رغم الإثارة التي هيمنت على الليلة التي سبقت انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، إلا أن أمراً واحداً كان مؤكداً، وهو أن الرئيس القادم سيكون إما جمهورياً أو ديمقراطياً.&

ومع أن ذلك النهج هو نفسه الذي كان يحدث في فرنسا منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي وحتى الانتخابات الأخيرة، حيث لم يصل إلى سدة الحكم هناك إلا رؤساء ينتمون إما لحزب المحافظين أو الحزب الاشتراكي، يبدو أن الأمور ستشهد تغييراً فعلياً بفرنسا هذا العام، حيث لا ينتمي أي من الساسة الثلاثة الأبرز على الساحة الآن والأوفر حظاً للفوز بالانتخابات إلى أي من الحزبين (المحافظين أو الاشتراكي)، وهو ما يُبَيِّن مدى الثقة والنفوذ التي فقدها كلا الحزبين خلال الأعوام الأربعة الماضية.

وبالنظر لنتائج استطلاعات الرأي الراهنة في فرنسا، يتضح أن إيمانويل ماكرون (مرشح الوسط) و مارين لوبان (مرشحة اليمين المتطرف) هما من يتصدرا المشهد حتى الآن.

وسبق لماكرون أن كان عضواً بالحزب الاشتراكي، لكنه قام &بتأسيس حركة خاصة به، أطلق عليها اسم "إلى الأمام"، قبيل حملة ترشحه للانتخابات.

وفي المقابل، لطالما ساهمت الجبهة الوطنية التي تقودها مارين لوبان في تشكيل المشهد السياسي الفرنسي على مدار عقود، لكنها لم تكن أبداً جزءًا&من الحكومة هناك. &

ويحل، بحسب استطلاعات الرأي، كل&من المرشح اليساري، جان لوك ميلانشون، ومرشح حزب المحافظين، فرانسوا فيون، في المركز الثالث. لكن شعبية ميلانشون آخذة في الصعود على ما يبدو بين الناخبين المناهضين للنظام المؤسسي مع اتخاذ حزبه موقفًا حاسمًا ضد التقشف الألماني وتبنيه شعاراً يدعم فرنسا التي ترفض الخضوع. &

وفي تحليل لها حول آخر مستجدات الأوضاع في فرنسا، قالت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية إنه وعلى الرغم من الاختلافات الأيديولوجية لأبرز المرشحين حالياً، إلا أن النتيجة التي تتزايد احتمالات حدوثها هي أن الرئيس الفرنسي القادم سيكون في الغالب من حزب لا يحظى&بخبرات في حكم البلاد وبدون أغلبية واضحة في البرلمان.

ومضت الصحيفة تشير إلى أن التغطية الإعلامية التي ستخصص لمرشحي الانتخابات الفرنسية ستكون بمقدار ثابت للجميع، فهيئات البث العامة في فرنسا ملزمة بالقانون أن تعطي نفس وقت البث لكل المرشحين في آخر أسابيع حملاتهم الانتخابية.

لكن الصحيفة كان لها رأي في تلك الجزئية، حيث قالت إنه وبينما تبدو قاعدة "وقت البث المتساوي" وسيلة ذكية لمنع التحيز الإعلامي، إلا أن تلك المسألة لا تزال جدلية في فرنسا. ونقلت الصحيفة عن منتقدين تأكيدهم أن تلك القاعدة تجبر الصحافيين على تغطية تعليقات المرشحين الهامشيين بنفس الطريقة التي يغطون بها تعليقات المرشحين البارزين، وهو ما قد لا يصب في صالح المواطن في نهاية المطاف.

أعدّت "إيلاف" المادة نقلاً عن صحيفة "النيويورك تايمز". والمادة الاصلية منشورة على الرابط التالي:&
https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2017/04/14/a-republic-in-turmoil-frances-two-party-system-is-breaking-apart/?utm_term=.ff6647ae835d