ندد الرئيس الأمريكي بالهجوم الكيماوي، الذي يعتقد أن القوات الجوية السورية نفذته، في محافظة إدلب، ووصفه بأنه "إهانة للإنسانية".

وقتل في الهجوم، الذي وقع في بلدة بلدة خان شيخون، عشرات المدنيين بينهم أطفال.

وقال ترامب: "إنها إهانة للإنسانية، عندما تقتل الأطفال الأبرياء، والرضع الأبرياء، لقد تجاوز هذا التصرف كل الخطوط".

ولم يذكر الرئيس الأمريكي روسيا، حليفة النظام السوري، التي تقول إن المواد الكيماوية التي قتلت المدنيين ربما كانت عند عناصر المعارضة المسلحة.

لكن مبعوثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة اتهم روسيا بالتغطية على دمشق.

وقالت، نيكي هيلي، في نقاش ساخن بمجلس الأمن في نيويورك: إن "روسيا تستعمل في كل مرة المغالطات نفسها لإبعاد الشبهة عن حلفائها في دمشق".

ولمحت إلى إمكانية تحرك إحادي من الولايات المتحدة، قائلة "عندما تتخلى الأمم المتحدة باستمرار عن واجب التحرك جماعيا، يتحتم في بعض الأحيان على بعض دول أن تتحرك بمفردها".

ما الذي حدث؟

قتل الثلاثاء 20 طفلا و50 بالغا في الحادث الكيماوي في بلدة خان شيخون، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا.

وأظهرت صور للحادث مدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال، في حالة من الاختناق والزبد يخرج من أفواههم.

وقالت منظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود إن الأعراض التي على الضحايا تشبه ما يحدث حال التعرض لغاز الأعصاب.

وذكر شهود أن المصحات التي استقبلت الضحايا لعلاجهم تعرضت هي الأخرى للغارات الجوية.

هل تغير الولايات المتحدة سياستها؟

وقال ترامب: "أقول لكم إن موقفي تجاه سوريا والأسد تغير كثيرا، فنحن نتحدث الآن عن مسألة مختلفة تماما".

نيكي هيلي
Getty Images
سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لمحت إلى إمكانية تحرك بلادها بشكل منفرد

وعن سؤال طرح عليه خلال لقاء مع الملك الأردني عبد الله الثاني في البيت الأبيض بشأن إمكانية انتهاج سياسة جديدة تجاه سوريا، رد ترامب قائلا: "سوف ترون".

ودعا وزير الخارجية، ريكس تليرسون، روسيا إلى "التفكير مليا" قبل الاستمرار في دعمها للرئيس الأسد.

وقال تليرسون، الذي سيزور موسكو الأسبوع المقبل، "ليس هناك أدنى شك بالنسبة لنا أن النظام السوري، بقياد بشار الأسد، هو المسؤول عن هذا الهجوم المروع".

ومنذ أسبوع فقط، قالت هيلي إن الولايات المتحدة لم تعد تضع تنحية الأسد ضمن أولوياتها، وهو اعتبر تحولا عن موقف واشنطن خلال حكم باراك أوباما.

ماذا يقول الروس؟

اعترفت روسيا بأن طائرات سورية قصفت خان شيخون، ولكنها قالت إن الغارات أصابت مخزنا للأسلحة الكيماوية، كانت تستعملها الجماعات المتشددة في العراق.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيغور كونوشينكوف، إن "الطائرات السورية قصفت مخزنا كبيرا للذخيرة تابعا للإرهابيين، ومخزنا للتجهيزات العسكرية في الضواحي الشرقية لبلدة خان شيخون، وقرب المخزن معامل لإنتاج أسلحة كيمياوية".

كيف تسقط النظرية الروسية؟

وقال خبير الاسلحة الكيمياوية، العقيد هيرميش دو بروتون غوردن، لبي بي سي إن رواية الروس للأحداث "وهمية"، ففكرة أن غاز الأعصاب مثل السارين ينتشر بعد تفجير معمل إنتاجه "لا تصدق".

وقال حسن حاج علي، قائد جيش إدلب الحر، لوكالة رويترز إن "الجميع شاهدوا الطائرات وهي تقصف بالغاز".

لكن الضابط الذي قاد عملية تدمير أسلحة سوريا الكيماوية، بدعم من الأمم المتحدة، فقال للقناة الرابعة البريطانية إن رواية موسكو للحدث لا يمكن استبعادها، وأضاف جيري سميث: "إذا كان غاز السارين في المخزن الذي تعرض للقصف، فهناك احتمال أن يتسرب سائل السارين ويصيب الناس".

ويقول صحفيون محليون إن البلدة ليس فيها مواقع عسكرية، بل في ضواحيها عدد من الجماعات التي تسيطر على المنطقة.

هل سبق أن استعمل الأسد أسلحة كيمياوية؟

طفل سوري
AFP
عدد كبير من الأطفال بين الضحايا

اتهمت القوى الغربية الحكومة السورية بإطلاق صورايخ فيها غاز السارين على غوطة دمشق، وقتل المئات من الناس في أغسطس/ آب 2013.

ونفى الأسد التهمة وحمل المعارضة المسلحة المسؤولية، ولكنه وافق لاحقا على تدمير أسلحة سوريا الكيمياوية.

وعلى الرغم من ذلك واصلت المنظمة حظر الأسلحة الكيماوية رصد استعمال المواد السامة في الهجمات بسوريا.

ويذكر منتقدون للروس أن التقارير عن تسرب الغاز صدرت ساعات قبل التوقيت الذي ذكره كونوشينكوف.

وقتل في النزاع السوري أكثر من 250 ألف شخص، ونزح وهاجر الملايين إلى بلدن مجاورة وإلى أوروبا هربا من القتال.