واشنطن: توقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس "لقاء صعبا جدا" مع نظيره الصيني شي جينبينغ عندما يستقبله الاسبوع المقبل في مقره الفخم في مارالاغو بفلوريدا بينما أعربت بكين عن الامل بلقاء "ناجح".

وكتب ترامب في تغريدة "لقاء الأسبوع المقبل مع الصين سيكون صعباً جداً"، اذ من المقرر ان يستقبل شي في مارالاغو يومي 6 و7 أبريل المقبل. وتابع ترامب "لم يعد من الممكن ان يكون لدينا عجز تجاري ضخم ... وخسارة للوظائف. يجب ان تكون الشركات الأميركية مستعدة للبحث عن بدائل أخرى".

من جهتها، أبدت الحكومة الصينية تفاؤلا إزاء القمة. وصرح نائب وزير الخارجية الصيني شينغ زيغوانغ الجمعة امام صحافيين ان "الجانبين يأملان أن يكون اللقاء ناجحا بهدف دفع تنمية العلاقات الثنائية الى الوجهة الصحيحة".

وعند سؤاله حول العلاقات التجارية بين البلدين، شدد شينغ على ان بلاده لا تسعى الى تحقيق فائض تجاري مع الولايات المتحدة. وقال "ليس في نيتنا تنشيط صادراتنا من خلال خفض تنافسي" لسعر الصرف في حين اتهم ترامب الصين مرارا في السابق باللجوء الى ذلك.

 وسيكون هذا الاجتماع الأول بين الرئيسين، على خلفية الازمة النووية مع كوريا الشمالية. 

قبل أشهر فقط، كان عقد قمة من هذا النوع يبدو غير محتمل بعد الحملة الانتخابية التي اتهم فيها المرشح الجمهوري الصين "بسرقة" ملايين الوظائف في الولايات المتحدة وهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على الواردات الصينية.

"الصبر نفد"

بعيد انتخابه في نوفمبر 2016، أثار ترامب غضب بكين عندما ألمح الى انه يمكن ان يتراجع عن "مبدأ الصين الواحدة" الذي تحظر بموجبه بكين اي اتصال رسمي بين تايوان والدول الاجنبية.

لكن ترامب سعى في اتصال هاتفي مع بكين منتصف شباط/فبراير الى التهدئة وأكد انه سيحترم مبدأ الصين الواحدة، مما افسح المجال للتباحث في عقد لقاء بين البلدين. غير أن تحذير الرئيس الاميركي الخميس عبر تويتر ونفاد صبر واشنطن بشكل متزايد من مواقف بكين ازاء كوريا الشمالية ينبئان بلقاء متوتر.

وأعلنت بكين وقف وارداتها من الفحم الكوري الشمالي بموجب عقوبات الامم المتحدة مما قطع مصدرا ثمينا للموارد يعتمد عليه نظام كيم جونغ اون. إلا أنّ الصين تعترض على نشر الولايات المتحدة منظومة الدرع الاميركية المتطورة المضادة للصواريخ "ثاد" في كوريا الجنوبية، وتعتبر أنها مساس بقوة الردع التي تملكها.

وقالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هالي الخميس إن الصين يمكنها بل ويجب أن تبذل مزيداً من الجهد لإجبار كوريا الشمالية على التخلي عن برامجها النووية والصاروخية.

وشددت هالي على أن واشنطن لن تكتفي فقط بنقاش جديد في الأمم المتحدة. وقالت "لا صبر لديّ لذلك، فهو لا يساعد أحداً. الأمر لا يتعلق بي. فهذه الإدارة (ادارة ترامب) لا صبر لديها لذلك". 

وذكر نائب الوزير الصيني الجمعة عند سؤاله حول كوريا الشمالية بان بلاده تؤيد "نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية". وتابع شينغ "الوضع في شبه الجزيرة الكورية معقد وحساس"، ودعا الاطراف الى "الامتناع عن أي اجراء أو تصريح من شأنه زعزعة السلام والاستقرار في المنطقة".

وكان وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون أكد خلال زيارة الى سيول في أواسط مارس ان الخيار العسكري "وارد" إزاء تهديدات بيونغ يانغ.