إيلاف من نيويورك: نجح الرئيس الاميركي&دونالد ترامب في تحقيق واحد من أبرز وعوده خلال الحملة الانتخابية، وذلك بعد اثني عشر أسبوعًا من توليه حكم البلاد.

ترامب الذي لم يتمكن في الأيام الماضية من إيصال إثنين من وعوده الانتخابية (حظر دخول رعايا بعض الدول لفترة زمنية محدودة واستبدال نظام اوباما كير) الى بر الامان، تمكن من تثبيت مرشحه نيل غورستش لشغل منصب قاضٍ في المحكمة العليا.

الخليفة المناسب

وعلى غرار بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، واستبدال نظام أوباما كير بنظام صحي آخر، تعهد ترامب خلال مهرجاناته الانتخابية باختيار خليفة مناسب للقاضي الراحل انطونين سكاليا في المحكمة العليا.

وأدى نيل غورستش اليمين الدستورية بعد معاناة مع اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين امتدت حوالي ثلاثة اسابيع، فشل خلالها في الحصول على الاغلبية الكبيرة، قبل ان يلجأ زعيم الاكثرية ميتش ماكونيل الى الخيار النووي، الذي فسح المجال امام غورستش للوصول الى المحكمة العليا.

انتصار كبير

ويعتبر وصول القاضي القادم من كولورادو الى هذا المنصب انتصارًا كبيرًا لترامب أكمل به أسبوعًا كان الافضل بالنسبة اليه مقارنة مع اسابيع حكمه السابقة، وذلك بعدما أمر بقصف مطار الشعيرات في سوريا ردًا على قصف مدينة خان شيخون بريف ادلب بسلاح كيميائي، ووضعت خطوته العسكرية في خانة عودة واشنطن للعب دورها في العالم.

وخلال الحفل الذي اقيم في البيت الابيض، شكر غورسوتش عائلته وزملاءه، وأشاد بالقاضي الراحل انطونين سكاليا، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أهمية منصبه الجديد.

قاضي المحكمة العليا الجديد، ابدى امتنانه للشعب الاميركي، واعدًا "بإستخدام كل الصلاحيات التي تسمح لي بأن أكون خادمًا مخلصًا لدستور وقوانين هذه الأمة العظيمة".

فترة المئة يوم

ترامب من جهته، اعتبر ان تعيين غورستش هو انتصار كبير، خصوصًا انه نجح بتحقيق أحد&وعوده&الانتخابية قبل مرور مئة يوم على توليه الرئاسة، كما وصف القاضي الجديد بالرجل الذي يتمتع بالنزاهة والمخلص لدور الولايات المتحدة الأميركية، ولم يسقط الرئيس الأميركي عن ذهنه زعيم الاكثرية ميتش ماكونيل واعضاء مجلس الشيوخ الذين لعبوا دورًا في ايصال غورستش.

دور ماكونيل

ولا يمكن اغفال الدور الذي لعبه ميتش ماكونيل في ايصال قاضٍ ينتمي الى المحافظين لخلافة سكاليا، فزعيم الاكثرية واجه باراك أوباما ومرشحه ميريك غاريلاند طوال الاشهر التي سبقت تولي ترامب رئاسة البلاد، رافضًا انعقاد مجلس الشيوخ للاستماع الى غاريلاند وتمسك بضرورة ترك موضوع تسمية قاضٍ جديد للرئيس القادم جمهورياً كان أم ديمقراطيًا، مغلقاً الأبواب أمام الرئيس السابق لترك بصمة أخيرة في تاريخ البلاد قبل مغادرة السلطة.

تحديات قادمة

وستحفل الايام القادمة بالعديد من التحديات التي ستواجه الرئيس الاميركي الحالي، خصوصًا أن مشاريع عديدة سبق وأن وعد خلال حملته الانتخابية بتحقيقها ستطرح على الطاولة كبناء الجدار الحدودي، واصلاح البنى التحتية، ونظام الاصلاح الضريبي.