إيلاف من نيويورك: انشغلت تونس بتغريدة كتبها، وليد فارس مستشار الرئيس الاميركي ابان الحملة الانتخابية، وحذر فيها من مغبة الإطاحة بالحكومة التونسية.
وقال فارس في تغريدته التي أصبحت حديث الشارع التونسي،"هناك معلومات تشير الى وجود محاولة لإسقاط الحكومة التونسية التي يرأسها يوسف الشاهد، وذلك بالتعاون بين الاسلاميين في تونس وليبيا."
واضاف، "في حال تأكدت المعلومات، فإن هذا الامر يمثل تحدّيًا حقيقيًّا للحكومة العلمانية والمعتدلين في هذا البلد وشمال أفريقيا وللولايات المتحدة الاميركية نفسها."

تحذيرات بالتزامن مع الإحتجاجات
وجاءت تغريدات فارس بالتزامن مع خروج موجة احتجاجات في تونس تحمل "عناوين اجتماعية"، ولكن قيام مقرّبين من حركة النهضة بالترويج لهذه التظاهرات بحسب مراقبين توانسة، عزز المخاوف بإمكانية ان يكون هذا الحراك مخططا له من اجل الاطاحة بالحكومة الحالية تمهيدا لقلب الامور رأسا على عقب في تونس.

البعثات الدبلوماسية تستفسر
ولقيت تغريدة فارس تفاعلا كبيرا في اوساط التوانسة على مواقع التواصل الاجتماعي، وبحسب معلومات إيلاف فإن بعثات دبلوماسية تونسية متواجدة في عدد من البلدان المهمة حاولت الاستقصاء اكثر عن حقيقة ما يجري خصوصا وأنه من المتوقع ان يزور رئيس الحكومة يوسف الشاهد العاصمة الأميركية واشنطن في الايام القادمة على رأس وفد رسمي.

النهضة غير معنية
نائب رئيس حركة النهضة، ورئيس الحكومة السابق، علي العريض علق على تغريدة فارس بالقول، "لا أظنّ أن هذا التصريح يقصد به حركة النهضة وانما ربّما يتحدّث عن الإرهابيين الموجودين في تونس" كاشفا في حديث لأخبار الصباح عن وجود أطراف تمتلك أجندات لإسقاط الحكومة".
وأضاف في حديث لأخبار الصباح، "في كل الأحوال فإن حركة النهضة زكّت حكومة الوحدة الوطنية وتدعمها وما زالت تعمل من أجل ضمان الاستقرار السياسي"، معتبرا "ان البلاد اليوم بحاجة إلى استقرار سياسي ومنه استقرار الحكومة، كما تحتاج إلى الاستقرار الأمني والاجتماعي (السلم الاجتماعي)، مضيفا أنّ هذه شروط النجاح في الاستثمار والتشغيل والتعليم والتنمية بصفة عامة"، كما أكد أنّ حركة النهضة تدعم الحكومة وتقدّم لها المقترحات، وهي أهمّ طرف ضامن للاستقرار في البلاد."

تونس جذبت انتباه المجتمع الدولي
بدوره قال د.فارس في اتصال مع إيلاف،" ان التفاعل الهائل مع تغريدة قصيرة على مواقع التواصل الإجتماعي، يوضح أن المسألة في تونس عميقة جدا وجذبت انتباه المجتمع الدولي"، مضيفا،" القضية الآن لم تعد في التغريدة التي نشرت بل في التفاعل وردات الفعل الغاضبة التي صدرت عن معسكر الإسلاميين الساعين الى تقوية نفوذهم، والمخاوف في معسكر الليبراليين والقوى المعتدلة من هذه التحركات".

توضيح النقاط
وتابع فارس قائلا،" علينا ان نوضح النقاط التي خضعت لتأويلات وحاول البعض تحويرها عن سياقها، فالمعلومات التي تحدثنا عنها وردتنا من خبراء وليس من قبل الحكومة التونسية، وايضا تحدثنا عن محاولة إسقاط الحكومة لا تنفيذ انقلاب، كما اننا لم نسمّ جماعة بعينها بل قلنا الإسلاميين، وكما هو معروف على نطاق واسع هناك تعاون وثيق بين جماعات إسلامية متشددة في تونس مع مجموعات تشبهها في ليبيا".
ووجه فارس، "تحية إلى قوى المجتمع المدني في تونس، مؤكدا احترامه للحكومة المنتخبة ديمقراطيا".

إدارة ترامب تراقب تونس
المحلل السياسي التونسي، منذر ثابت رأى في تصريح صحافي، "أن الإدارة الأميركية تراقب الساحة السياسية في تونس عكس ما يشاع حول كون التجربة الديمقراطية في تونس خارج دائرة الاهتمام الأميركي مع ترامب".
وفي تعليقه على تغريدة فارس، قال،" إدارة ترامب حريصة على بقاء التجربة التونسية في منأى عن التوترات الاقليمية التي تعصف بالمنطقة"، مشيرا، " إلى ان وليد فارس تحدث في تدوينته عن حركة إسلامية ولم يخصص حركة النهضة وهو يتحدث على ما يبدو عن اختراقات ومعابر سرية تصل بين الجماعات الاسلامية الارهابية في تونس وليبيا."
وعن محاولات اسقاط الحكومة الحالية، اعتبر ثابت "أن هذه المحاولات تأتي من داخل الساحة السياسية لعل أبرزها تواجد بعض رموز حركة النهضة داخل مناطق الاحتجاج ومشاركتهم فيها رغم انها جزء من الائتلاف الحاكم مضيفا ان جملة هذه المعطيات جعلت مستشار ترامب يذهب إلى التحذير من سيناريو الإطاحة بحكومة الشاهد، وهذا يؤكد أن بعض مكونات الساحة السياسية في تونس اصبحت تحت مجهر الإدارة الأميركية."