&

«إيلاف» من دبي: يشتهر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بأنه من أشد الداعمين للتقارب العربي، والتصدي لكافة أشكال الإختلاف والخلاف بين أبناء الأمة العربية، كما أنه يجسد عملياً وواقعياً صفة "الحاكم المثقف"، إلا أن حديثاً له عن إستقلال الجزائر تم تفسيره بصورة تفتقد للدقة والتكامل جعله يبدو وكأنه يقلل من شأن الثورة الجزائرية، مما استدعى تحركاً إماراتياً لإحتواء الموقف، وتوضيح الأمور لإزالة سوء الفهم، حيث أكد حاكم الشارقة أنه يحترم الجزائر، ويقدر النضال البطولي للشعب الجزائري.

تحركات إماراتية

وتتسارع التحركات الإماراتية لاحتواء أزمة كانت مرشحة للتصاعد مع الجزائر، على إثر سوء فهم ترتب على حديث للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، والذي قال إن الرئيس الفرنسي السابق شارل ديجول منح الجزائر إستقلالها في ستينيات القرن الماضي من أجل إرضاء الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، ومن ثم يكسب بذلك ود ومحبة جميع العرب، وقرر ديجول ذلك بناء على نصيحة وزير ثقافته، وكان حاكم الشارقة يريد أن يضرب مثلاً بتأثير الثقافة على أكبر القرارات السياسية في العالم.

غضب وتوضيح

وغضب الجزائريون من هذه التصريحات على اعتبار أنها تقلل من قيمة الثورة الفرنسية التي انتزعت للجزائر إستقلالها، وبادر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتوضيح الموقف حيث قال "لست جاهلا في التاريخ وأعرف تاريخ الجزائر جيدا وكل ما ذكرته في معرض لندن للكتاب كان في معرض الحديث عن الود الذي كان بين ديغول ومورنو وزير ثقافته وكيف أنه كان يؤثر عليه كثيرا وربما فهم حديثي بشكل خاطئ بسبب الاختصار المخل، ديغول الذي كان أشرس إنسان في تعامله مع إخوتنا في الجزائر من المجاهدين والمقاومين حتى وصفته بأنه كالعود من الخَشب به شوك كثير لكن بعد رئاسته الحكومة اتصلت تلك الحكومة سرا بجبهة التحرير وبدأت المفاوضات" .&

وأكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن الموضوع لا يتعلق بجبهة التحرير وإنما كان فقط تعبيرا عن تأثير الثقافة على الانسان السلط المتشدد الشرس لدرجة أن يتغير طبعه، وقال :"إذا كان اخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافاً بحقهم فأنا اعتذر عن ذلك ولهم كل الود والاحترام" .

إتصال رسمي

وكان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، قد أجرى اتصالاً هاتفياً مع عبدالملك سلال، رئيس الوزراء الجزائري، أشاد فيه بمتانة العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين، الإمارات والجمهورية الجزائرية.

ونوه بالعلاقة الشخصية الأخوية الوثيقة بين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والرئيس عبدالعزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية، وأكد الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مدى تقدير دولة الإمارات وقيادتها لهذه العلاقة والحرص الدائم على تطويرها، منوهاً بدور الجزائر الرائد على الصعيدين العربي والدولي، مستذكراً النضال البطولي والمقاومة الأسطورية للشعب الجزائري، والتي توجت بنيل الاستقلال التام من نير الاستعمار، بعد نضال طويل مشهود، قدم خلاله مليوناً ونصف المليون شهيد، وكان لهذا الإنجاز الكبير الدور الجوهري في إنهاء الأستعمار بدول عدة، ونوه بالقيادات التاريخية، التي قادت نضال الشعب الجزائري حتى تحرير البلاد.