الرباط: قال فايز الشوابكة الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي إن الاتحاد يسعى إلى العمل على توحيد التشريعات الخلافية في قضايا تمهد لعمل عربي مشترك على نطاق أوسع بما يخدم الأمة العربية.

وأكد الشوابكة في كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر الرابع والعشرين، التي يحتضنها البرلمان المغربي على مدى يومين، على أهمية المؤتمر الذي يعقد في ظروف صعبة يتصدر مشهدها الخلاف العربي والاحتلال الإسرائيلي واتساع دائرة الإرهاب الذي يضرب في أكثر من دولة عربية.

وقال الشوابكة إنه في ظل تلك الظروف الحساسة يكتسب هذا المؤتمر أهمية قصوى بما يمثله من عمل مشترك يجمع العرب على كلمة واحدة، ويمثل منصة للتلاقي وتبادل وجهات النظر حول المشاكل والقضايا التي تواجه ألامة العربية في تلك الظروف، معرباً عن أمله أن يكون المؤتمر بداية الطريق "لتحقيق طموحات الشعوب العربية وتطلعات أجيالها الجديدة نحو مستقبل مثمر ومضيء، من خلال السعي الدؤوب من الدول الأعضاء لإيجاد حلول للمشاكل العربية واستعادة اللحمة بيننا".

وأكد الشوابكة على أهمية أن تحل المشاكل العربية بأيدٍ عربية وأن تمنع التدخلات الخارجية الإقليمية منها والدولية على حد سواء، مشدداً على رفض الاتحاد البرلماني العربي كل ممارسات الاحتلال بكل أشكالها وحرصه على الوقوف في مواجهته بما أتيح له من إمكانات مادية وسياسية لتعود الأرض إلى أصحابها الشرعيين.

وكشف أمين عام الاتحاد البرلماني العربي عن سعي الأمانة لتكوين رابطة برلمانية عربية أوروبية تضم المناصرين للقضايا العربية في البرلمان الأوروبي وكذلك القضايا ذات الاهتمام المشترك، مبرزاً ان الأمانة العامة عملت بجهد على تحقيق أهداف الاتحاد وتنفيذ قرارات المؤتمر الثالث والعشرين بكل إخلاص وتفان ولم تترك فرصة لتحقيق ذلك إلا واغتنمتها.

من جانبه، هنأ أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، المغرب على احتضان مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، وأثنى على الدور الريادي الذي تقوم به المملكة في دعم القضايا العربية الكبرى، مشيراً إلى أن التحديات كثيرة أمام البرلمانات العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية "التي تحتل الصدارة على أجندة العمل العربي المشترك، وتعتبر الهم الاكبر الذي يتمحور حوله امن واستقرار المنطقة".

ودعا الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب المغربي، إلى بناء علاقات استراتيجية بين البلدان العربية والإفريقية تضطلع البرلمانات بدور رئيسي في إرسائها ودعمها والتحفيز عليها.

وثمن المالكي، التوجه الذي كان الاتحاد البرلماني العربي قد نهجه بالانفتاح على الإطار البرلماني الإفريقي، في أفق تعزيز الحوار والتعاون وتبادل الخبرات والكفاءات.

وسجل ، في هذا السياق، أن ما حققه المغرب اخيرا في الساحة الإفريقية، من خلال الدور الطلائعي الحيوي الذي قام به الملك محمد السادس، وسعيه نحو بناء علاقات اقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية وروحية بعمق استراتيجي، يعد مكسبا للأمة العربية كذلك وليس فقط للقارة الإفريقية.

وأكد أن المعطيات والحقائق التاريخية والجغرافية والثقافية والدينية والاقتصادية والاستراتيجية، تجعل من إفريقيا عمقا مكينا للأمة العربية مثلما يشكل العرب عمقا وامتدادا أساسين للقارة الإفريقية وشعوبها، مستحضرا معالم الرؤية الاستراتيجية التي عبر عنها المغرب من خلال المواقف والتحركات الدينامية للملك محمد السادس، خصوصا في خطابه الذي ألقاه أمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي في 20 أبريل 2016 في الرياض، وكذا كلمته في الدورة ال 27 للقمة العربية الطارئة التي انعقدت في 25 يوليو 2016 بنواكشوط، والتي رصدت أهم جوانب وملامح التأزم العربي الراهن. 

وفي هذا الاطار، أكد المالكي حرص المغرب على أن تشكل هذه الدورة خطوة متقدمة وإضافة نوعية في عمل الاتحاد البرلماني العربي، والرفع من وضعه الاعتباري وفعاليته وصورته في الساحة العربية وعلى المستوى الدولي.

وشدد على التزام المملكة بتوجهات وتوصيات المؤتمر الثالث والعشرين الذي انعقد في القاهرة خلال شهر أبريل 2016، سواء منها ما يهم تطوير آليات عمل الاتحاد وتقوية حضوره السياسي والرمزي، أو ما يتصل بالقضايا المشتركة، إن على المستوى العربي أو في واجهة العمل البرلماني الإفريقي والإسلامي والدولي، وعلى الخصوص بذل المزيد من الجهود في خدمة ودعم القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأولى والمركزية للأمة العربية.

جدير بالذكر أن هذه الدورة ستتناول مواضيع وقضايا راهنة تخص العالم العربي وتصب في تعزيز العمل العربي المشترك والتنسيق بين برلمانات الدول العربية، كما سيتم خلالها انتخاب رئيس جديد للاتحاد البرلماني العربي وإقرار خطة عمل الاتحاد للسنة الحالية.