الرباط: شكلت ندوة "وكالة المغرب العربي للأنباء: 40 قيادياً من أجل الغد"، التي نظمت أخيرًا على مدى ثلاثة أيام بأكادير، مناسبة لإبراز رهان الصحافيين والهيئة الإدارية، والمتمثل في تجسيد الرؤية الاستراتيجية الجديدة للوكالة، من خلال الابتكار والتطور على درب المهن الجديدة للإعلام التي تساهم في إشعاعها.

وتضمنت الندوة، التي عرفت مشاركة الفريق المسير لوكالة المغرب العربي للأنباء إلى جانب حوالي 40 صحافياً من التحرير المركزي والأقطاب الجهوية والدولية، ونشطها مدربون من مستوى رفيع، أربع ورشات، تمحورت حول قضايا أساسية، تخص مسلسل تحديث الوكالة، خاصة في ما يتعلق بنمط تصريف المسؤولية وتطوير الجودة والرقي بالتدبير وبالأداء.

وكشف خليل الهاشمي الإدريسي، المدير العام للوكالة، الذي عبر عن افتخاره بالوكالة، "حيث للكرامة معنى وللمهنية معنى وللصحافة، مهنتنا، معنى"، على حد قوله، في كلمة افتتاح الندوة، عن الرؤية الاستراتيجية للوكالة بالنسبة للسنوات الخمس المقبلة، والتي تطمح إلى تعزيز ريادة المؤسسة على الصعيدين القاري والجهوي، وتقوية إشعاعها على الصعيد العالمي؛ حيث شدد على أن تقوية ريادة وكالة الأنباء المغربية تمر عبر الانتشار الكلي لشبكتها عن طريق الأقطاب الدولية، وكذلك الشأن بالنسبة للأقطاب الجهوية، وذلك من أجل مواكبة الجهوية المتقدمة التي انخرط فيها المغرب. 

وأضاف أن هذه الرؤية تضع من بين أهدافها، أيضاً، تعزيز المكتسبات التحريرية وإطلاق سياسة للتوظيف مقرونة بأهداف استراتيجية، فضلاً عن تطوير تصورات مهنية، لا سيما منها المتعلقة بالمهن الجديدة.

كما أكد أن ندوة "وكالة المغرب العربي للأنباء: 40 قيادياً من أجل الغد"، الموجهة لفائدة صحافيين تم اختيارهم على أساس معايير موضوعية تعكس وضعيتهم كنخبة من المسؤولين، تندرج ضمن مسار المخطط الاستراتيجي للوكالة، الذي تم إطلاقه منذ سنة 2011، والذي يروم تقوية ثقافة المقاولة وتعزيز الانخراط في الرؤية الاستراتيجية للوكالة بالنسبة للسنوات القادمة.

وأوضح أن من بين المحاور الأخرى لهذه الرؤية، هناك تقوية المهن الجديدة لوكالة المغرب العربي للأنباء، التي تساهم في تنويع منتجاتها والرفع من رقم معاملاتها وتطوير الأنشطة المسموعة والمرئية من خلال الرفع من الكفاءات، واقتناء المعدات، وذلك من أجل رفع التحدي الرقمي عن طريق تمكين الوكالة من وسائل جديدة لنقل وترويج المعلومات.

وأشار المدير العام للوكالة، في هذا السياق، إلى أن من بين هذه المحاور، أيضاً، هناك الجانب المتعلق بتطوير سياسة جريئة في مجال الموارد البشرية قصد تثمين الرأسمال البشري والمناصفة والمساواة في الفرص، مع الارتكاز على سياسة للتكوين تعتمد شقين استراتيجيين هما التكوين عن بعد بواسطة تسخير التكنولوجيات الحديثة، والتكوين عن طريق الحضور.

