لندن: أظهرت دراسة دورية لمستويات العنصرية في فرنسا ان الفرنسيين أصبحوا أكثر تسامحاً مع المهاجرين وان هبوطاً حدث في عدد الاعتداءات العنصرية والمعادية للسامية رغم الهجمات الارهابية التي شهدتها فرنسا وأزمة اللاجئين.&

وتُجري اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الانسان في فرنسا دراسة سنوية باستطلاع آراء الفرنسيين لتكوين فكرة عن مستويات العنصرية وكراهية الأجانب واللاتسامح في البلد.& وبعد ان لاحظت دراسات الأعوام الثلاثة السابقة زيادة الاعتداءات العنصرية سجلت دراسة 2017 هبوطاً في عدد هذه الحوادث. &

وجاء في الدراسة "ان المفارقة هي اننا رغم السياق الشديد التوتر للهجمات الارهابية المفجعة، نستطيع ان نرى استمرار التهدئة والانفتاح، ورغم ما قد يظن المرء فان الارهاب أدى الى زيادة التلاحم الوطني وليس تدميره". &

وتبين الاحصاءات ان عدد ما أُبلغ عنه من اعمال العداء للسامية والاسلاموفوبيا انخفض بنسبة 45 في المئة عام 2016 مقارنة مع العام السابق الذي ارتفعت فيه هذه الأعمال بنسبة 22 في المئة. &

وقالت اللجنة في دراستها ان 1125 حادثاً كهذه وقعت في عام 2016 بالمقارنة مع 2034 حادثاً في عام 2015، الذي كان الأعلى منذ بدأت الاحصاء قبل 17 عاماً. &

الاسلاموفوبيا

وهبطت اعمال الاسلاموفوبيا بنسبة 58 في المئة من 2015 الى 2016 وأُبلغ عن 182 حادثاً خلال العام. &

ورغم الهبوط في عدد الاعتدءات التي يُبلغ عنها فان رئيسة اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الانسان كريستين لازيرغ اكدت ان الأرقام لا تبين إلا الطرف الظاهر من جبل الجليد المغمور.& واوضحت انه "بحسب التقديرات فان 6 في المئة فقط من الاعتداءات العنصرية يُبلغ عنها في الحقيقة للسلطات وان 3 في المئة فقط تُسجل على انها شكوى".&

في هذه الأثناء يبدو الفرنسيون أكثر تسامحاً الآن تجاه الأشخاص ذوي الأعراق والأديان الأخرى.& وقال 54 في المئة من الفرنسيين انهم لا يعتبرون أنفسهم عنصريين على الاطلاق بالمقارنة مع 43 في المئة عام 2014. &

كما لاحظ الاستطلاع ان الهجرة ليست من هموم الفرنسيين الرئيسة حيث قال 3.8 في المئة فقط انها "مبعث قلقهم الرئيس".& وجاءت البطالة في الصدارة يليها الارهاب.&

ورغم هذا التحسن فان الفرنسيين ما زالوا منقسمين بشأن الأعراق التي يتسامحون معها. &

وتوصلت الدراسة الى "ان اليهود والسود والآسيويين هم الأقليات الأوفر نصيباً من القبول" بين الفرنسيين.& وبعد الغجر فان المسلمين هم الأقل نصيباً من القبول".& &

واظهرت الدراسة ان 46 في المئة من الفرنسيين يعتقدون ان الاسلام يشكل تهديداً للهوية الفرنسية. &

وقال 58 في المئة من الفرنسيين انهم ضد الحجاب ولكن هذا الرقم يقل بنسبة 22 في المئة عن العام السابق. &

الأغذية الحلال

كما سُجل تراجع في الموقف السلبي من الأغذية الحلال ورمضان ويعتقد 79 في المئة من الفرنسيين الآن ان المسلمين يجب ان يكونوا قادرين على ممارسة ديانتهم "في ظروف جيدة" رغم ان 59 في المئة عارضوا فكرة "تسهيل ممارسة العبادة الاسلامية في فرنسا". &

وقال نحو 59 في المئة من الفرنسيين انهم يعارضون لباس السباحة الاسلامي أو ما يُسمى "البوركيني"& الذي مُنع في عدة مدن فرنسية الصيف الماضي قبل ان يُلغى المنع وسط احتجاجات واسعة. &

كما وجد الاستطلاع ان 54 في المئة من الفرنسيين يعتقدون ان الغجر في فرنسا "لا يريدون الاندماج" بالمجتمع بالمقارنة مع 77 في المئة العام السابق.&

واوصت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الانسان في دراستها بتحسين تعليم الأطفال بهذه القضايا في السنوات الأولى من المدرسة لكي تستمر مواقف الفرنسيين في التحسن. &

وقالت لازيرغ "ان على السلطات ان تدين معاداة السامية والاسلاموفوبيا والتمييز على اساس الجنس ومعاداة المثلية كلها على مستوى واحد".&

&

اعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف عن "لوكال". الأصل منشور على الرابط التالي

https://www.thelocal.fr/20170330/french-become-more-tolerant-as-number-of-racist-acts-drop

&

&

&