سعيًا من جانبها إلى لفت الانتباه بشكل أكبر إلى مشكلة النفايات الفضائية وما تشكله من خطورة في ما يتعلق بمستقبل ارتياد الفضاء أذاعت وكالة الفضاء الأوروبية فيلمًا وثائقيًا يلقي الضوء على تلك المعضلة التي ينبغي حلها في أقرب وقت ممكن.

إيلاف: ركَّز الفيلم، الذي جاء بعنوان "الحطام الفضائي: رحلة إلى الأرض"، وعُرِضَ قبل أيام في ألمانيا ضمن فعاليات أكبر تجمع سنوي لخبراء حطام الفضاء، على أسراب الأقمار الصناعية المتوقفة التي تجوب الفضاء حول الأرض، وتُشكِّل تهديدًا مباشرًا على مستقبل الرحلات الفضائية.&

خطر الإتلاف
أوردت في هذا الخصوص صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن خبراء متخصصين قولهم إن المشكلة على وشك أن تتفاقم نتيجة لإطلاق أقمار صناعية رخيصة وصغيرة عبر طبقة الستراتوسفير بأعداد لم يسبق لها مثيل.&

إطلاق أقمار صناعية رخيصة وصغيرة يفاقم المشكلة

وأشارت ناسا في السياق نفسه إلى وجود مئات الآلاف من قطع الحطام تجوب حول الأرض، وأن تلك القطع تنطوي على بقع مطلية صغيرة يمكنها إتلاف نافذة مكوك فضاء، مع وجود حوالى 2000 قطعة من مخلفات الأقمار الصناعية، نتيجة لذلك التصادم، الذي سبق أن وقع بين أقمار صناعية روسية وأخرى أميركية قبل سنوات عدة.

كما عُرِضَ في المؤتمر عينه الذي أقيم أخيرًا في ألمانيا فيلم آخر بعنوان "الجاذبية"، وتطرق إلى حالة الدمار التي لحقت بمحطة الفضاء الدولية بسبب حادثة انهيار للقمامة الفضائية. ورغم تأكيد يان فويرنر، المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية، على وجود أخطاء كثيرة في ذلك الفيلم، لكنه اعترف بمدى خطورة المسألة بشكل عام.&

مكوك للطوارئ
ثم أوقف فويرنر الفيلم لينقل بثًا مباشرًا من محطة الفضاء الدولية، التي لم تصب بضرر بعد. أثناء ذلك البث، ظهر رائد الفضاء توماس بيسكيت، وأخبر الحضور في المؤتمر أن طاقم المحطة يتوجه إلى مكوك مخصص لحالات الطوارئ، حين تدنو من المحطة قطعة حطام، وينتظرون على أمل أن تسير الأمور بسلام، موضحًا أن ذلك الأمر حدث 4 مرات، وتمنى للحضور نجاح المؤتمر في الأخير.

وفي كلمة له في المؤتمر، أوضح دونالد كيسلر، العالم السابق في وكالة ناسا، أن ذلك الحطام يحدث نتيجة ارتطام شيء بشيء آخر على سرعة تقدر بحوالى 25 ألف ميل في الساعة، ثم تنفجر تلك الأشياء، وتتفتت على هيئة أشياء أخرى، لترتطم بعدها بمزيد من الأشياء، لتنجم من ذلك تصادمات كارثية متعاقبة، تجعل المدار الأرضي المنخفض غير صالح للاستعمال تمامًا.&

فرص التصادمات الفضائية تزيد مع وجود أقمار صناعية صغيرة

احتمالات الصدم تتضاعف
وهو ما سبق أن توقعه كيسلر في سبعينات القرن الماضي، حين كان يحتوي الفضاء على عدد أقل من الأشياء. واستعرض في ذلك المؤتمر الأخير دراسة جديدة توصل من خلالها إلى حقيقة تعرّض عدد ذي مغزى إحصائيًا من الأقمار الصناعية للضرر بسبب ذلك الحطام الفضائي.

وفي كلمة له أيضًا أمام المؤتمر، أشار هيو لويس، الباحث في علوم الطيران لدى جامعة ساوثهامبتون البريطانية، إلى أنه استعان مع فريقه بنموذج حاسوبي لمحاكاة التأثيرات الخاصة بـ 270 قمرًا صناعيًا صغيرًا، كان يتم إطلاقها في الفضاء كل عام على مدار 50 عامًا، وأوضح أثناء استعراضه النتائج أن فرص حدوث التصادمات الفضائية تزيد على الضعف في ظل وجود تلك الأقمار الصناعية الصغيرة.

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلًا عن «واشنطن بوست». المادة الأصلية منشورة على الرابط الآتي:

https://www.washingtonpost.com/news/speaking-of-science/wp/2017/04/21/thousands-of-tiny-satellites-are-about-to-go-into-space-and-possibly-ruin-it-forever/?utm_term=.91a6b783f46f
&