خالد مسعود

الشرطة البريطانية نشرت صورة للمشتبه فيه خالد مسعود

قراءة في حياة خالد مسعود مهاجم وستمنستر من طفولته وحتى مقتله على يد الشرطة البريطانية، ومطالبة بالإعلان عن الخسائر البشرية خلال الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية وتحليل لـ "الطلاق المكلف" بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، كانت من أهم موضوعات الصحف البريطانية.

ونطالع في صحيفة التايمز تقريراً يتناول كيفية تحول مهاجم وستمنستر، أدريان راسل أجاو أو خالد مسعود، إلى طريق الإرهاب. وقال كاتب التقرير إن مسعود مسلم ومجرم، وخريج جامعي ومجرم وفتى محب السهر والحفلات.

وأضاف أنه "كلما نظر المرء في حياة مسعود المتعددة الجوانب، ازدادت الأسئلة التي يريد الحصول على إجابة عليها".

وأردف أن "الأسئلة التي تطرح نفسها دوماً ، ماذا الذي حصل ليدفعه للقيام بهذا الهجوم الإرهابي، ومن الذي دفعه لتنفيذ الهجوم القاتل على جسر وستمنستر".

وأشار أيضاً إلى أن من هذه التساؤلات أن" كيف استطاع الإرهاب الإسلامي تجنيد أدريان راسل اجاو وتحت أي ظروف ".

ومسعود، الذي ولد في دارتفورد بمنطقة كينت، كان معروفا لدى الشرطة إذ أدين في الماضي بحيازة أسلحة خطيرة وبالإخلال بالنظام العام.

ويسرد التقرير كيف عاش مسعود طفولته مع أمه المراهقة ثم مع زوج أمه وأخويه الاثنين، وكيف فشل في امتحانات الدخول للمدراس الثانوية واضطر للذهاب إلى مدرسة قاسية كانت تعاقب بالضرب بالعصا طلابها المشاغبين.

ويرى التقرير أن علامات الإجرام لدى مسعود بدأت تظهر في سن السادسة عشر عندما بدأ بتعاطي المخدرات ثم تلاها شرب الكحول وعندما بدأ يظهر حليق الرأس ليصبح بعدها من مشجعي كرة القدم المشاغبين.

وأوضح التقرير أن سجل مسعود الإجرامي بدأ في بريطانيا في 1983، وتحول إلى العنف في عام 2000، عندما طعن شخصا في وجهه بسكين في حانة بجنوب بريطانيا، وهو تحت تأثير الكحول، بسبب مشاجرة قيل إنها بسبب تعليقات عنصرية.

وأشار التقرير إلى أن مسعود عندما خرج من السجن صار يُعرف عن نفسه بأنه "مسلم" إلا أنه ما زال في تلك الفترة يطلق على نفسه اسم "إدي" ويلبس ثياباً غريبة.

وما لبث أن انفصل عن زوجته وانغمس في حياة الشرب والمخدرات، وذلك بحسب صديقته كايس هارفرد التي وفرت له غرفة للعيش فيها بعد خروجه من السجن ،إلا أن الخلاف دب بينهما جراء سكره المتواصل واتهامه لها بأنها من الشرطة.

وأوضح التقرير أن هارفرد طردته من شقتها بعدما جلب فتاة ليل إلى منزلها، مشيرة إلى أنه لطالما كان محباً للفت الانتباه اليه.

ويسرد التقرير أنه غير اسمه إلى خالد مسعود في عام 2004، وتزوج من فرزانا مالك التي تصغره بأربع عشرة سنة، إلا أنها تركته جراء نوبات العنف التي تنتابه لأنها كانت خائفة منه، بحسب أحد الأقرباء.

وسافر مسعود بعدها إلى السعودية لمدة عامين لتعليم الإنجليزية، كما أنه أبدى اهتمامه بتنظيم "المهاجرون" الإسلامي المحظور في بريطانيا، إلا أنه لم يكشف عن نيته الانضمام اليهم.

ويقول التقرير إن مسعود تزوج مرة أخرى من روحي هيدرة (29 عاما) التي تعمل في مجال المحاسبة، وهي ابنه داعية مسلم، وأنجب منها ولديه التوأم محمد ومريم.

وختم التقرير بالقول إن "مسعود كان مولعاً بلياقة جسمه وكان يجري العديد من التمارين الرياضية، إلا أن الكثيرين ممن عرفوه، لا زالوا يتساءلون لماذا فعل أدريان ذلك، وعلق أحدهم والكأس في يده - ربما لن نعلم أبداً".

