إيلاف: قال باحثون أميركيون إنهم طوروا تقنيات جديدة لتحليل عينات من الشعر في مواقع الجرائم تتيح لهم التوصل إلى نتائج دقيقة حول المشتبه بهم؛ إذ إنها تسمح بتحديد كل جوانب حياتهم وتقود إلى تحديد أعمارهم وجنسهم وأوزانهم؛ بل وحتى أنظمتهم&الغذائية وممارستهم التمارين الرياضية.

وقدم الباحثون في جامعة ويست فيرجينيا نتائج دراستهم أمام المؤتمر الـ256 للجمعية الكيميائية الأميركية، وهي أكبر جمعية علمية في العالم، الذي تعرض أمامه 14 ألف دراسة وتقرير.

وقال الدكتور غلين بي جاكسون، الباحث في الجامعة، إن التقنيات الجديدة للتحليل الكيميائي ستحدد «من أنت، وأين كنت، وماذا أكلت، وأي العقاقير تناولت». وأضاف أنه «اعتمادًا على نوع السؤال المطلوب، سيتيح التحليل الكيميائي معلومات مدهشة عن الإنسان ونمط حياته».

وقد ظل التحليل الجنائي للشعر بواسطة المجهر لفترة طويلة واحداً من الأدلة المعتمدة داخل المحاكم، وهو يعتمد على تحليل لون الشعر، وسمك الشعرة، والتوائها، لتحديد المشتبه بهم، إلا أن كثيراً من منتقديه أكدوا أنه تحليل ذاتي غير متجرد، وأن الخبراء يبالغون في دقته.

وقد وجدت وزارة العدل الأميركية أخيراً أن 90 في المائة من شهادات الخبراء في تحليل الشعر المقدمة أمام محاكم الجرائم كانت تحتوي على أخطاء. ولذا ثبتت براءة عدد من المحكومين بالاعتماد عليها. وبالنتيجة؛ فقد تخلى المحققون عنها باعتماد تحليل الحمض النووي في الشعر. إلا أن جاكسون يشير إلى أن الحمض النووي قد يكون متوفراً إلا أن المحققين لا يستطيعون التعرف على صاحبه لعدم وجود عينة مسبقة محفوظة منه في السجلات الإجرامية.

ولذا؛ فقد قرر الباحثون إجراء تحليل كيميائي معمق للشعر، وتمكنوا من قياس نسبة نظائر المعادن الموجودة داخل 21 من الأحماض الأمينية التي توجد في الكيراتين (المادة الرئيسية الموجودة في الشعر)، وهو تحليل يمكن إجراؤه بسهولة في المختبر.