إيلاف من بيروت: كثيرًا ما نفكر في أن الأطفال قادرون على التكيّف بسهولة، وهذا صحيح في كثير من النواحي. لكن، كما يعلم الأهالي الذين مرّوا في هذه التجربة، الانتقال صعب عليهم. البدء في مدرسة جديدة وتكوين صداقات جديدة والتكيّف مع مدينة جديدة، وربما تعلم لغة جديدة... هذا كله يفوق قدرة الولد على التحمل!

إذًا، كيف يمكنك جعل عملية الانتقال سلسة لأطفالك قدر الإمكان؟ تعاونت صحيفة "ذا لوكال" مع شركة تينيتيل السويدية التي تصنع هواتف محمولة للأطفال لطلب أفضل النصائح من الأهل الوافدين.

1- حدّد مواعيد اللعب لكن لا تفرضها&

ربما يُعتبر تكوين صداقات جديدة من التحديات الأكثر إجهادًا للأطفال عند انتقالهم إلى خارج دولهم، وربما يكون صعبًا للغاية في بلد لا يعرفون لغته حتى. وبدلًا من افتراض أن طفلك سيصنع صداقات في المدرسة، يمكنك التدخل والتخطيط للحوادث بشكل فاعل.

في هذا الإطار، تقول جولي، الأمّ الأميركية التي تعيش في باريس: "إن مواعيد اللعب والحفلات التي يلتقي فيها الطفل برفاقه في المدرسة ويقضي الوقت معهم تساعده في العثور على أصدقاء ثابتين". لكن، في الوقت نفسه، تذكّر أنه لا يمكنك اختيار أصدقاء طفلك.

يصرّح جستن، الأب الأسترالي لولدين: "تعلمنا أننا لا نستطيع اختيار أصدقائهم، ولا ينبغي لنا أن نضغط عليهم لإنشاء تلك العلاقات". ويضيف قائلًا: "إذا نظرنا إلى الوراء ندرك أن صداقاتهم الحالية حدثت بشكل طبيعي بجهدهم الخاص وقرارهم الخاص. مهما أردت أن تجعل الأمور سهلة بالنسبة إليهم، لا تحاول إنجازها بدلًا منهم".

2- إبق على اتصال وثيق بطفلك

من المهم جدًا السماح للأطفال باستكشاف محيطهم الجديد من تلقاء نفسهم، لكن من المهم أيضًا الحفاظ على اتصال وثيق معهم.

انتقل داويد مع أولاده الثلاثة من بولندا إلى شنغهاي ثم إلى السويد، في غضون خمس سنوات، وكانت تأديته دور الوالد مفتاح نجاح هذه التنقّلات.

أوضح قائلًا: "نحن نتأكد أنّهم يمتلكون الحرية لاكتشاف البيئة الجديدة، لكننا أيضًا نبقى على اتصال وثيق بهم خلال النهار".

لكن، بعد أن تمكن إبناه - اللذان يبلغان 8 و 10 أعوام - من كسر عدة هواتف، وجد داويد حلًا مختلفًا للحفاظ على "اتصالات مستمرة" بإبنيه.

قال: "اكتشفنا تينيتيل من خلال بعض الأصدقاء. إنه هاتف جوال على شكل ساعة من دون شاشة، سهل الاستخدام بالنسبة إلى ابنتنا البالغة من العمر خمس سنوات. كما أن إبناي يستمتعان باللعب بتينيتيل كجهاز اتصال لاسلكي".

تينيتيل مصممة لوضعها على معصم الطفل وتتضمّن نظام تحديد المواقع، يديرها تطبيق على الهاتف الذكي. وختم داويد حديثه قائلًا: "نحن متوافرون دائمًا عندما يحتاجون إلينا، ويمكننا دائمًا التأكد من أنهم آمنون وسعداء".

3- اجعلهم يشعرون بأنّه منزلهم وليس منزلك وحدك

يتعلّق الأولاد كثيرًا بأماكن وأنماط عيشهم، وبالأشياء التي يعرفونها. والجدير بالذكر أن الشّعور بالأمان وبأنّهم في منزلهم هو أمر فائق الأهمية لنموهم الصحي، وينبغي أن يكون البيت بمثابة الملاذ الآمن بالنسبة إليهم.

