لندن: غداة اعتداء لندن الذي تبناه تنظيم داعش واسفر عن ثلاثة قتلى، حددت الشرطة البريطانية الخميس هوية منفذه قائلة انه يدعى خالد مسعود وكان معروفا لدى الاجهزة الامنية.

وقالت شرطة سكتلندرياد ان مسعود المولود في 25 كانون الاول/ديسمبر 1964 في كنت بجنوب شرق بريطانيا كان يقيم منذ وقت قصير في ويست ميدلاندرز (وسط) و"لم يكن موضع اي تحقيق".

واضافت الشرطة انه كان معروفا بهويات مختلفة.

ووقع الهجوم بعد ظهر الاربعاء امام مقر برلمان ويستمنتسر في قلب لندن.

ودهس المهاجم بسيارته في البداية عددا من المشاة على جسر ويستمنستر المؤدي الى مقر البرلمان والى برج ساعة بيغ بين، من ثم ترجل من سيارته وطعن شرطيا بسكين امام مقر البرلمان المجاور للجسر.

وسارعت قوات الشرطة في المكان الى اطلاق النار على المهاجم.

وبالاضافة الى المعتدي، أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم الشرطي، وفق الشرطة البريطانية.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية الخميس الهجوم.

وهذه المرة الاولى التي يتبنى فيها تنظيم الدولة الاسلامية هجوما في المملكة المتحدة.

ونقلت وكالة اعماق المرتبطة بالتنظيم المتطرف عن "مصدر امني" ان "منفذ هجوم الامس امام البرلمان البريطاني في لندن هو جندي للدولة الاسلامية ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف" الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.

ورغم انها تعتقد ان المهاجم تحرك بمفرده، اعتقلت الشرطة ثمانية اشخاص في ستة عناوين مختلفة في لندن وبرمينغهام و"امكنة اخرى في البلاد".

وسبق ان دين مسعود مرارا بتهمة الاعتداء وحيازة اسلحة والتسبب بفوضى، وفق الشرطة. وآخر إدانة له تعود الى كانون الاول/ديسمبر 2003 حين اعتقل وفي حوزته سكين.

لسنا خائفين

واعلنت رئيسة الوزراء البريطانية الخميس ان منفذ الهجوم مولود في بريطانيا وكان "قبل بضع سنوات" موضع تحقيق لجهاز الاستخبارات البريطانية على صلة ب"التطرف العنيف" موضحة انه كان يومها "شخصا ثانويا" في هذا التحقيق.

واوردت صحيفة "ذي غارديان" انه لم يكن ضمن قائمة للاستخبارات تضم ثلاثة آلاف شخص يشتبه بانهم قد يرتكبون عملا ارهابيا. 

وكاد ما حصل في لندن ان يتكرر الخميس في بلجيكا حيث اعتقل رجل حاول دهس مشاة في مدينة انفير وفق ما اعلنت الشرطة من دون سقوط ضحايا.

وارتكب هجوم لندن بعد عام تماما من اعتداءات بروكسل التي خلفت 32 قتيلا وهو يذكر باعتداءات نيس في فرنسا (86 قتيلا) وبرلين (12 قتيلا) التي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في 2016.

وتعبيرا عن تصميمه في مواجهة الهجوم الاكثر دموية في بريطانيا منذ اثني عشر عاما، وقف مجلس العموم دقيقة صمت حدادا على الضحايا قبل ان يستانف اعماله صباح الخميس.

وقالت ماي متوجهة الى النواب "لسنا خائفين" مؤكدة ان الديموقراطية "ستنتصر دائما".

وشددت على ان الاعتداء لن يؤثر في الانطلاق الرسمي لعملية بريكست الاربعاء المقبل.

واعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس ان اميركيا قتل في الاعتداء.

وقال في تغريدة "أميركي عظيم هو كيرت كوتشران قتل في هجوم لندن الارهابي. أقدم التعازي لعائلاته وأصدقائه". 

ونقل 29 شخصا الى المستشفى بينهم عدد كبير من السياح. وقالت الشرطة ان سبعة منهم لا يزالون في حالة حرجة. 

وبين الجرحى ثلاثة طلاب فرنسيين في المرحلة الثانوية كانوا يقومون برحلة مدرسية. والتقى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت عائلاتهم صباح الخميس منددا بالهجوم قبل ان يتوجه الى البرلمان.

والاعتداء هو الاكثر دموية الذي تشهده بريطانيا منذ الهجمات الانتحارية في تموز/يوليو 2005 والتي خلفت 56 قتيلا في وسائل النقل بلندن وتبناها ناشطون في تنظيم القاعدة.

وقال وزير الدفاع مايكل فالون "سبق ان عاشت لندن امرا مماثلا وتجاوزته"، فيما اكد رئيس بلدية لندن صديق خان مساء الاربعاء ان "اللندنيين لن يسمحوا للارهاب بتخويفهم".

وستضاء الشموع مساء الخميس في ساحة ترافالغر تكريما للضحايا.

ولا يزال محيط قصر ويستمنستر مغلقا لكن الجسر اعيد فتحه.

وقالت سكتلنديارد ان اجهزة الامن البريطانية احبطت 13 محاولة اعتداء منذ حزيران/يونيو 2013 في المملكة المتحدة حيث لا يزال مستوى التحذير من خطر ارهابي في الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات.