طنطا: "كيف تم ادخال القنبلة؟"، تساؤل غاضب طرحه سكان امام كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا المصرية بعد الاعتداء الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) واسفر عن مقتل 27 من المصلين الذين كانوا يشاركون في احد الشعانين (السعف).

داخل الكنيسة القبطية نجت ايقونتان لمار جرجس والسيد المسيح من عصف الانفجار. لكن بقع الدماء على بلاط المكان والركام الذي يغطي المقاعد الخشبية يعكسان هول المأساة التي ضربت الاقباط المسيحيين قبيل الساعة العاشرة (8,00 ت غ) حين انفجرت قنبلة قرب المذبح خلال القداس.

والاعتداء الذي تبناه "الجهاديون" خلف 27 قتيلا و78 جريحا.

روى ادمون ادوار الذي كان يشارك في القداس مع شقيقه اميل لفرانس برس "وقع انفجار عنيف قرب المذبح. فجاة صار كل شيء اسود وطار الناس الواحد فوق الاخر". كان اميل المصاب يقف الى جانبه مضمد الراس.

وقال نبيل نادر لفرانس برس "سمعت الانفجار فاتيت راكضا. شاهدت اشلاء" في كل مكان.

يقطن نادر قبالة كنيسة مار جرجس في طنطا التي تبعد حوالى مئة كلم شمال القاهرة. واضاف حزينا "والد احد اصدقاء ابني كان في الصف الامامي. لم نعثر سوى على حذائه".

في مكان غير بعيد يحمل رجل آخر صليبا ملطخا بالدماء كان معلقا في سعفة نخيل يحملها المصلون عادة احتفالا بالشعانين، اضافة الى كتب صلاة اتت عليها النار. وعلق "جاؤوا للصلاة فقضوا".

"سنبقى مسيحيين"

صفارات سيارات الشرطة تدوي باستمرار في المدينة فيما تواصل سيارات الاسعاف التوجه الى المستشفى لنقل الجرحى.

وسارعت الشرطة بعد الاعتداء الى تطويق المكان ومنعت ايا كان من دخول الكنيسة.

رغم ذلك، سارع السكان الى امام واجهة الكنيسة التي يرتفع عليها جرسان ولم يخفوا غضبهم من تقصير الشرطة. فرغم التدابير الامنية تمكن حامل القنبلة من دخول الكنيسة من دون صعوبة.

وكانت الكنيسة افادت نهاية اذار/مارس على صفحتها على فيسبوك ان "جسما مشبوها" عثر عليه امامها وان فريقا من خبراء المتفجرات ضبطه ونقله "الى سيارة خاصة".

وقالت نجاة اسعد باكية "كيف ادخلت القنبلة فيما عناصر الشرطة يجلسون ويصطفون" امام الكنيسة، واضافت "ما نفع اجهزة كشف المتفجرات؟ لا نريد حمايتهم".

يشعر الاقباط المصريون الذين سبق ان تعرضوا لتهديدات تنظيم الدولة الاسلامية واعتداءاته بان السلطات المصرية تمارس بحقهم التهميش والتمييز في بلد ذي غالبية مسلمة.

لقد تحول احد الشعانين يوم حداد وحزن. وبعد ساعات من تفجير طنطا حاول انتحاري يرتدي حزاما ناسفا دخول كنيسة اخرى في الاسكندرية شمال البلاد.

كان بابا الاقباط تواضروس الثاني داخل الكنيسة. لكن عناصر الشرطة نجحوا في منع الانتحاري من تحقيق غرضه ففجر نفسه في الخارج وقتل 16 شخصا.

واعتداءا الاحد هما بين الاكثر دموية في الاعوام الاخيرة ضد الاقباط الذين يمثلون عشرة في المئة من 92 مليون مصري.

وكان اعتداء انتحاري استهدف في كانون الاول/ديسمبر كنيسة القديسين بطرس وبولس في القاهرة مخلفا 29 قتيلا. وتنبع رمزية الهجوم من كون الكنيسة ملاصقة للكاتدرائية المرقسية، مركز بابا الاقباط الارثوذكس.

رغم العنف والخوف واليأس يصر اقباط طنطا على الدفاع عن ايمانهم. وقالت امرأة "نحن مسيحيون وسنبقى مسيحيين".