باريس: اثارت مارين لوبن مرشحة اليمين الفرنسي المتطرف جدلا الاثنين مع انطلاق الحملة الانتخابية للجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 23 ابريل، وسط تردد نحو ثلث الناخبين بشأن المرشح الذي سيختارونه.

وباتت وسائل الإعلام السمعية البصرية تتبع من الآن فصاعدا مبدأ التساوي المطلق بين كل المرشحين من حيث وقت الكلام الممنوح لكل منهم في المناظرات والتغطية الإعلامية. 

كما ستتولى وسائل الإعلام العامة بث إعلانات حملات مختلف المرشحين طوال فترة الحملة التي بدأت ليل الأحد الاثنين على أن تنتهي في منتصف ليل 21 ابريل، قبل الدورة الأولى المقررة الأحد 23 أبريل.

وتتوقع آخر استطلاعات الرأي أن يتصدر الوسطي إيمانويل ماكرون المؤيد لأوروبا ومنافسته من اليمين المتطرف مارين لوبن المعارضة للهجرة ولأوروبا، نتائج الدورة الأولى بحصول كل منهما على نحو 23% من نوايا الأصوات، لينتقلا إلى الدورة الثانية في 7 مايو.

وسجل مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون تقدما لافتا في الأسابيع الماضية، اذ انتقل من المرتبة الخامسة إلى المرتبة الثالثة حاليا، منافسا مرشح اليمين فرنسوا فيون بحصوله على نحو 19% من نوايا الأصوات. وبعدما كان المحافظ فيون الأوفر حظا، تراجع التأييد له بعد كشف فضيحة الوظائف الوهمية.

واثارت لوبن جدلا بقولها اثناء برنامج تلفزيوني الاحد: "انا لا اعتقد ان فرنسا مسؤولة" عن اكبر عملية توقيف جماعية ليهود اثناء الحرب العالمية الثانية.

وكان تم توقيف اكثر من 13 الف يهودي في يوليو 1942 بطلب من السلطات الالمانية النازية وبامر من السلطة الفرنسية القائمة اثناء الاحتلال الالماني، قبل نقلهم الى معسكرات المانية نازية.

ونسبت المسؤولية عن حملة التوقيف تلك لعقود الى النظام القائم اثناء الاحتلال الالماني وليس الى الدولة الفرنسية، الى ان اعترف الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك في 1995 بمسؤولية الدولة الفرنسية عن ذلك.

الوجه الحقيقي
لكن مارين لوبن قالت الاحد "علمنا اطفالنا ان لديهم كل الاسباب لانتقادها (فرنسا) وعدم رؤية سوى الجوانب التاريخية الاشد سوادا ربما". واضافت "بالتالي اريدهم ان يكونوا مجددا فخورين بانهم فرنسيون".

على الفور ندد منافس لوبن ايمانويل ماكرون بما سماه "الوجه الحقيقي لليمين المتطرف". اما المرشح الاشتراكي بنوا آمون فاعتبر ان لوبن "لا تحب التاريخ، اعتقد انها تعدله (على هواها)". وفي معسكر اليمين اعتبر النائب كريستيان استروسي ان "مارين لوبن تنضم الى والدها لجهة الاهانة ونكران (حصول محرقة اليهود بيد النازيين)".

واعتبرت صحيفة لوموند الاثنين ان لوبن "تجاوزت الخط الاحمر المتمثل في توافق وطني بشأن قراءة الفترات الاشد ايلاما في تاريخ فرنسا" ونددت في افتتاحيتها ب "رواية وطنية (...) تجاوزها الزمن وتعفنت".

من جهتها، نددت سلطات اسرائيل التي تقوم سياستها الرسمية على عدم اقامة اي اتصال مع الجبهة الوطنية المتهمة بمعاداة السامية، بتصريحات لوبن معتبرة انها "منافية للحقيقة التاريخية كما عبر عنها رؤساء فرنسا". كما نددت جمعيات يهودية في فرنسا بتصريحات لوبن المشككة في ما عاناه اليهود في الحرب العالمية الثانية في فرنسا.

ورأى نيكولا لوبورغ المتخصص في اليمين المتطرف ان مارين لوبن "تسعى الى التمايز مجددا باعتبارها مرشحة من خارج المنظومة" القائمة في فرنسا في وقت تضعها استطلاعات الرأي في طليعة نوايا التصويت "منذ فترة طويلة لكن بدون تقدم" في نسبة نوايا التصويت.

ولم تشهد فرنسا من قبل نسبة ناخبين مترددين مماثلة لما هي عليه اليوم، قبل اقل من أسبوعين من الاستحقاق، بما في ذلك بين من يقولون إنهم سيصوتون بالتأكيد. ويشير نحو ثلث الناخبين الى انهم لم يحسموا قرارهم حتى الان.

من جهته رأى المحلل السياسي برونو جومبار ان لوبن التي كانت وصفت غرف الغاز بانها "قمة الوحشية" في 2011، "بقيت حتى الان مترددة وترفض النقاش حول ماضي فرنسا. واضاف ان "الفرنسيين حساسون جدا لفكرة انه يجب الا نبدد الوقت في الاعتذار عن الماضي".

ففي فبراير الماضي اثارت تصريحات ماكرون بشأن الاستعمار الفرنسي الذي وصفه بانه "جريمة ضد الانسانية" جدلا واسعا ما دفعه لاحقا الى التخفيف من وطأة تصريحاته.

في المقابل نددت لوبن بـ "التوظيف السياسي" لتصريحاتها مذكرة بانها تعتبر "ان نظام فيشي (السلطة الفرنسية ابان الاحتلال الالماني) لم يكن فرنسا"، تماما كما هو موقف الجنرال شارل ديغول او الرئيس الاشتراكي الراحل فرنسوا ميتران.

ورأى المؤرخ نيكولا لوبورغ المتخصص في اليمين المتطرف ان لوبن "تسعى الى التمايز مجددا باعتبارها مرشحة من خارج المنظومة" القائمة في فرنسا في وقت تضعها استطلاعات الرأي في طليعة نوايا التصويت "منذ فترة طويلة لكن بدون تقدم".

ولم تشهد فرنسا من قبل نسبة ناخبين مترددين مماثلة لما هي عليه اليوم قبل اقل من أسبوعين من الاستحقاق، بما في ذلك بين من يقولون إنهم سيصوتون بالتأكيد. ويشير نحو ثلث الناخبين الى انهم لم يحسموا قرارهم حتى الان. ويحاول المرشحون كسب تأييد هذه الفئة من الناخبين.

من جهته رأى المحلل السياسي برونو جومبار ان لوبن التي كانت وصفت غرف الغاز بانها "قمة الوحشية" في 2011، "بقيت حتى الان مترددة وترفض النقاش حول ماضي فرنسا. واضاف ان "الفرنسيين حساسون جدا لفكرة انه يجب الا نبدد الوقت في الاعتذار عن الماضي".

ففي فبراير الماضي اثارت تصريحات ماكرون بشأن الاستعمار الفرنسي الذي وصفه بانه "جريمة ضد الانسانية" جدلا واسعا ما دفعه لاحقا الى التخفيف من وطأة تصريحاته.