كما شدد على أنه من الضروري الاستمرار في وضع والدفاع عن مبدأ السيادة الوطنية في ما يتعلق بالإعلام، وذلك بالتصدي لاكتساح الأقمار الصناعية، ومواجهة الآثار الناتجة عن تحرير المجال المسموع والمرئي، مبرزًا في هذا السياق أن الوكالة استطاعت أن تتوفق في ربح رهان تنويع منتجاتها، وأن تعكس بالتالي الحيوية التي تطبع الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

في هذا السياق، أكد الهاشمي الإدريسي على أهمية تمكين الوكالة من الموارد المالية التي تكون في مستوى وضعيتها كمؤسسة استراتيجية، وذلك في إطار الدينامية التي ستتمخض عن القانون الجديد الذي سيؤطر الوكالة.

كما أبرز المدير العام، بمناسبة تسليم شهادات المشاركة في هذه الندوة، أهمية الدينامية التي انخرطت فيها الوكالة والدور الذي يقع على عاتق نخبة من الأطر والمتعاونين من مختلف المستويات من أجل تنفيذ هذه الدينامية وإنجاحها.

من جانبهم، أكد صحافيون في الوكالة، في أعقاب الورشات المبرمجة، قناعتهم الأكيدة بأن انخراط المؤسسة بأكملها في الاستراتيجية الجديدة التي يقودها المدير العام، خلال السنوات الخمس المقبلة، لا محيد عنها "لتعزيز الريادة القارية والإقليمية للوكالة وتقوية إشعاعها الدولي".

واعتبر عمر الروش، رئيس القسم الإنجليزي، أن هذا الانخراط يمر، أيضاً، عبر تعزيز ثقافة المقاولة وتقوية الريادة من أجل التمكن "من الابتكار والتطور سوياً لتحقيق التغيّرات". وأضاف الروش، وهو، أيضاً، ممثل العاملين في الوكالة، أن "تطوير سياسة طموحة للموارد البشرية يشكل مؤهلاً كبيراً من أجل رفع التحديات".

وفي معرض تناول حصيلة الورشات الأربع، التي همت التواصل وتدبير النزاعات وتنظيم المقاولة والريادة، أبرزت جليلة عجاجة، رئيسة التحرير الدولي" أهمية تقوية الشعور بالانتماء إلى الوكالة من أجل توحيد جميع كفاءاتها وطاقاتها حول الرؤية الاستراتيجية الجديدة". ورأت عجاجة أن تحقيق نجاح أوراش طموحة للتحديث التي انخرطت فيها الوكالة لتضاهي العالم الرقمي والمهن الجديدة للإعلام، تستلزم، أيضاً، سياسة ملائمة ومحددة للتكوين والتوظيف.

وقالت عجاجة، التي يعكس منصبها، اليوم، التقدم الذي تم إحرازه في سياسة النوع التي تنتهجها الوكالة من أجل إرساء تكافؤ فرص حقيقي على مختلف مستويات المسؤولية، إن "هذه السياسة يجب أن تتماشى بشكل تام مع الأهداف الاستراتيجية وتمكن من تطوير ردود الفعل المهنية، وخاصة على مستوى المهن الجديدة".

من جانبه، شدد نوفل النهاري، رئيس تحرير الوسائط المتعددة بالوكالة، على أهمية ضمان مخططات للمسار المهني من أجل تنفيذ الانتشار المتكامل لشبكة الوكالة عبر الأقطاب الدولية، وكذا على المستوى الجهوي من أجل مواكبة سياسة الجهوية المتقدمة.

واعتبر النهاري، الذي سبق له العمل في التحرير المركزي ومكتب واشنطن، أنه من المهم تشجيع ظروف مواكبة المهنيين، حتى يتمكنوا من أداء مهمتهم، سواء داخل المغرب أو خارجه على أكمل وجه.

بينما اعتبرت الصحافيتان الشابتان مليكة مجاهد من قسم الاقتصاد والمالية، وبشرى أزور سكرتيرة تحرير بالقطب الجهوي للرباط، الذي تتولى إدارته لمياء ضاكة، أنه من الضروري التركيز أكثر على التكوين في المهن الجديدة للإعلام، وخاصة المجال المسموع والمرئي . وأبرزتا أن التحولات التي يشهدها عالم وسائل الإعلام، اليوم، تتطلب إلى جانب تطوير صلب مهن الوكالة، تنويع المنتجات.