«إيلاف» من بيروت: أعلنت مصر&الحداد 3 أيّام على ضحايا تفجيري كنيستين في البلاد، أسفرا عن مقتل وإصابة العشرات، حيث قدّرت وزارة الصحة والسكان المصرية أن 43 شخصًا قتلوا وأُصيب 119 آخرون في الانفجارين.

وبحسب قناة العربية، فإنّ وزيري الداخلية والعدل سيمثلان أمام البرلمان المصري لاستجوابهما حول الإعتداء الإرهابي الذي ضرب الكنيستين المصريتين.

وعلى خلفية الهجومين، أصدر وزير الداخلية مجدي عبد الغفار قرارًا بإقالة اللواء حسام خليفة مدير أمن الغربية، وتعيين اللواء طارق حسونه بدلاً منه، وكذلك إقالة عدة قيادات بجهاز الأمن الوطني.

هواجس المسيحيين

ويبقى القول إن هناك هواجس حقيقيّة تقلق المسيحيين في المنطقة، ولبنان تحديدًا، بعد تفجيري مصر، هواجس يغذيها تنظيم داعش، وكذلك النظام في سوريا الذي يدّعي بأنه حامي المسيحيين في الشرق بمواجهة القوى التكفيريّة.

عن وضع المسيحيين اليوم في ظل التهديد بأحزاب إسلاميّة متطرفّة، يؤكد النائب سليم سلهب (التيار العوني) في حديثه لـ"إيلاف" أن وضعنا اليوم كمسيحيين في المشرق يتمحوّر حول عدم رؤية موحدّة تجمعنا، ولكن كتكتل تغيير واصلاح لدينا موقفنا، وهو ضد التطرّف الديني مهما كان الدين ومن أي طرف كان، جميعنا مع الاعتدال ومع الوصول إلى دولة مدنيّة أكثر من كوننا دولة طائفيّة ذات طابع ديني حتى لو كان طابعًا معتدلاً.

هل فعلاً هناك خوف على مسيحيي لبنان، كما هُدّد مسيحيو المشرق ككل في سوريا والعراق وأخيرًا في مصر؟ يؤكد سلهب أن الخبرة علّمتنا بعد الأحداث التي جرت في العراق، حيث كان الجيش الأميركي متواجدًا، وهو أقوى جيش في العالم كان يحتل العراق، رغم ذلك رأينا النتائج على مسيحيي العراق، وما الذي حصل معهم، أكبر جيش في العالم لم يستطع أن يحمي الأقليات المسيحيّة الموجودة في العراق، وقد اضطرت هذه الاقلياّت إلى الهجرة بطريقة مأساوية، من هنا الخوف كبير على مسيحيي المشرق ككل، لأن ما يحصل اليوم حرب طائفية مذهبيّة مع مختلف الفرقاء، وهو أمر مخيف، أن تدخل كل الأحزاب والطوائف بحرب في ما بينها، من أجل أن تبقى اسرائيل دولة يهوديّة مرتاحة على وضعها، ولا أحد عند العرب يطالب بما يضرها.

لأنهم أقليّة

لماذا هذا الاستهداف الدائم للمسيحيين في الشرق الأوسط، وكان آخره في مصر؟ يجيب سلهب لأنهم أقليّة، واليوم أصبحوا ضعفاء، إن كان في الإدارة أو الحكم أو السياسة، والضعيف دائمًا مُستهدف أكثر من غيره، ولا نزال نسبيًا صامدين إذا ما قارنا أنفسنا ببعض الدول العربيّة، لا يزال مسيحيو لبنان يتمتعون بمراكز في الإدارة والقرار السياسي، ولا نزال نتعاطى بأمورنا السياسيّة، بينما في دول أخرى الأقلية المسيحيّة لا تتعاطى بأي شأن سياسي، ولا يُنتخبون بل يتم تعيينهم، وهذا يعني أن لا حقوق مدنية لهم مكتسبة بالحد الأدنى، لذلك نشهد أن الأقليات المسيحيّة في المشرق العربي هي التي تدفع الثمن في البدء.

الغرب

وفي ظل غياب أي دعم غربي لمسيحيي المشرق، يرى سلهب أن دول الغرب لا يهمها سوى مصالحها الآنية، من هنا لا يمكن الاتكال على الغرب والقول إنه سيحمينا كمسيحيين، إذا استطعنا وضع أنفسنا بموقع تكون&للغرب مصلحة فيه، عندها يهتم الغرب بنا، وحتى الآن لم نضع أنفسنا بموقع يكون الغرب بحاجة إلينا اقتصاديًا ولهم مصالح عندنا.

هل يبقى المسيحي مستضعفًا في الشرق؟ يرى سلهب أن الأمر يعود إلى كيفية تصرّف المسيحيين في لبنان خصوصًا، إذا عرفنا تثبيت موقعنا في البلد، من الممكن أن يكون لبنان مرآة لسائر الدول، من خلال أخذ لبنان نموذجًا كي يعود مسيحيو المشرق لمواقعهم ونفوذهم.

&