وجهت الشرطة الألمانية تهما بتنفيذ التفجير الذي تعرضت له حافلة نقل لاعبي نادي بروسيا دورتموند لكرة القدم لمشتبه به يحمل الجنسيتين الألمانية والروسية.

وقالت النيابة العامة إن المتهم متداول في أسواق المال استهدف تحقيق أرباح من هبوط أسهم نادي بروسيا دورتموند، ولم يكن للتفجير صلة بالتنظيمات المتشددة.

وكان سيرجي دبليو، الاسم الذي أطلقته السلطات على المشتبه به، يقيم في الفندق الذي ينزل فيه الفريق، في غرفة مطلة على الشارع الذي وقع به التفجير.

واحتاج شخصان كانا في موقع الحادث لمساعدة طبية بعد الإصابة جراء ثلاثة انفجارات وقعت بالقرب من حافلة نقل اللاعبين.

وخضع اللاعب الإسباني مارك بارتا، لاعب بروسيا دورتموند، لجراحة في الرسغ مع خضوع شرطي للعلاج من آثار الصدمة.

لا علاقة لتنظيم الدولة بالحادث

أُجلت مباراة بروسيا دورتموند أمام موناكو الفرنسي في إطار دوري أبطال أوروبا لليوم التالي عقب التفجيرات التي استهدفت حافلة الفريق الألماني في 11 إبريل/ نيسان، ما دفع جماهير دورتموند لاستضافة مشجعي الفريق الفرنسي الذي حل ضيفا على منافسه الألماني في منازلهم.

وتعاملت الشرطة الألمانية مع التفجيرات في البداية على أنها هجوم إرهابي بعد العثور على خطاب بالقرب من موقع التفجيرات يشير إلى وجود علاقة بينها وبين ما يعرف بتنظيم الدولة.

واعتقلت الشرطة الألمانية شابا عراقيا يبلغ من العمر 25 سنة "على صلة بإسلاميين" بعد يوم واحد من وقوع الحادث.

رغم ذلك، استبعد المحققون "شكوكا قوية" في أن يكون وراء الحادث دوافعا جهادية بعد أسبوع من التفجيرات.

وقالت جهات التحقيق إن الخطابات التي عُثر عليها في مسرح الجريمة ربما كانت محاولة للتضليل والإيحاء بأن الهجوم نُفذ بدافع جهادي من قبل جماعات متشددة.

وأصدر مكتب النائب العام الفيدرالي في ألمانيا بيانا الجمعة وجه من خلاله اتهامات لشاب يبلغ من العمر 28 سنة، يحمل الجنسيتين الألمانية والروسية، بالشروع في القتل، وتنفيذ تفجيرات أدت إلى إصابات بالغة.

وألقت وحدة من القوات الخاصة لمكافحة الإرهاب القبض على المتهم الجمعة بالقرب من مدينة توبنغن بولاية بادن فورتمبيرغ.

تحقيق أرباح

قالت تقارير إن المتهم اشترى 15 ألف عقد من العقود الآجلة لأسهم بروسيا دورتموند - وقد أشارت تقارير إلى أن قيمتها تصل إلى 65 ألف يورو - وراهن على أن قيمتها سوف تتراجع بشكل حاد عقب التفجير، وهو ما سيحقق له أرباحا.

وقالت النيابة إنه استأجر غرفة في دور علوي يطل على الشارع الذي وقع به التفجير في فندق أريفي في مدينة دورتموند الألمانية.

واختار حامل الجنسيتين الألمانية والروسية يوم 11 إبريل/نيسان الماضي لتنفيذ التفجير باستخدام عنوان بروتوكول إنترنت خاص بالفندق بعد الحصول على قرض بقيمة الأموال اللازمة لشراء العقود الآجلة.

وقال محققون إن ثلاث عبوات ناسفة معبأة بشظايا معدنية كانت مخبأة بالقرب من سياج فُجرت أثناء مرور حافلة الفريق الألماني.

ولحقت أضرار بالغة بالحافلة على بعد ستة أميال من ملعب "سيغنال إيدونا بارك"، الذي كان من المقرر أن يشهد مباراة بروسيا دورتموند أمام موناكو الفرنسي قبل بداية المباراة بتسعين دقيقة.

وأظهرت صور التقطت في موقع الحادث تحطم زجاج نوافذ الحافلة وانفجار إطاراتها.

وأبلغت السلطات جماهير كرة القدم في مدرجات ملعب سيغنال إيدونا بارك، البالغ عددهم 80 ألف متفرج، بضرورة البقاء في أماكنهم حتى تسمح الظروف بمغادرتهم المكان بأمان، وهو ما حدث بالفعل عندما أُخليت المدرجات في وقت لاحق دون إصابة أي منهم بمكروه.

وبالفعل هبطت أسهم بروسيا دورتموند عقب التفجير إلى 5.421 يورو مقابل السعر المسجل قبل الحادث عند 5.738 يورو.

ورغم تعافيها بعد ذلك، عاودت أسهم النادي الهبوط مرة أخرى عقب خروجه من دوري أبطال أوروبا.