يريفان: يتوجه الناخبون في أرمينيا الأحد إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات التشريعية الأولى منذ اقرار تعديلات دستورية مثيرة للجدل تسعى الى تحويل البلد الصغير في جنوب القوقاز إلى جمهورية برلمانية.

تشكل هذه الانتخابات اختبارًا مهمًا للديموقراطية في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 2,9 مليون نسمة، ولم تشهد ابدا اي انتقال للسلطة الى المعارضة عبر عملية انتخابية.

لكن بعد ساعات قليلة، اشارت المعارضة الى عمليات تزوير. وقال احد مسؤوليها هوسيب خورشوديان لفرانس برس "لاحظنا العديد من الانتهاكات في سرية التصويت، وحالات تكرار الادلاء باصوات".

ويتولى مراقبون دوليون من منظمة الامن والتعاون في اوروبا الاشراف على مكاتب الاقتراع التي فتحت ابوابها الساعة 4,00 ت غ وتغلقها الساعة 16,00 ت غ. واعلنت اللجنة الانتخابية الساعة 07,00 ت غ ان نسبة المشاركة كانت 13%.

يتنافس بالاجمال خمسة احزاب واربعة تحالفات، لملء مقاعد البرلمان التي يبلغ عددها 101 مقعد في انتخابات نسبية. ويتعين على أي حزب ان يحصل على 5% من الاصوات حتى يتمثل في البرلمان، فيما يتعين على التحالف جمع 7% على الاقل.

ويعتبر الخبراء ان الانتخابات ستشهد منافسة حادة بين الحزب الجمهوري الحاكم وبين تحالف أحزاب المعارضة الذي يتزعمه غاغويك تساروكيان أحد رجال الاعمال الأكثر ثراء. ركز تساروكيان حملته على وعود بخفض اسعار الغاز والكهرباء، وبزيادة رواتب الموظفين ومعاشات المتقاعدين.

وقام معظم الاحزاب المتنافسة بحملة تمحورت حول موضوعات مثل "فرص العمل والرواتب ومعاشات المتقاعدين" في بلد يعيش حوالى 30% من سكانه تحت عتبة الفقر. ورفع الحزب الجمهوري الذي يترأس لائحته وزير الدفاع فيكين سركيسيان شعار "الامن والتطور" لأرمينيا في الحملة الانتخابية.

ودعا الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان الذي يرأس الحزب الجمهوري، ناخبيه لحظة التصويت الى "التفكير مليا في الحزب الذي سيضمن لكم حياة أفضل وأمانا أكبر".

وقالت سفتلانا سركيسيان (37 عاما) لفرانس برس بعد خروجها من أحد مراكز الاقتراع في يريفان "منحت صوتي للحزب الجمهوري لأن رئيس الوزراء كارين كارابتريان رجل نشيط لديه أفكار جديدة". لكن غارنيك مناتساكانيان (69 عاما) قال انه ادلى بصوته لصالح "تساروكيان لأنه يهتم حقا بمعيشة الناس العاديين".

انتخابات نموذجية
لا تزال ماثلة في الأذهان ذكرى أعمال العنف التي تلت الانتخابات قبل ثماني سنوات، وقد وعدت الحكومة بأن تجري هذه المرة انتخابات نموذجية لانتخاب "برلمان يثق به المجتمع".

في تصريح لوكالة فرانس برس، اكد سركيسيان الذي تلت انتخابه في 2008 مواجهات بين الشرطة وأنصار المعارضة اسفرت عن 10 قتلى، انه قام "بجهود كبيرة ليجري استحقاق (الأحد) المحوري على أفضل وجه".

لكن المعارضة تؤكد ان الحكومة تعد لعمليات تزوير كثيفة، وتنتقد التعديل الدستوري الذي أقر في 2015 وتعتبره مصمما لإبقاء حزب سركيسيان في السلطة.

وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى أرمينيا والسفارة الأميركية أكدتا خلال الحملة في بيان مشترك "القلق إزاء التقارير الواردة عن ترهيب الناخبين، وشراء الأصوات، واستخدام موارد الحكومة لصالح أطراف معينة".

وينص التعديل الذي طرحه الرئيس وأقر بعد استفتاء مثير للجدل، على تقليص صلاحيات السلطة التنفيذية وزيادة سلطات البرلمان بعد انتهاء الولاية الثانية والاخيرة لسيرج سركيسيان في أواخر 2018. غير ان المعارضة تؤكد ان هذا التعديل الدستوري سيتيح لسركيسيان (62 عاما) الاحتفاظ بنفوذه في البلاد، لكن بصيغة أخرى عبر توليه قيادة حزبه فعليا.