نصر المجالي: وسط حالة التصعيد العسكري والدبلوماسي بين روسيا والغرب، اعلنت وزارة الدفاع البريطنية أن سفينة تابعة للبحرية الملكية رافقت سفينتين حربيتين روسيتين خلال عبورهما القنال الأنكليزي ووصولا إلى ميناء دوفر على الساحل الجنوبي الشرقي اليوم السبت. 

ونشرت قالت وزارة الدفاع البريطانية صوراً للبحرية الملكية وهي تقوم بعملية مراقبة من خلال استخدام رادارات متطورة لتتبع مسار وسرعة وحركة الطرادين الروسيين العسكريين "سوبرازيتلني" و"بويكي" في القنال، ومن غير المعروف الجهة التي كانا ينويان التوجه إليها. 

وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون ألغى زيارة لموسكو بسبب استمرار دعمها لسوريا التي تتهم بهجوم كيميائي في خان شيخون أسفر عن مقتل 87 مدنياً. 

يقظة دائمة

وقال وزير الدفاع البريطاني السير مايكل فالون إن الفرقاطة "إتش إم سوثيرلاند ـ HMS Sutherland" راقبت بعناية السفينتين الروسيتين اللتين كانت تمران من قرب المياه الإقليمية البريطانية".

واضاف أن البحرية الملكية في حال من اليقظة والاستعدادا الدائم حفاظا على أمن بريطانيا. 

ومن جهته، قال القائد أندرو كانيل، المسؤول عن الفرقاطة "سوثيرلاند" إن مرافقة السفن الروسين جزء من استعداد البحرية الملكية العالية المستمرة للسفن الحربية التي تقترب من مياهنا الإقليمية "وتعتبر هذه المهمة من الأعمال الروتينية بالنسبة لنا".

وأكد أنه "من الأهمية بمكان أن تظهر البحرية الملكية وجودها والتزامها بسلامة المياه الإقليمية في المملكة المتحدة ونحن نعمل على مدار الساعة لتأمين ذلك". 

مراقبة احد الطرادات الروسية من على متن الفرقاطة البريطانية

 

تحذير اميركي 

والتحرك البحري الروسي يتزامن مع تحذير لمسؤولة عسكرية بارزة في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قالت فيه إن النشاط البحري لروسيا في أوروبا في الآونة الأخيرة تجاوز المستويات التي شهدتها الحرب الباردة وأبدت قلقها من إمكان أن تؤدي طبيعة نشر القوات إلى "تقسيم وتشتيت" رؤية حلف شمال الأطلسي.

وقالت الأميرال البحرية ميشيل هاوارد التي ترأس قيادة القوات المشتركة المتحالفة في نيبال وتقود قوات البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا إن روسيا صعدت بوضوح تحركاتها البحرية في السنوات الأخيرة رغم أن حجم أسطولها أقل الآن مما كان عليه وقت الحرب الباردة.

الضربة الصاروخية

وتأتي تصريحات هاوارد وسط تصعيد حاد في التوترات بين روسيا والولايات المتحدة بعد أن أطلقت واشنطن 59 صاروخا على قاعدة جوية في سوريا ردا على هجوم بالغاز قتل العشرات.

وكانت (رويترز) نقلت عن هاوارد قولها يوم السبت الماضي خلال مؤتمر عن الدفاع الصاروخي "نشهد نشاطا لم نر مثله حتى في عهد الاتحاد السوفيتي. إنه نشاط يمثل سابقة."

وأشارت إلى نطاق واسع من الأنشطة التي تشمل نشر روسيا لحاملة طائراتها أميرال كوزنتسوف في البحر المتوسط وزيادة الدوريات في شمال المحيط الأطلسي والبحر الأدرياتيكي ونشر كبير للغواصات في أماكن خارجية وحركة الغواصات في البحر الأسود.

وقالت هاوارد "إنها بحرية عالمية، أتفهم ذلك. لكن النشاط على هذه الساحة زاد بدرجة كبيرة في العامين الماضيين."، وقالت إن هناك خطر أن ينصب تركيز الدول الأعضاء في الحلف على مناطق الاهتمام الأقرب لهم في حين يفقدون الرؤية الشاملة للتحركات الروسية في مناطق أخرى.

وتابعت "عندما تفكر فيما يحدث عندما يحركون قواتهم، تنظر إلى الحلف وتجد أنهم يقسمون ويشتتون رؤية الحلف."

الطرادان العسكريان الروسيان