نصر المجالي: يستعد التيار المحافظ في النظام الإيراني لانتزاع منصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة في 19 مايو المقبل، وسط تقارير عن خطط عسكرية يعتزم أنصار هذا التيار تنفيذها لدعم جماعة الحوثي من الوصول إلى الأراضي السعودية و"احتلال الرياض".&

ويرى مراقبون أنه رغم صمود إيران إلى هذه اللحظة أمام كل الضغوطات والعقوبات الدولية، فإن فوز المحافظين المتطرفين ربما يكون هو خيار المنطقة كونهم سيحشدون ضدهم القوى العالمية ليكون قرار الحسم الأخير مع إيران ومخططاتها في الإقليم، وما يرتبط من زعزعة للأمن والسلم العالميين.

يذكر أن التيار المتشدد يعتزم الدفع بمرشح واحد لمعركة الانتخابات الرئاسية وهو إبراهيم رئيسي المدعوم من الحرس الثوري، رغم أن هذا التيار المتمثل بـ"الجبهة الشعبية لقوات الثورة الإسلامية" التي كان تم الإعلان عنها في 25 ديسمبر 2016 سمّى أربعة آخرين لخوض المعركة الرئاسية، هم: علي رضا زاكاني ومهرداد بذرباش ومحمد باقر قاليباف وحميد رضا حاجي بابائي.&

قيام الجبهة&

وكانت ثلاثمئة وستون شخصية إيرانية منهم أعضاء في البرلمان الإيراني وأكاديميون ومثقفون وشخصيات دينية بارزة، قامت بالتوقيع على بيان الإعلان عن إنبثاق "الجبهة الشعبية لقوات الثورة الإسلامية" وإظهار دعمها التام لهذه الجبهة في معركة الانتخابات الرئاسية.

جاء تأسيس هذه الجبهة المتشدد، غداة احتدام الصراع في الساحة السياسية الإيرانية بشكل أكبر بعد وفاة علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان يلعب دوراً رئيسياً في خلق التوازن السياسي بين التيار الإصلاحي والمتشدد، حينما كانت تشتد المناوشات بين الجانبين.

موقف رفسنجاني&

وكان رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام والرئيس الأسبق لإيران، ظل على الدوام ينتقد ما آلت إليه العلاقات الإيرانية السعودية محملاً من وصفهم بالتطرف مسؤولية ذلك، وهو دأب على القول: "عندما يمسك المتطرفون الدينيون بالقرار السياسي، بدلاً من أن يعززوا الوحدة بين المسلمين يعملون على إثارة الانقسام والفرقة الطائفية وإثارة مشاعر الناس".

وفي أحد&اللقاءات مع &مجموعة من المثقفين قبل وفاته بأسابيع، كان رفسنجاني قال: إن "إيران والسعودية دولتان كبيرتان في العالم الإسلامي، وعندما تحسنت العلاقات بينهما شهدنا فترة من العلاقات الأخوية، لكنه تصاعدت وتيرة الخلافات وذهبت الجهود التي بذلها في الوقت الماضي سدى"، في إشارة إلى طبيعة العلاقات بين البلدين عند توليه رئاسة البلاد لدورتين رئاسيتين.

احتلال الرياض!

وإلى ذلك، فإن هذه التطورات على الساحة الإيرانية، عشية الانتخابات الرئاسية وطموحات المتشددين بانتزاع أفضل النتائج&بما في ذلك منصب الرئيس، يتزامن مع ما كشفه مسؤول إيراني يكشف عن خطط دعم جماعة الحوثي المنشقة في اليمن "لاحتلال العاصمة السعودية الرياض".

وقال رئيس قاعدة "عمار الاستراتيجية" للحروب الناعمة في إيران مهدي طائب، إن الطريقة الوحيدة لتمكين قوات الحوثيين من الوصول إلى العاصمة السعودية الرياض هي تزويدهم بصواريخ أرض-جو لشل القوات الجوية السعودية لمنعها من قصفهم.

وقال طائب خلال لقاء مع مجموعة من المعممين الإيرانيين وضباط وعناصر الحرس الثوري إن الحوثيين إذا أرادوا التوجه للرياض وجدة واحتلال هذه المدن، فإن أمامهم 400 كم من الطرق المسطحة الرملية فقط، لكن طائرات الآباتشي السعودية ستقوم بقصفهم واستهدافهم مرة واحدة. ولفت إلى أن "العدو" (السعودية) لم يكن يتخيل أن "مليون مقاتل بقيادة زعيم كعبد الملك الحوثي سيصلون إلى نجران وعسير وجازان في السعودية".

مهاجمة روحاني&

وهاجم طائب الرئيس الإيراني حسن روحاني، وقال: "هذه الصواريخ موجودة لدينا بوفرة، لكنّ الحوثيين يفتقدونها وأقول مخاطبًا الجمهور: إن أي دماء تسقط في اليمن؛ فالسيد روحاني شريك في سفكها".&

وأوضح: "لماذا روحاني يتحمل مسؤولية الدماء في اليمن؟ لأنه في اتفاقه النووي منع إرسال الصواريخ إلى هناك في اليمن".

وكشف طائب عن إرسال إيران ثلاث شحنات من الصواريخ إلى اليمن، لكن روحاني وقف بوجهها، وقال: "خلال ثلاث مرات نجحنا بإرسال الشحنات إلى اليمن، ولكن قبل إتمام المهمة أخبرنا بصورة مفاجئة بأن علينا التراجع لأن الأميركيين في حال واصلنا تزويد الحوثيين سيعلقون المفاوضات المتعلقة بالملف النووي". وقال إن الشحنات التي جهزت بالصواريخ للحوثيين كانت إحداها من خلال "طائرة نقل والثانية عبر فرقاطة والثالثة من خلال سفينة بحرية".

أوامر خامنئي

يشار إلى أن قاعدة عمار الاستراتيجية أقيمت بأوامر من مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي عام 2009 وأشرف عليها نجله مجتبى خامنئي وتعمل&فيها نخبة من الأساتذة والطلبة والضباط والخبراء الإيرانيين&في قطاعات الأمن والإعلام والتكنولوجيا، ولها دور كبير في قمع التظاهرات التي شهدتها إيران في ذات العام.

من جانبه، علق موقع "آمد نيوز" المقرب من روحاني على تسريب حديث طائب بالقول: "سمعنا أسباب معارضة المتطرفين للاتفاق النووي على لسان مهدي طائب". وأضاف في التقرير : "شكرًا روحاني لأنك لم تسمح باستخدام أموال الشعب الإيراني في العنف والحروب وزرع الحقد والكراهية".

وفي الختام، يشير مراقبون إلى أن جهات في الحكومة الإيرانية تقف وراء هذه التسريبات الخطيرة عبر مواقع موالية لها في هذا التوقيت للحديث عن خطورة الجناح المحافظ في النظام الإيراني ومرشحهم للرئاسة المقبلة إبراهيم رئيسي المعروف بكونه من أكبر الداعمين للحرس الثوري وتدخلاته في دول المنطقة.