رام الله: بدأ اكثر من الف معتقل فلسطيني في السجون الاسرائيلية صباح الاثنين اضرابا جماعيا عن الطعام، بدعوة من القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي المحكوم بالسجن مدى الحياة.

وقال البرغوثي في مقال رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز ان الاضراب يهدف الى "مقاومة الانتهاكات" التي ترتكبها مصلحة السجون الاسرائيلية ضد الاسرى الفلسطينيين.

واشارت وسائل الاعلام الفلسطينية الى الاضراب عن الطعام، بينما تعد قضية المعتقلين في اسرائيل احد القضايا المركزية في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ خمسين عاما.

ويقول مسؤولون فلسطينيون ان اكثر من 850 الف فلسطيني اعتقلتهم اسرائيل خلال الخمسين عاما الماضية.

وفي السنوات الاخيرة، خاض عدد من الاسرى الفلسطينيين اضرابا عن الطعام بشكل فردي، شارف بعضهم خلالها على الموت، وانتهت بابرام اتفاقيات مع السلطات الاسرائيلية لاطلاق سراحهم.

لكن اعيد اعتقال بعضهم بعد ذلك.

وقال رئيس هيئة شؤون الاسرى الفلسطينية عيسى قراقع لوكالة فرانس برس ان "حوالى 1300 اسير بدأوا اضرابهم عن الطعام صباح الاثنين (...) من المتوقع ان يرتفع العدد خلال الايام المقبلة".

فصل عنصري قضائي

ويعد البرغوثي النائب في البرلمان عن حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، من الاسماء المطروحة لمنصب الرئيس ويحظى بشعبية واسعة لدى الفلسطينيين.

واكد البرغوثي في المقال ان "الاسرى يعانون من التعذيب والمعاملة المهينة غير الانسانية والاهمال الطبي.وقتل بعضهم خلال احتجازهم".

وندد البرغوثي ايضا ب "نظام فصل عنصري قضائي يوفر افلاتا من العقاب للاسرائيليين الذين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين ويقوم بتجريم (...)المقاومة الفلسطينية".

وقالت زوجته فدوى لوكالة فرانس برس في تظاهرة تضامنية مع الاسرى في رام الله، شارك فيها نحو الف شخص، "لأول مرة منذ (اعتقاله) قبل 15 عاما، المناضل مروان البرغوثي يقود اضرابا عن الطعام. هذا الاضراب سيكون ناجحا وسيلتحق فيه كل الاسرى".

واضافت "العالم كله يدرك ان مطالب الاسرى مطالب انسانية عادلة ضمن القانون الدولي الانساني".

ويرغب الاسرى الفلسطينيون من خلال الاضراب في تحسين اوضاعهم المعيشية في السجون والغاء الاعتقال الاداري.

وبحسب القانون الاسرائيلي الموروث من الانتداب البريطاني، يمكن ان تعتقل اسرائيل اي شخص ستة اشهر من دون توجيه تهمة اليه بموجب قرار اداري قابل للتجديد لفترة زمنية غير محددة، وهو ما يعتبره معارضو هذا الاجراء انتهاكا صارخا لحقوق الانسان.

وتضمنت قائمة المطالب التي نشرها الاسرى: تخصيص هاتف عمومي لاتصال المعتقلين مع ذويهم، واعادة التعليم في الجامعة العبرية والسماح بتقديم امتحانات الثانوية العامة، اضافة الى مطالب اخرى.

وشارك الاف من الفلسطينيين في تظاهرات للتضامن مع الاسرى، في مختلف المدن بحسب مراسلي فرانس برس.

وكانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة اعلنت الاحد في بيان عن "دعمها ومساندتها الكاملة" للاضراب.

من جهته، اكد رئيس نادي الاسير الفلسطيني قدورة فارس لفرانس برس ان الاضراب يشمل "تقريبا مختلف السجون الاسرائيلية، وبمشاركة من كافة الفصائل، ولكن ليس جميع الاسرى".

واعتبر فارس ان مشاركة "اشخاص يحظون باعتبارات وازنة مثل مروان البرغوثي وكريم يونس، وكوادر اخرى ممن امضوا سنوات طويلة في السجون يعطي مؤشرات على ان عدد المضربين سيكون الى زيادة وليس الى نقصان".

وتحتجز اسرائيل 6500 معتقل فلسطيني موزعين على 22 سجنا بينهم 29 معتقلا قبل توقيع اتفاقيات اوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية العام 1993.

وبين المعتقلين 62 امرأة، ضمنهن 14 قاصر، حسب بيانات نادي الاسير الفلسطيني.

يوم الاسير الفلسطيني

من جهته، اكد عساف ليبراتي المتحدث باسم مصلحة السجون الاسرائيلية ان "قرابة 1100 سجين امني (فلسطيني) اعلنوا منذ الامس (الاحد) اعتزامهم الاضراب عن الطعام".

واضاف "الاضراب عن الطعام في السجون يعرض صحة وحياة السجناء المحتجزين لدى الدولة للخطر (...)ويعطل النظام والانضباط في السجون، خصوصا الاضراب المنظم عن الطعام".

وبحسب ليبراتي فأن مصلحة السجون "بدأت اتخاذ اجراءات تأديبية ضد المضربين بالاضافة الى نقل عدد من السجناء الى اجنحة مختلفة" مؤكدا ان "مصلحة السجون الاسرائيلية لا تتفاوض مع المعتقلين".

واكد نادي الاسير الفلسطيني ان &مصلحة السجون "بدأت سحب كل مقتنيات الاسرى المضربين من داخل غرفهم".

ويتزامن بدء الاضراب عن الطعام اليوم مع احياء الفلسطينيين يوم الاسير الذي يحتفلون به سنويا منذ عام 1974.

من جهتها، طالبت الرئاسة الفلسطينية الحكومة الاسرائيلية الاستجابة لمطالب الاسرى الفلسطينيين.

وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة لفرانس برس ان "التوصل لاي اتفاق لا يمكن ان يتم دون اطلاق سراح كافة اسرانا من سجون الاحتلال".

وبحسب ابو ردينة فان اسرائيل "لن تجد من يوافق على حل للقضية الفلسطينية دون تبييض كافة السجون من الاسرى الفلسطينيين".

كما دعا المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان الفلسطينيين الى التضامن مع الاسرى.

واضاف المحمود ان "نضال وكفاح الاسرى في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي يعد رأس حربة نضالنا الوطني، ورمزا عالميا للدفاع عن القيم والصفات الانسانية وعلى راسها الحرية".