أعلن في بغداد عن اتفاق العبادي مع وفد كردي على تفعيل المادة 140 من الدستور القاضية بإجراء إحصاء سكاني في محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها، يعقبه استفتاء شعبي على ضمها لإقليم كردستان أو ابقائها تابعة الى الحكومة المركزية.. فيما أكد نيجيرفان بارزاني أن المكونات التي تتواجد في المحافظة هي من ستقرر مستقبلها ومصيرها وليس الأكراد وحدهم.&

إيلاف من لندن: اتفق رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع وفد يمثل اقليم كردستان الشمالي على "التمسك بالحوار والتهدئة والتركيز على المشتركات والالتزام بالأطر الدستورية والقانونية بما يضمن وحدة العراق والتعايش بين جميع المكونات، وعدم السماح بالانجرار الى معارك جانبية والتركيز على المعركة ضد الاٍرهاب.&

كما تم الاتفاق على ازالة العوائق التي حالت دون تفعيل المادة 140 من الدستور العراقي، والتأكيد على أهمية التهيئة لمستلزمات الإحصاء السكاني بعد إكمال تحرير جميع الاراضي والقضاء على تنظيم داعش.. فيما جرى التأكيد ايضًا على "أهمية العمل المشترك بما يخدم مصلحة جميع أبناء البلد الواحد"، كما قال بيان صحافي لرئاسة الحكومة العراقية في بيان صحافي عقب الاجتماع، الليلة الماضية، اطلعت على نصه "إيلاف".

وتنص المادة 140 من الدستور العراقي الجديد المصوت عليه بإستفتاء شعبي في اكتوبر عام 2005 على:&

أولاً: تتولى السلطة التنفيذية اتخاذ الخطوات اللازمة لاستكمال تنفيذ متطلبات المادة (58) من قانون ادارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية بكل فقراتها.&

ثانياً: المسؤولية الملقاة على السلطة التنفيذية في الحكومة الانتقالية والمنصوص عليها في المادة (58) من قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية تمتد وتستمر إلى السلطة التنفيذية المنتخبة بموجب هذا الدستورعلى أن تنجز كاملة (التطبيع، الاحصاء وتنتهي بإستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها لتحديد إرادة مواطنيها) في مدة اقصاها الحادي والثلاثون من شهر اكتوبر،&سنة الفين وسبعة.&

وأمس، وصل الى بغداد وفد كردي يضم فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إلاقليم ممثلاً لرئيس الاقليم مسعود بارزاني وعدنان المفتي عضو المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وفاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني. واجرى الوفد مباحثات مع رئيسي الجمهورية فؤاد معصوم ومجلس النواب سليم الجبوري تناولت مستجدات الاوضاع على الساحة العراقية بشكل عام والعلاقة بين المركز والاقليم وتداعيات قضية كركوك الاخيرة ورفع الأكراد لعلمهم فوق مبانيها واصرارهم على اجراء استفتاء حول استقلال اقليم كردستان.&

وقد رفض وفد الأكراد بشدة انزال العلم الكردي من على كركوك، ورفض&عدنان المفتي، عضو الوفد المفاوض، وعضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إنزال العلم "بأي شكل من الأشكال"، مشيراً إلى أن اي قرار من هذا القبيل يجب أن يصدر عن مجلس محافظة كركوك.

وقال المفتي في تصريح صحافي لوكالة رووداو الكردية، "يجب أن نجلس للرد على أسئلتهم، وفي المقابل نحن لدينا أسئلة ايضاً وننتظر ردهم. ويجب أخذ المصالح المشتركة في&الإعتبار.&وبالنسبة لنا، فإن المصالح العليا لشعب كردستان&تأتي في مقدمة الأولويات".&

وأشار إلى أن قرار البرلمان العراقي برفض رفع العلم خاطئ، ولكن "هنالك محاولة في البرلمان للعمل على تهدئة الوضع"، واوضح ان اجتماعات الوفد في بغداد تهدف الى تشكيل لجنة بمشاركة جميع الأطراف تكون مسؤولة عن التعامل مع مسألة الاستفتاء أو أي مسألة أخرى تتعلق بهذا الأمر".

نجيرفان بارزاني: مصير كركوك تحدده مكوناتها

وفي اربيل، أكد رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني بأن المكونات التي تتواجد في محافظة كركوك هي من ستقرر مستقبل ومصير المحافظة، مشيراً الى أن الأكراد لم يقولوا بأن كركوك هي مدينة لهم فقط، بل هي لجميع المكونات المتعايشة هناك.

وأضاف خلال مشاركته امس في احياء مراسيم مرور 40 يوماً على مصرع الإعلامية الكردية المعروفة شفاء كردي، أن "علم كردستان كان متواجداً منذ عام2003 في محافظة كركوك "لذلك اعتقد بأنه تم تهويل الامر واعطاؤه اكثر من حجمه الحقيقي، وأنا أيضاً أعتقد مثل الرئيس التركي أن كركوك ليست مدينة كردية فقط، وإنما كركوك مدينة الأكراد والتركمان والعرب وجميع المكونات".

وشدد على أن "كركوك الآن، ومن قبل ومستقبلاً، يجب أن تكون مدينة للتعايش السلمي لجميع المكونات التي تعيش فيها".. موضحًا انه "في عام 2014 كان الوضع في كركوك حين احتل تنظيم داعش مساحات واسعة منها أصعب من وضع الموصل، إلا ان قوات البيشمركة قد تمكنت من حماية المحافظة وتحت هذه الراية، راية كردستان وإن لم تكن البيشمركة لما كنا شاهدنا اليوم لا العلم العراقي ولا العلم الكردستاني، وإنما فقط علم داعش، وهذه حقيقة يجب ألا نتهرب منها، ومستقبل كركوك ستقرره المكونات المتعايشة هناك وليست أي جهات أخرى".

وصوّت مجلس محافظة كركوك في 28 من الشهر الماضي بمقاطعة الاعضاء التركمان والعرب على رفع علم اقليم كردستان بجانب العلم العراقي في المحافظة، فيما صوّت مجلس النواب السبت على رفض القرار مؤكدًا على وجوب رفع العلم العراقي فقط في محافظة كركوك.
&