أفادت إيلّا، أمّ من بوخارست: "بتنقّلنا مع طفل في الرابعة من العمر، عرفنا أننا نحتاج إلى الإطارالصّحيح لبناء جو الأمان. حاولنا أن نُشعر ابننا بالحماس تجاه غرفته الجديدة، وأن نمزج بين الأشياء الجديدة والأشياء القديمة التي أحبّها".&

توصي إيلا بإشراك الأولاد في عملية التزيين والديكور، ليتمكنوا من الشعور بأنّ المكان حق&لهم، استنادًا إلى تفضيلاتهم الخاصة. وتفسّر: "احتفظنا أيضًا بعناصر من الماضي يمكن أن توفر له الراحة والاستمرارية، مثل ألعابه المفضلة وصوره على الحائط وأغطية السرير والضوء الليلي. كل هذه الأشياء تجعله يشعر أنّه بأمان في المنزل، وخصوصًا خلال الليل".

4- حدد أولويات طفلك واهتماماته

ينبغي كذلك إشراك طفلك في عملية الانتقال والاستقرار بقدر الإمكان. نينا، التي انتقلت أخيرًا مع عائلتها إلى غواتيمالا، تقول إن بإمكانك إثارة حماس طفلك حتى قبل الانتقال من خلال إجراء البحوث معًا: "إذا كان طفلك يحب الحيوانات، يمكنك البحث عن الحيوانات التي يمكن إيجادها في البلد الجديد. إذا أمكن، دع الأطفال يعبّرون كيف يريدون العيش أيضًا، وإعطاء الأولوية لإيجاد اهتماماتهم وهواياتهم في البلاد الجديدة، مثل العثور على نادٍ جديد لكرة القدم على الفور".

5- الاحتفال بتقاليد من بلدهم الأم

بينما ينبغي أن تحاول بالتأكيد مساعدة طفلك على الاندماج في البلد الجديد، لا شيء يمنعك من إدخال بعض المرح من بلده الأم.

في هذا السياق، قالت سيندي، الأميركية التي تعيش في السويد: "إبدأ بممارسة تقاليد بلدك في الحي الجديد. على سبيل المثال، بدأنا بالاحتفال بالهالوين في حيّنا السكني في السويد قبل عشر سنوات. في السنة الأولى شارك 20 طفلًا، والآن وصل العدد إلى 300".
&
أضافت أنها أيضًا وسيلة رائعة لمقابلة الجيران. ففي النهاية، تربية الأطفال تتطلّب قرية بكاملها!

6- ... لا تعد إلى وطنك سريعًا

مفيد دمج ألعاب وتقاليد البلد الأم بالبلد الجديد لتسهيل الانتقال إلى الحياة الجديدة، ومن الأفضل في الواقع تجنب العودة إلى "الوطن" في وقت مبكر جدًا.

قالت سيلفي، الأم الهولندية: "التأقلم الكلي أسهل من الجزئي، ولا أوصي بالعودة إلى الوطن خلال أول ستة أشهر أو أول عام".

إذا انتقل طفلك ثم بعد شهرين أراد العودة ورؤية أصدقائه القدامى، سيصبح احتمال الاستقرار في الخارج أكثر صعوبة. من الناحية المثالية، عليك التأكد من أن طفلك يملك أساسًا ثابتًا في البلد الجديد، مع إمكان ممارسة هواياته والحصول على صديقين على الأقل، قبل زيارة منزلك القديم.

7- إذا تأقلمت يتأقلمون

أخيرًا، تذكّر أن رفاه الأطفال هو انعكاس لوضع أهلهم إلى حد كبير.

قال شون، وهو أب لطفلين، إن الأمر لا يتعلق بوعظ أولادك بل بطريقة التصرف معهم. إذا كنت في وضع جيد فسينعكس ذلك عليهم. وكان هذا هو نهج عائلته عندما انتقلوا من سريلانكا إلى السويد.

أوضح قائلًا: "بذلنا جهودًا حثيثة لفهم الثقافة وتعلم اللغة والتفاعل مع السكان المحليين والاقتراب قدر الإمكان من القيام بالأشياء على الطريقة السويدية. وأصبح الوضع أسهل عندما يبذل الوالدان جهودًا للاندماج في المجتمع. وكلما حاولتُ، كلما حاول أطفالي أكثر، وكأننا ندعم ونساعد بعضنا بعضًا".

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير نقلًا عن "ذا لوكال". الأصل منشور على الرابط الآتي:
https://www.thelocal.ch/20170224/7-ways-to-help-your-child-adjust-to-life-abroad-tinitell-tlccu