مع انطلاق حملات الترويج للمساهمة في الانتخابات الجزائرية اشتعلت مواقع التواصل ومحادثات المواطنين المباشرة&حول صورة استخدمتها وزارة الداخلية تعود لفتاة كانت قد ظهرت في اسرائيل.

إيلاف من الجزائر: تلتزم وزارة الداخلية الجزائرية الصمت حيال ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بعد أن تبين أن ملصقات الحملة الانتخابية لا تعود إلى جزائريين إنما لأجانب، ومنهم فتاة استعملت صورتها كملصق للترويج لجامعة إسرائيلية.

وانطلقت الحملة المنتقدة لإجراءات الداخلية بعدما تبين أن ملصقا ترويجيا يدعو للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في الرابع مايو القادم يعود لفتاة استعملت صورتها أيضا في الترويج للجامعة الإسرائيلية المفتوحة بالناصرة.

حملة عكسية

ووجدت وزارة الداخلية نفسها في وضعية لا تحسد عليها، فعوض أن تساهم هذه الحملة التي اسند إنتاجها لوكالة إشهار تونسية في حث المواطنين على المشاركة في الانتخابات التشريعية لمواجهة شبح العزوف الانتخابي الذي يظل هاجسا للسلطات، صارت ملصقات العملية وباء عليها.

وتشهد الانتخابات التشريعية دائما نسب مشاركة ضعيفة من قبل الجزائريين فانتخابات 2007 بلغت نسبتها 35.65 بالمائة فقط، وتخشى الحكومة تكرارها هذا العام رغم أن هذه النسبة ارتفعت في 2012 إلى 42.9 بالمائة.

غير أن البرلماني يوسف خبابة لا يعتقد ان يكون لهذا تأثير كبير على نسبة المشاركة في الانتخابات.

وقال لـ"إيلاف" إن "نسبة المشاركة متأثرة من عملية التزوير منذ زمن، وليس الآن فقط"

ورغم أن صورة الفتاة المحجبة استعملت في دول أخرى غير الجزائر كالجامعة السعودية والماليزية ، إلا أن الجزائريين أبدوا عدم تقبلهم لما أقدمت عليه وزارة الداخلية.

وتساءل البعض كيف يتم الترويج لانتخابات مصيرية في البلاد بصور أجانب لا علاقة لهم بمستقبل البلاد.

وكتب أحمد فرحات على حسابه على الفايسبوك قائلا: "حتى الصور الاشهارية للانتخابات مسروقة من موقع أميركي!!!! فمن يضمن عدم سرقة أصوات المواطنين؟؟".

من جانبه، قال الإعلامي عبد اللطيف بلقايم: "آخر صيحة !! حتى الترويج للانتخابات الجزائرية وضعوه بجزائريات مزورة..فما بالك بالنتائج!!..الشابة التي تظهر في الصورة أجنبية..الوكالة التي أنجزت الإشهار لوكالة النشر والاشهار الجزائرية ..كانت بالسرقة..والله عيب كبير..ماذا لو رفعت دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية الجزائرية لاستعمال صورتها في الترويج لانتخابات جزائرية !!".

ليست الوحيدة

وتبين أن أغلب الوجوه المستعملة في حملة وزارة الداخلية تحت شعار "سمّع صوتك" تعود لأشخاص غير جزائريين، ما رفع من الانتقادات الموجهة لهذه الحملة التي اعتمدت كليا على موديلات إشهار جاهزة وأعطتها الهوية الجزائرية عبر تقنية "الفوتوشوب".

وقال البرلماني يوسف خبابة لـ"إيلاف"إن وزارة الداخلية مطالبة بتقديم توضيحات وتفسيرات للجزائريين حول هذه الواقعة التي تظهر عقد صفقة تحت الطاولة.

وأضاف: "أكيد أن من قام بتصميم هذه الملصقات قد تحصل على صفقة بالمحاباة، وهو شخص غير كفء وغشاش، لأنه سرق هذه الصور من الانترنيت وأرسلها إلى مستهلك لا يراقب ولا يحاسب".

زمن الرداءة

وبدا يوسف خبابة في حديثه مع "إيلاف" غير متفاجئ بهذه "الفضيحة" التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال "شخصيا أنا لا استغرب هذه الرداءة التي عمت كل القطاعات، &ووصلت إلى سرقة البحوث، ونسخ رسائل الليسانس والماجستير والدكتوراه، فما بالك بتصميم، أو صورة".

وبحسب القيادي في حركة النهضة الجزائرية، فنحن &اليوم "في زمن &رديء، انتشرت فيه الرشوة والمحسوبية والفساد والربح السريع، حيث لا مكان للكفاءة والنزاهة والتنافس الشريف وتساوي الفرص، عندما يتعفن المناخ بهذا الشكل، تصبح هذه الفضائح جزءا من حياتنا".

وأضاف "هل نسينا فضيحة وزيرة التربية نورية بن غبريت في الكتاب المدرسي التي أدخلت لنا عبره خارطة إسرائيل إلى المنظومة التربوية &في مادة الجغرافيا، للأسف هذه الفضائح مست كل مناحي الحياة".
&