونة" جعل بعض المناصب الرئيسية في البيت الأبيض شاغرة، فحالة "جنون الشك والإرتياب التي تسكن الإدارة الجديدة جعلها تجد صعوبة في إيجاد من تثق فيهم ليشغلوا هذه الوظائف".

&ويأتي هذا التقرير في ظل شكوى أعضاء في الكونغرس بعضهم جمهوريون بينهم جون ماكين ووسائل إعلام من "حالة الفوضى التي يعيشها البيت الأبيض"، فيما يقضي الرئيس ساعات طويلة في مشاهدة القنوات الإخبارية، حتى إنه وضع جهاز تلفاز في غرفة المعيشة، وغالباً ما يرد بغضب على ما يشاهده عبر موقع تويتر، كما كشف تقرير لصحيفة الواشنطن بوست الشهر الماضي.&

وكانت المستشارة السابقة في مجلس الأمن القومي رمانا أحمد نشرت مقالة في مجلة ذا أتلانتك الشهر الماضي بعد استقالتها قالت فيه "إن البيت الأبيض أصبح مكانًا غريبًا ومروعًا وانقلب رأسًا على عقب، وانتشرت فيه الفوضى". ونقلت عن أحد الموظفين الذين يعملون هناك منذ عهد الرئيس رونالد ريغان "أنه لم يرَ المقر الرئاسي بهذا السوء والفوضى، فمستحيل أن تكون نتاج إدارة جمهورية، أو حتى إدارة رجل أعمال".&

وقالت "بوليتيكو" إن ترامب لديه "تاريخ من الشك بالموظفين لديه"، موضحة أن رجل الأعمال السابق كان &يستخدم "أجهزة مراقبة متطورة" في شركاته لرصد العاملين فيها، كما قال بعض العاملين في حملته الرئاسية إنهم "يعتقدون ان ترامب وضع أجهزة تنصت في مكاتبهم في مقر الحملة في البرج الذي يملكه في مدينة نيويورك".

وأشارت إلى إن الإدارة الجديدة ورئيسها توجه شكوكها إلى وكالة الاستخبارات المركزية "ويعتقدون أنها تسرب الأخبار إلى الصحافة بغرض تقويض ترامب".

ونقلت عن معاون كبير في الإدارة قوله إن بعض فريق ترامب مصاب بحال من الهوس في متابعة الأخبار بشكل يومي " لتحليل أي خبر مسرب ومحاولة تحليله واستنتاج الشخصية التي يستهدف الإضرار بها".

وقال جمهوري لـ "بوليتيكو" &على صلة بالبيت الأبيض "الموظفون الصغار تأثروا بحالة جنون الشك التي تنتأب رؤساءهم، لذا تحول البيت الأبيض إلى مكان يعيش سكانه حالة من جنون الشك والإرتياب".

ونقلت عن جمهوري آخر يتواصل مع البيت الأبيض عبر "تطبيقات مشفرة" قوله: "إنها ليست حالة من جنون الشك خصوصاً في ظل الظروف الحالية التي يحاول فيها أشخاص إسقاط بعضهم بعضا".

فيما نفى مسؤول في البيت الأبيض في تصريح إلى الصحيفة الأميركية صحة ما يشاع عن انتشار "ثقافة جنون الشك والريبة في المقر الرئاسي".

وكان الرئيس ترامب اتهم قبل أسبوعين سلفه أوباما بالتجسس على خطوطه الهاتفية خلال الحملة الانتخابية، لكنه لم يقدم أي دليل حتى الآن رغم طلب الكونغرس&ذلك.&