بيونغ يانغ: ذكر محللون ان كوريا الشمالية قد تكون كشفت صاروخا جديدا عابرا للقارات خلال عرض عسكري ضخم السبت في بيونغ يانغ، وذلك في عرض قوة مع تصاعد التوتر حول الطموحات العسكرية للدولة المعزولة.

واستعرضت كوريا الشمالية 60 صاروخا في ساحة مؤسس جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية كيم ايل-سونغ في الذكرى الخامسة بعد المئة لولادته.

وهدف كوريا الشمالية الرئيسي هو تطوير صاروخ بالستي عابر للقارات (آي سي بي أم) يكون قادرا على بلوغ الأراضي الاميركية مع رأس نووي، وهو أمر وعد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنه "لن يحدث ابدا".

وظهرت في عرض السبت أربعة صواريخ خضراء ضخمة محمولة على مقطورات في ترتيب من الأبعد مدى الى الأقصر، وقد استرعت هذه الصواريخ اهتمام الخبراء العسكريين. 

ونقلت وكالة يونهاب عن مسؤول عسكري كوري جنوبي لم يذكر هويته انها "يمكن ان تكون صواريخ جديدة عابرة للقارات"، مضيفا ان الصواريخ بدت أطول من تلك الموجودة لدى كوريا الشمالية من نوع كاي ان-08 و كاي ان-14.

ولم تعلن بيونغ يانغ رسميا حيازتها صواريخ عابرة للقارات ذات قدرة تشغيلية، لكن تشاد اوكارول مدير خدمة "ان كاي نيوز" الاخبارية المختصة قال ان الصواريخ الجديدة قد تكون صواريخ عابرة للقارات تعمل بالوقود السائل او قد تكون نموذجا أوليا.

وتابع ان هذه الصواريخ الجديدة البعيدة المدى قد "تقلب قواعد اللعبة عندما يتم وضعها في الخدمة"، مضيفا أنه سيكون هناك برنامج اختبارات طويل قبل اجراء تجربة حية على الصاروخ نفسه. 

وأوضح اوكارول لفرانس برس ان الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل "تتطلب وقتا طويلا لتزويدها بالوقود، وفي حال كان هناك معلومات استخباراتية حول قيامهم بهذا فسيكون من السهل منع اطلاق الصاروخ". 

 لكن الصواريخ العاملة بالوقود الصلب "تشكل تهديدا أصعب بكثير لمنعها" بحسب اوكارول، الذي اشار ايضا الى ان الخطر ما زال بعيدا "لسنوات كثيرة جدا الى الامام". 

واعتبر كيم دونغ-يوب من معهد الدراسات الشرقية الجنوبي ان بيونغ يانغ قد تكون بدأت بالفعل تطوير هذه التقنية.

وأضاف كيم لوكالة يونهاب "بالنظر الى حقيقة انه كان داخل منصة اطلاق اسطوانية، من المرجح ان يكون صاروخا عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب وبالاطلاق البارد". 

-مجسمات؟-

وللوصول الى هدفها النهائي في تطوير تقنية قادرة على ضرب أهداف أميركية، لا تحتاج بيونغ يانغ فقط الى تطوير المدى الذي تصل اليه صواريخها، لكن ايضا الى صنع قنابل نووية صغيرة تكون مناسبة لتركيبها على رأس حربي.

وبالرغم من انقسام الخبراء حول تفاصيل قدرات بيونغ يانغ الصاروخية، الا ان الجميع يجمعون على انها حققت قفزات سريعة في السنوات الأخيرة.

وكانت كوريا الشمالية قد عرضت لمرات ثلاث منذ عام 2012 ما يعتقد انه صاروخ كاي ان-08 العابر للقارات، ثم كشفت في عام 2015 بديلا جديدا هو كاي ان-14.

ولم يتم اطلاق اي صاروخ منها حتى الآن بالرغم من ان كيم جونغ-اون قال في خطابه بمناسبة رأس السنة ان الشمال بات في "المراحل الأخيرة" لتطوير صاروخ عابر للقارات. 

والصواريخ الاخيرة التي ظهرت في العرض العسكري محملة على شاحنات ضخمة قد تكون انابيب اطلاق لصواريخ كاي ان-14. 

وظهر ايضا خلال العرض صاروخ بوكوكسونغ المطلي بالأبيض على مقطورة زرقاء، وتزعم كوريا الشمالية انه صاروخ بالستي يطلق من غواصة. 

وقد تعطي هذه الصواريخ الشمال القدرة على الضرب من دون انذار من المحيط الهادىء. 

كما انها تقلل من فاعلية منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "ثاد" التي نشرتها الولايات المتحدة في كوريا الجنوبية. 

لكن الخبراء أبدوا بعض الحذر.

فقد أشار أوكارول الى ان رأس احد الصواريخ من المجموعة الاخيرة التي تم عرضها "تعرض لارتجاج بطريقة يمكن ملاحظتها"، ما يثير اسئلة حول ما اذا كانت هذه الصواريخ حقيقية ام لا. 

وبما انه كان يمكن فقط مشاهدة منصات الاطلاق الاسطوانية، اعتبر لي ايل-وو المحلل من مؤسسة شبكة الدفاع الكورية الجنوبية الخاصة في تعليق لفرانس برس "اشك في أن جميع هذه الصواريخ قد تكون مجسمات تهدف الى اثارة انتباه الخارج".