واشنطن: ألقت الولايات المتحدة الخميس في أفغانستان "قنبلة عصف هوائي جسيمة" من طراز "جي بي يو-43/بي"، التي تُسمى كذلك "أم القنابل" مستهدفة موقعا لتنظيم داعش في ولاية ننغرهار.

وهذه المرة الاولى التي تستخدم فيها هذه القنبلة في المعركة منذ تطويرها مع بداية حرب العراق.

ما هي قوتها؟ 

اعتبرت منظمة "غلوبال سيكيوريتي" لنزع التسلح ومقرها في الولايات المتحدة ان القنبلة المسيرة عن بعد التي تزن 9,8 أطنان وتشكل أضخم سلاح غير نووي في الترسانة الأميركية "ضخمة وقوية ودقيقة التصويب".

وهي قنبلة مدمرة تحوي 8480 كلغ من مادة اتش6 المتفجرة بحسب موقع المنظمة وتوازي قوة تفجيرها 11 طنا من التي ان تي.

يبلغ طول القنبلة 9 أمتار وقطرها متر واحد بحسب "غلوبال سيكيوريتي"، وهي اضخم قنبلة في التاريخ مسيرة بالاقمار الصناعية وتلقى من الجو. وأفادت مجلة العلوم "بوبولار ميكانيكس" أن وزن هذه القنبلة يوازي طائرة اف-16 مقاتلة.

تلقى القنبلة المسيرة بنظام تحديد المواقع بالاقمار الصناعية من مزلقة الشحن في طائرة نقل من طراز سي-130، وتبطئ مظلة سرعة سقوطها وهو ما يجيز إلقاءها من ارتفاع أكبر ويمنح بالتالي الطيار وقتا كافيا للوصول الى مكان آمن.

صممت هذه القنبلة الارتجاجية لتنفجر قبل ارتطامها بالارض. ويضاعف غلاف من الالمنيوم الرقيق قوة عصفها وتوليد موجة صدم تصل الى 150 مترا بحسب موقع "وايرد".

من صنعها؟ 

في 2002-2003 طورت شركة داينتيكس لصناعات الفضاء والدفاع "ام القنابل" بالتعاون مع مخبر سلاح الجو للابحاث، بحسب موقع الشرطة.

أضاف الموقع ان الفكرة الأولية للقنبلة تحولت إلى مخطط تصميم مفصل في غضون ثلاثة أشهر فحسب، وخضعت لثلاث تجارب ناجحة في 13 يوما. وتم انتاجها في البدء لاستخدامها في الفترة الأولى لحرب العراق.

كما أفاد سلاح الجو بخصوص آخر تجربة للقنبلة انها ولدت عمودا هائلا من الدخان يمكن رؤيته من بعد 32 كلم.

ما كان هدفها؟

قال الجيش الاميركي ان القنبلة استهدفت الخميس شبكة انفاق عميقة للجهاديين في منطقة اشين في ولاية ننغرهار (شرق أفغانستان) التي تعتبر معقلا لتنظيم الدولة الاسلامية على حدود باكستان.

وقال حاكم منطقة أشين إسماعيل شنواري، لوكالة فرانس برس ان القنبلة سقطت في موماند دارا فيما افادت وزارة الدفاع الافغانية انها قتلت 36 مسلحا من تنظيم الدولة الاسلامية. وما زال تقييم الاضرار متواصلا.

تقع هذه المنطقة الجبلية والنائية جدا التي يتعذر على القوات الحكومية بلوغها إلى شمال تورا بورا، اي شبكة الانفاق المتشعبة التي استعان بها زعيم تنظيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن للفرار من القوات الاميركية والمغادرة الى باكستان في اواخر 2001.

وقالت الولايات المتحدة ان المنطقة نائية الى درجة استبعاد وجود مدنيين فيها.

استهدفت القنبلة شبكة أنفاق وكهوف استخدمها عناصر تنظيم الدولة الاسلامية "للتنقل بحرية ما يسهل عليهم استهداف المستشارين العسكريين الاميركيين والقوات الافغانية" القريبة، على ما افاد المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر.

وافاد موقع "وايرد" ان قنبلة ارتجاجية كهذه تملك نقاط تفوق في مناطق مشابهة، "فعصفها قادر على الاستدارة مع الزوايا والوصول بزخم كبير الى أقصى أرجاء كهف ما".