يزور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، البيت الأبيض لأول مرة بعد إطاحة الجيش بقيادته للرئيس المنتخب محمد مرسي في 2013.

وظلت مصر حليفا مخلصا للولايات المتحدة، لكن العلاقات بينهما توترت بعد قرار السيسي شن حملة على مناوئيه من الإسلاميين والعلمانيين.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، قد جمدت، ردا على ذلك، المساعدت العسكرية لمصر لمدة 18 شهرا.

وطرأ تغير على الموقف عام 2015، إذ سُمح بتسليم مصر طائرات أباتشي لمساعدتها في العمليات العسكرية لـ"مكافحة الإرهاب في سيناء".

ويسعى الرئيس دونالد ترامب الآن إلى "إحياء" الروابط الثنائية بين البلدين من جديد، بحسب ما يقوله مسؤولون أمريكيون.

كما يريد ترامب "الإفادة من العلاقة القوية" التي أسسها مع السيسي عندما التقيا في نيويورك في سبتمبر/أيلول خلال حملة الانتخابات الأمريكية.

وكان ترامب قد التقى السيسي خلال مشاركته في جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2016.

وأصدر بيانا حينها أعلن فيه عن "الدعم القوي لحرب مصر على الإرهاب، وكيف أنه في عهد ترامب ستكون الولايات المتحدة صديقا مخلصا، ليس حليفا فقط، ويمكن لمصر أن تعتمد عليها في الأيام والسنوات المقبلة".

وكان السيسي قد قاد - عندما كان وزيرا للدفاع - حملة في يوليو/تموز 2013 للإطاحة بسلفه الرئيس محمد مرسي، أول رئيس يفوز في انتخابات حرة في البلاد، في أعقاب احتجاجات حاشدة ضد حكمه.

ثم تولت قوات الأمن في الشهر التالي تفريق احتجاجات لأنصار مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بعنف، أدى إلى مقتل أكثر من 1000 شخص.

صورة أحد الاحتجاجات
Reuters
نشطاء يقولون إن نحو 60.000 شخص من المعارضين اعتقلوا

وعلى مدار الأعوام الماضية، شهدت مصر هجمات يشنها مسلحون على قوات الجيش والشرطة، خاصة في شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي البلاد.

وتقول منظمة حقوق الإنسان، هيومن رايتس ووتش، إن عشرات الآلاف قبض عليهم في حملة على المعارضين، وإن قوات الأمن ارتكبت انتهاكات صارخة، من بينها التعذيب، والإخفاء القسري، والإعدام - على ما يحتمل - بلا محاكمات.

وفرضت أيضا قيود شديدة في عهد السيسي - الذي تولى الرئاسة في مايو/أيار 2014 - على الحقوق المدنية والسياسية، بحسب ما ذكرته هيومن رايتس ووتش، مما أفضى إلى محو مكاسب انتفاضة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك.

وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب للصحفيين إن المخاوف بشأن موضوع حقوق الإنسان ستثار خلال اجتماع بين الزعيمين اليوم الاثنين، لكن هذا سيتم "بطريقة خاصة وسرية".

وأضاف "نحن نعتقد أن هذه هي الطريقة الأكثر فعالية لبحث مثل تلك القضايا من أجل التوصل إلى النتائج المرجوة".

لكن مديرة هيومن رايتس ووتش في واشنطن، ساره مارغون، انتقدت هذه الطريقة.

وقالت "عندما يدعى السيسي إلى زيارة رسمية إلى واشنطن، بينما لا يزال عشرات الآلاف من المصريين في السجون، وعندما يكون التعذيب هو المعمول به، فإنه من الغريب بناء علاقة استراتيجية مستقرة معه".