حيفا: &يقدم بار ومطعم "لابيرا" في البلدة القديمة في حيفا المطلة على الميناء كل شهر نوعا جديدا من البيرة. لكنه عندما استقدم قبل فترة بيرة فلسطينية، تعرض أصحابه لحملة تحريض وشتائم.

وكان المطعم يعج بزبائنه العرب واليهود. ويقول المالك إريك سلاروف "عندما أعلنا إحضار بيرة +شيبرد+ &الفلسطينية التي تنتج &في الضفة الغربية ليتذوقها الزبائن، تعرضنا لحملة تحريض شنها علينا نشطاء اليمين &الاسرائيلي مطالبين بمقاطعتنا".

ويضيف&لوكالة فرانس برس "على صفحتنا على موقع فيسبوك، هوجمنا بالعبرية والروسية&من مجموعات عنصرية انهالت علينا الشتائم".

وتتحدر مجموعة كبيرة من اليهود من الاتحاد السوفياتي السابق.

وتنتج بيرة "شيبرد" في مدينة بير زيت في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

على صفحة "لابيرا" على فيسبوك، كتب يافيس اموس "بار الخونة الذين يحضرون بيرة ومشروبات من الضفة الغربية.. أنصح بعدم الذهاب هناك".

وكتب شارون ماغين "بيرة فلسطينية مصنوعة من دم يهودي، ونقود بيعها تؤدي الى اهدار دم يهودي آخر".

عند مدخل البار، وضع برميلان كبيران للبيرة.

ويقول&إريك الذي افتتح مع اصدقاء له البار قبل سنوات في ميناء المدينة القديمة، "نحن لا نشتغل في السياسة. نحن نصنع خمسة انواع من البيرة، أحضرنا بيرة الطيبة (الفلسطينية) وبيرة اسكتلندية وبيرة من تل ابيب. هذه بيرة للاصدقاء يشربونها معا. لكن يبدو ان هذه الفئات القومية العنصرية حفنة قليلة من الناس لم تصل فكرة التعايش الى قلوبهم".

ويشير الى وجود "مؤيدين" لما قام به المطعم قصدوا المكان لطلب البيرة الفلسطينية.

ويعتبر إريك ان "حيفا نموذج للتعايش بين التجار العرب واليهود. وفي مطعمنا زبائننا من العرب واليهود، وفي مطبخنا عرب ويهود".

ويؤكد ان الحملة لا تعني "ان التعايش غير موجود... هذه الفئة أقلية، وهي مثل الكلاب التي تعوي ولكن لا تعض".

وتشكل القصة نموذجا لمواقف اليمين المتطرف الاسرائيلي.

ويقول عضو بلدية حيفا سهيل اسعد "حيفا مدينة غير معزولة عن اسرائيل والسياسة الاسرائيلية، مع انها في اجواء ايجابية مقارنة بالمدن المختلطة الاخرى في موضوع التعايش".

ويشير الى ان "سكان حيفا العرب يشكلون نسبة 10 في المئة فقط، لكن العرب موجودون في كل الاحياء تقريبا". ويضيف ان "حيفا &تتأثر برياح اليمين... مع كل هجمة يمينية نشعر بالتوتر بين اليهود والعرب وبيننا نحن أعضاء البلدية".

ويؤكد ان ظاهرة اليمين المتطرف لم تكن بهذا الحجم قبل عشرين عاما.

ويبلغ عدد سكان حيفا نحو 300 الف.

ويقدر عدد العرب في &اسرائيل بمليون و400 الف نسمة يتحدرون من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948. وهم يشكلون 17,5% من السكان ويعانون من التمييز خصوصا في مجالي الوظائف والاسكان.

- حيفا مدينة التعايش -في مدينة حيفا، يرتفع مركز للبهائييين بقبته الذهبية المحاطة بحديقة جميلة تتوسط المدينة. في جادة الجبل أو &شارع بن غوريون،&تنتشر المطاعم العربية. وتنصب شجرة عيد الميلاد في الاعياد في حيفا، ويضاء شمعدان (رمز يهودي) وهلال في الوقت نفسه،&ويزين الشارع بالاضاءة. وأطلقت بلدية حيفا على هذا الزمن اسم "عيد الاعياد".

وتعتبر مدينة حيفا مركزا ثقافيا للعرب، إذ لا يمر شهر دون عرض موسيقي عربي ضخم في قاعة الاوديتوريوم او قاعة كريغر للفنون، ويشهد مسرح الميدان ومسرح الكرمة عروضا ثقافية، ويقدم نادي حيفا الثقافي نقاشات أسبوعية حول كتب...

ويقول مدير مركز "مساواة" المدافع عن حقوق المواطنين العرب في اسرائيل لفرانس برس "ان قوة العرب في حيفا نابعة من القدرة الاقتصادية والوجود العربي اليومي فيها، فعندما تتجول في حيفا تعتقد ان العرب يشكلون 50% من سكانها لا 10%".

ويضيف ان "اليمين المتطرف ذي العقلية الاستيطانية في حيفا يستهدف أي علاقة جيدة بين اليهود والعرب".

مشيرا الى سوابق أخرى في مدينة عكا عام 2006 وفي حيفا في 2015.

ويعتبر فرح ان "استهداف اليمين للمدن المختلطة جزء من خطته الاستيطانية، من أجل خلق اشتباكات مع المجتمع الفلسطيني داخل اسرائيل ومع الاغلبية اليهودية، وليثبت انه لا يوجد احتمال او امكانية تعايش بين اليهود والعرب".

قبل أشهر، تعرض مغني الراب العربي تامر نفار لحملة تحريض رسمية وشعبية من اليمين الاسرائيلي اثناء عرض قدمه في مسرح في حيفا.

وطلبت وزيرة الثقافة الاسرائيلية ميري ريغيف الثلاثاء من المستشار القانوني للحكومة فتح تحقيق ضد ادارة مسرح الميدان العربي في حيفا بتهمة التحريض على الجنود الاسرائيليين. وجمدت ميزانية المسرح للمرة الثانية، بعد ان كانت جمدتها في 2015 لمدة سنة.

وكان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان طالب بمقاطعة العرب في اسرائيل والامتناع عن شراء بضائعهم بعد تنفيذهم اضرابا ليوم واحد تضامنا مع غزة عام 2014. وتعرضت المحلات العربية في حيفا للمقاطعة.

على الرغم من ذلك، يقول ليونيد ليبكين، الشريك في &بار "لابيرا" ان حملات التحريض لن تنجح. ويضيف "رغم الحملة التي شنوها علينا، صمدنا، والدليل أننا لا زلنا نعمل وهذه المجموعات وجدت من يقف ضدها".