إيلاف - متابعة: يقول العلماء إن القمر الجليدي "إنسيلادوس" التابع لكوكب زحل قد يكون المكان الوحيد في المجموعة الشمسية الذي يصلح للحياة خارج حدود كوكبنا. 

وبنى العلماء رأيهم هذا بعد رحلة المسبار كازيني حول هذا القمر الصغير لمسافة امتدت لخمسمائة كيلو متر. وجمع المسبار عينات من المياه من أعلى سطح المحيط الموجود على هذا القمر.

ونشرت دورية علمية بحثًا أظهر أن أبخرة ثلجية تندفع في الفضاء من "إنسيلادوس" تحتوي على الهيدروجين من فتحات مائية حرارية، وهي بيئة يعتقد بعض العلماء أنها أدت الى ظهور الحياة على الأرض.

وفي 2015 كشف العلماء عن أن ذلك القمر به محيط شاسع مدفون تحت قشرة ثلجية يتراوح سمكها بين 30 و40 كيلومترًا. ويعتقد أن ذلك المحيط هو مصدر تلك الأبخرة.

والعديد من الأقمار التي تدور حول زحل والمشتري معروف أنها تحتوي على محيطات تحت السطح، لكن إنسيلادوس هو القمر الوحيد الذي وجد العلماء فيه أدلة على مصدر للطاقة يدعم الحياة.

 

أبخرة ثلجية تندفع في الفضاء من القمر "إنسيلادوس"

 

وربما مهدت ظروف مشابهة لتلك، حيث تلتقي صخور ساخنة بمياه المحيط، لظهور حياة ميكروبية على الأرض قبل أكثر من أربعة مليارات عام.

وقال هانتر وايت، الخبير في معهد أبحاث ساوثويست للابحاث في سان أنطونيو بولاية تكساس الأميركية، الذي يشارك في تشغيل المسبار كازيني، لبي بي سي، إن "مجرد وجود نظم مائية حرارية لا يمكن أن يكون ضماناً لوجود حياة لكائنات على هذا القمر الصغير، وربما تكون البيئة هناك غير صالحة للحياة. لكن النتائج الجديدة تؤكد ضرورة العودة إلى هذا القمر بمعدات وتكنولوجيا أكثر تطورًا تمكننا من إعادة جمع عينات من المياه للحصول على أدلة واضحة على أن الحياة البيولوجية موجودة هناك أيضًا".

وأضاف: "متأكدون من وجود كائنات في المحيط الداخلي تحت سطح القمر "إنسيلادوس"، ونحتاج إلى العودة مرة أخرى للتحقق من ذلك".

وقال جيفري سيوالد عالم الجي وكيمياء في معهد "وودز هولأوشنجرافيك" في ماساتشوستس في تعليق على البحث في دورية ساينس، "إذا ما صحت تلك الملاحظة فستكون لها تبعات جوهرية بشأن إمكانية وجود حياة على إنسيلادوس".

وقال كريس ماكاي، عالم بيولوجيا الفضاء بوكالة علوم الفضاء الأميركية (ناسا): "إذا كنت كائنًا دقيقًا، فسوف يكون الهيدروجين بالنسبة لك كالحلوى، وستكون طعامك المفضل".

وأضاف: "إنه جيد كمصدر للطاقة، إذ يمكنه دعم الكائنات الدقيقة بقوة. ويُعد العثور على الهيدروجين ميزة هامة تضيف إلى الجدل الدائر حول وجود حياة على هذا القمر الصغير".

ويطلق على النوع الذي ذكره ماكاي من الميكروبات" الميكروبات الميثانية"، لأنها تساعد على تفاعل الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون.