«إيلاف» من بيروت: يؤكد المعنيون أن القوات اللبنانية لا تضيع الوقت أبدًا في العمل بصمت على كسر الحواجز مع حزب الله من دون التنازل عن الثوابت.&

وقد بدأت الأمور تتجلى بين القوات اللبنانيّة وحزب الله في منتصف ديسمبر الماضي، حين وجّه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للمرة الأولى إشارة ايجابيّة إلى القوات اللبنانيّة، بقوله إنها تمثّل قوة أساسيّة لها قواعدها، وأنه غير منزعج من تفاهم التيار الوطني الحر معها، حينها سارعت معراب عبر بعض قيادييها، وبينهم ملحم الرياشي، الذي لم يكن قد عيّن وزيرًا بعد، إلى رد التحية بالمثل عبر تأكيد استعداد القوات للانفتاح على حزب الله ومبادلته بالايجابيّة عينها.

فأين أصبح الإنفتاح بين الفريقين؟

يقول النائب طوني أبو خاطر (القوات اللبنانيّة) لـ"إيلاف"، إنها تبقى ضمن الأمنيات كل التقاربات المستجدة، ولم يحصل حتى الآن أي حوار في هذا الخصوص، ونتمنى التقارب مع كل اللبنانيين والفئات، في وقت يحتاج لبنان لتضافر كل القوى مع بعضها البعض، ولكن لم تحصل أي خطوة فعلية على الأرض تمكّن التقارب بين حزب الله والقوات اللبنانية، علمًا أن كل فريق في خندق مختلف، ولن يكون هذا التقارب بين ليلة وضحاها.

حول التقارب، يقول النائب قاسم هاشم (التنمية والتحرير) لـ"إيلاف" انه قد تكون&هناك محاولات للتقارب بين القوات اللبنانية وحزب الله، وتبين ذلك من خلال الإشارات الكثيرة بين الطرفين، وتبقى إشارات باتجاه فتح باب للحوار وهذه حدودها، ولا خطوات على هذا الصعيد من قبل الفريقين حتى اللحظة.

ويرى أبو خاطر إننا" دائمًا بجو تفاؤلي ونريد تجاوز كل مراحل الخلافات، لكن تبقى الهوة كبيرة بين الفريقين، اذ هناك فريق ينادي بالدولة، وفريق آخر يطلب الدويلة، واذا ما حصل التقارب بين الفريقين فيحتاج الأمر إلى جهد كبير، ولن يتم هكذا من دون سابق تصوّر وتصميم.

فهناك فريق، يضيف أبو خاطر، منطلقاته داخليّة ووطنيّة، مقابل فريق آخر يدخل ضمن مشروع أممي يمتد إلى خارج لبنان، والأمر يحتاج إلى وقت طويل للتقارب بين الفريقين.

حول هذا الموضوع يقول هاشم :" حاول البعض أن يفتح الباب بين الفريقين، انما تقليص المسافات او اختصارها يحتاج إلى النقاش، ولكن قد تكون قد أعطيت الإشارة لفتح الباب وإعطاء المناخ الإيجابي للتوصل إلى الحوار بين الفريقين.

ويضيف:" اعتقد إذا كان ضمن حوار مفتوح على مناقشة كل القضايا، فهذا أمر طبيعي من دون شروط، ولا يمكن لأي حوار أن يكون مشروطًا، قد نضع عنوانًا ومسارًا له، ولكن لا يمكن أن ينطلق من شروط محدّدة بل ينطلق من النوايا، ومن التوجهات العامة.

الحريري وعون

هل ما نشهده من تقارب لحزب الله والقوات اللبنانية جاء كرد فعل على تقارب رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون؟ يجيب أبو خاطر :" رحبنا بكل تقارب في الماضي، اذا كان الأمر يصب في مصلحة البلد، وفي لبنان تحكمنا نظرية الانفتاح، وكنا في السابق في مرحلة تقوقع وهذا يؤذي لبنان كثيرًا، ولن نشهد تطورًا إلا مع انفتاح كل التيارات والطوائف على بعضها ولا فيتو لدينا على أحد.

في هذا الصدد، يقول هاشم :" علينا ألا نحلل كثيرًا، وكل تقارب ينطلق من كل فريق باتجاه الآخر في مقاربته لمثل تلك اللقاءات، ولا نستطيع أن نحكم على النوايا، ولكن من ضمن التحليلات التي نسمعها ونقرأها قد تكون كذلك، أي أن منطلق التقارب بين الحريري وعون أدى إلى التقارب بين حزب الله والقوات اللبنانيّة.

قبول الآخر

هل تقارب القوات وحزب الله مبنيّ على سياسة قبول الآخر وعدم إلغائه،&يجيب أبو خاطر :" نأمل أن تكون الأمور بهذا الشكل، اذا كانت النيات طبعًا صافية.

حول هذا الموضوع، يقول هاشم :" عندما ننطلق من المصلحة الوطنية الحقيقية علينا ألا نقفل الأبواب أمام أي حوار مهما كانت التباينات والخلافات في وجهات النظر، وما يجمعنا أكبر مما يفرقنا، اذ يجمعنا الإطار الوطني العام، وهذا الأمر يستدعي إبقاء أبواب الحوار مفتوحة، وعندما تكون هناك حوارات، لا يعني أننا أنغمسنا في بوطقة الرأي الواحد، لأن أهميّة لبنان اليوم هي في تنوّع الآراء والأفكار والانتماءات السياسيّة من ضمن الإطار الوطني العام.

&