تساند الغارات الجوية لقوات التحالف العمليات البرية

تساند الغارات الجوية لقوات التحالف العمليات البرية

الضربات الجوية والمدنيين

ونقرأ في صحيفة "آي" الصادرة عن دار الإندبندنت تقريراً لباترك كوبرن بعنوان " الضربات الجوية هي الطريقة الوحيدة لدحر تنظيم الدولة الإسلامية - لذا أعلنوا عن عدد المدنيين الذين يقتلون فيها".

وقال كاتب المقال إنه "في الحروب الحديثة، يكون القصف بالقنابل على أي مدينة مختلفاُ إذا كان بالمدفعية أو من الطائرات، إلا أن التبريرات التي تُعطى من قبل أهل السياسة والقادة العسكريين هي نفسها كالعادة".

وأضاف أن " أولئك الذين يأمرون بتنفيذ هذه الضربات الجوية أو الصاروخية أو المدفعية، يؤكدون دوماً بأنها تنفذ بحذر شديد كي لا تتسبب بمقتل الكثير من المدنيين"، مشيراً إلى أنهم "يرددون على مسامعنا في حال مقتل المدنيين بأن السبب وراء ذلك اتخاذهم كدروع بشرية من قبل الطرف الآخر".

وأردف أن هذه الحجج هي نفسها استخدمت من قبل خلال القصف الإسرائيلي للبنان في عام 1982، و1996 و2006 وكذلك في غزة في عام 2008-2009 و 2014، فضلاً عن قصف الولايات المتحدة للعراق في عام 1991 و2003.

وأشار كاتب المقال إلى أنه "في جميع الأحول، عندما تُقصف منطقة تضم مقاتلين ومدنيين، فإنك على الأكثر ستقتل عدداً أكبر من المدنيين حتى لو لم يكن ذلك هدفك الأصلي".

وقال إن " قناصة تنظيم الدولة الإسلامية يقتلون أي شخص يحاول مغادرة غرب الموصل، لأنهم لا يريدون خسارة دروعهم البشرية".

وتساءل كاتب المقال عن سبب طلب الحكومة العراقية من مواطنيها عدم مغادرة الموصل بادئ الأمر، ونصحهم بالبقاء في منازلهم ،رغم أن ذلك يصب في مصلحة تنظيم الدولة الإسلامية".

وختم بالقول إن "المشكلة تكمن أنه في حال وجود ضربات عسكرية، فإن الكارثة تكون الوجه الثاني لها".

تريزا ماي

ماي تفعل المادة 50 من معاهدة لشبونة والتي بمقتضاها تبدأ بريطانيا رسميا إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

الطلاق المكلف

وجاءت افتتاحية التايمز تحت عنوان" البريكست: الطلاق المكلف والفوضوي". وقالت الصحيفة إن بريطانيا أرسلت رسالة وداعية للاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع، الأمر الذي أزعج القادة الأوروبيين، فضلاً عن تهديد بريطانيا للاتحاد الأوروبي بأنه لن يكون بمقدورها الاستمرار في التعاون العسكري معه في حال عدم تمتعها ببعض الامتيازات ومنهت الأسواق المفتوحة.

وأضافت أن "الاتحاد الأوروبي كان له فرصة الرد على التهديدات البريطانية الجمعة".

وأردفت الصحيفة أنه من المؤكد أن يؤدي هذا الطلاق بين الجانبين الأوروبي والبريطاني إلى أن يجعلنا أكثر فقراً ، كما ستثقل تلك المباحثات التب ستستمر لمدة عامين كاهلنا.

وأوضحت الصحيفة أنه لن يستطع أي من الجانبين تحقيق ما يريده، فعلى سبيل المثال: لن تحصل بريطانيا على نفس الامتيازات التي كانت متوفرة لها سابقاً قبل البريكست.

وقالت الصحيفة بأنه ما زالت هناك محادثات حول المحادثات نفسها، فالاتحاد الأوروبي يريد أولاً إجبار بريطانيا على دفع فاتورة خروجها من دول الاتحاد ومعرفة حق الأوروبيين الذين يعملون ويعيشون داخلها.

وختمت بالقول إنه "يبدو أن ككل طلاق- فقط المحامون هم الرابحون".