نصر المجالي: فجّرت الاستقالة الشجاعة للوزيرة الأردنية السابقة ريما خلف من منصبها كأمين عام مساعد للأمم المتحدة وأمينة تنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "إسكوا"، ردا على سحب تقرير يعتبر اسرائيل كيانا عنصريا السؤال حول قدرة المرأة العربية على تسلم مناصب دولية بكفاءة.&

ولم يحظ بالاهتمام في الأسبوعين الماضيين على الساحة العربية والعالمية حدث&متعلق باستقالة مسؤول دولي كما حظيت استقالة ريما خلف، وقد يقول البعض إنه ربما لأن الأمر مرتبط بالصراع العربي الإسرائيلي، والموقف من ممارسات إسرائيل حيث التقرير المذكور يعتبر غير مسبوق في قرارات المنظمة الدولية في توجيه الإدانة لإسرائيل بشكل مباشر وعلني.&

&صحيح أن المرأة العربية استطاعت تحقيق وجودها على خريطة تسلم المناصب العليا والمهمة وعضوية المجالس التشريعية في الدول العربية في العقود الثلاثة الأخيرة، إلا أن السؤال ظل عن دورها في الساحة الدولية، وجاء موقف الوزيرة الأردنية السابقة ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك هذه القدرة.&

وتزامنا مع تداعيات استقالة ريما خلف من منصبها الأممي احتجاجا وهي كانت تسلمت مناصب دولية مهمة سواء في الأردن أو في المنظمة الدولية "حيث تولت منصب وزيرة الصناعة والتجارة (1993-1995)، ووزيرة التخطيط (1995-1998)، ونائبة رئيس الوزراء (1999-2000)، فإن (إيلاف) طرحت سؤال الاستفتاء في الأسبوع الماضي عن مدى الثقة بقدرات المرأة العربية لتسلم المناصب الدولية ؟.

وقالت النسبة العالية من المشاركين في التصويت 61 % (1110) بـ(نعم) للثقة بقدرات المرأة العربية، بينما خالفت ذلك ما نسبت 39 % (706) قالت إنها لا تثق بمثل هذه القدرة.&

ترشيح دشتي&

وإلى ذلك، فإنه لتأكيد الثقة بدور المرأة العربية وتأثيرها في تولي المناصب الدولية، فإن دولة الكويت بادرت غداة استقالة ريما خلف المولودة أساسا في الكويت، إلى ترشيح سيدة كويتية لتولي منصب الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "إسكوا".&

ويشار إلى أن دشتي هي الأخرى ناشطة في مجالات كويتية وعربية كثيرة، فضلا عن انها كانت أول سيدة تترشح للانتخابات البرلمانية في الكويت، وبعد ثلاث سنوات وتحديدًا في العام 2009 استطاعت دشتي الفوز بمقعد في مجلس الأمة لتكون إلى جانب ثلاث سيدات أخريات، أولى النساء اللواتي يخترقن صفوف الرجال للجلوس تحت قبة البرلمان الكويتي.

كما أن رولا دشتي (53 عاماً)، هي أول امرأة تتبوّأ مركز رئيسة الجمعية الاقتصادية الكويتية، وهي عضو المجلس الأعلى للتخطيط وعضو المجلس التنفيذي للقيادات العربية الشابة فرع الكويت وعضو المكتب الاستشاري لتقرير التنمية العربية لعام 2009 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وهي عضو مجلس الأمناء لمؤسسة منتدى المستقبل، وعضو لجنة الكويت الوطنية التنافسية وعضو مؤسس للرابطة الوطنية للأمن الأسري، عضو مؤسس للجنة الكويتيات المنسيات المعنية بقضايا المرأة الكويتية المتزوجة من غير الكويتي، عملت كمنسقة عامة ومديرة للعقود في برنامج الطوارئ وإعادة اعمار الكويت خلال فترة الغزو إلى ما بعد التحرير.