إيلاف من القاهرة: ردود فعل واسعة شهدها العالم بعد ساعات من الإعلان عن الهجوم الذي استهدفت من خلاله القوات الأميركية احدى القواعد الجوية السورية، وهو أول هجوم مباشر تنفذه أميركا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، كرد فعل على الهجوم الكيميائي الذي وقع في شمال غرب سوريا قبل أيام وحمَّلت واشنطن نظام الأسد مسؤولية حدوثه.

وصرح متحدث باسم البنتاغون أن القوات الأميركية أطلقت مجموعة صواريخ توماهوك يقدر عددها الإجمالي بـ59 صاروخاً تجاه قاعدة الشعيرات الجوية في مدينة حمص، غرب سوريا، وهي الصواريخ التي تم إطلاقها من مدمرتين تابعتين لأسطول البحرية الأميركي في البحر المتوسط.

وأوضح البنتاغون في بيان له أن الهجوم استهدف طائرات، ملاجئ طائرات، مخازن خاصة بإمدادات النفط، ذخائر، أنظمة دفاع جوي ورادارات، واتخذت أميركا احتياطاتها لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين.

ولفت البنتاغون أيضاً إلى أن القوات الروسية، التي تعمل أيضاً في المجال الجوي لقاعدة الشعيرات، قد تم إخطارها قبيل شن الهجوم، وهو ما أكده الكريملين في وقت لاحق.

ونقلت وكالة الأسوشيتد برس عن الجيش السوري معلومات تفيد بمقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص وإصابة 9 أشخاص آخرين، وأن الهجوم تسبب في حدوث أضرار بالغة.

وأعلن الجيش الروسي من جانبه أن 23 صاروخاً فقط من أصل 59 هي التي وصلت القاعدة الجوية وأن 6 طائرات سورية فقط هي التي تم تدميرها، كما أن المدرج ما يزال سليماً، غير أن مسؤولاً أميركياً رد على ذلك بتأكيده أن كل الصواريخ الأميركية قد نجحت في إصابة أهدافها باستثناء صاروخ واحد.

وبعد شن الهجوم بفترة وجيزة، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليؤكد للصحافيين أن العملية تصب بشكل رئيسي في صالح الأمن القومي الأميركي، ودعا في نفس الوقت باقي الدول للعمل من أجل إنهاء المجازر وعمليات سفك الدماء التي تشهدها سوريا.

وعلَّقت مجلة التايم الأميركية في تقرير لها بهذا الخصوص بقولها إن السبب وراء إقدام أميركا على ذلك الهجوم هو بشاعة الهجوم الكيميائي الذي وقع قبل أيام في مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 72 شخصاً، من بينهم عدد كبير من الأطفال.

ونقلت المجلة عن متحدث باسم البنتاغون إن أجهزة المخابرات الأميركية خلصت إلى أن الهجوم نُفِّذَ بواسطة طائرة أقلعت من مطار الشعيرات.

وحمَّلت الأمم المتحدة ودول غربية النظام السوري مسؤولية ذلك الهجوم المميت. وفي المقابل، نفت حكومة الرئيس بشار الأسد كل هذه الاتهامات، مؤكدةً أنها لا تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد مواطنيها.

من جانبه، أصدر مكتب الأسد بياناً وصف فيه الهجوم الصاروخي الأميركي بـ "المتهور"، "قصير النظر" و"غير المسؤول"، وأضاف أن ذلك الهجوم يعكس استمرار السياسة الأميركية القائمة على الاستهداف وإخضاع الناس.

وبث التلفزيون الرسمي السوري تقريراً في وقت سابق من اليوم الجمعة وصف فيه الهجوم الصاروخي بـ "الاعتداء" الذي يقوض جهود دمشق لمكافحة التطرف والإرهاب. وأكد محافظ حمص طلال البرازي أن الهجوم شن بهدف دعم الإرهابيين على الأرض.

فيما رحب الائتلاف السوري المعارض بذلك الهجوم، مشيرا إلى أنه يأتي كخطوة نحو إنهاء إفلات نظام الأسد من العقاب مع ضرورة القيام بخطوات أكثر حسماًَ فيما هو قادم.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، عقد اجتماعاً للمجلس الأمني لمناقشة سبل رد بلاده على ذلك التصعيد الأميركي.

ونقلت الصحيفة عن ديمتري بيسكوف، متحدث باسم بوتن، قوله "أعرب المشاركون في الاجتماع عن بالغ قلقهم بشأن العواقب السلبية الحتمية التي ستنجم عن تلك الأعمال العدوانية فيما يتعلق بالجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب".

كما أعلنت روسيا أنها ستعلق اتفاق سلامة الطيران مع أميركا بعد ذلك الهجوم. وينتظر أن يجتمع اليوم أعضاء مجلس الأمن لمناقشة الهجوم وكافة تداعياته.