مع اقتراب الذكرى المئوية للوعد، أعلنت الحكومة البريطانية رفضها تقديم أي اعتذار يتعلق بـ"وعد بلفور" الشهير، الذي أسس لقيام إسرائيل، وقالت إن الوعد موضوع تاريخي ولا نية لها بالاعتذار عنه، وأكدت أن المهمة الراهنة تتمثل في تشجيع الخطوات التي تقود نحو تحقيق السلام.

إيلاف: جاء رد الحكومة البريطانية على عريضة شعبية وقعها نحو 14 ألف بريطاني قبل أكثر من أسبوع تطالبها بالاعتذار عن إصدار "وعد بلفور"، ومثل هذا الحجم من الموقعين على العريضة التي نشرت على موقع مجلس العموم يلزم الحكومة البريطانية بالرد الذي جاء برفض الاعتذار.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور - الذي تم عام 1917 وأيّد إقامة وطن لليهود في فلسطين - في الذكرى المئوية له، ودعاها إلى الاعتذار من الشعب الفلسطيني والاعتراف بالدولة الفلسطينية.

حل الدولتين
وذكر بيان حكومة تيريزا ماي في الرد على العريضة أن المهم في هذه المرحلة هو دفع عجلة السلام من خلال دولتين إسرائيلية وفلسطينية، تعيشان بسلام جنبًا إلى جنب. وقال البيان إن أشياء كثيرة حدثت خلال تلك الفترة، وإن الحكومة البريطانية تدرك أن الإعلان كان ينبغي أن يدعو إلى حماية الحقوق لجميع الطوائف في فلسطين، ولا سيما حق تقرير المصير.

بلفور ونص الوعد الذي أصدره&

أضافت بريطانيا أن وعد بلفور هو بيان تاريخي، وأن حكومة المملكة المتحدة لا تنوي الاعتذار عنه، مشيرة إلى أن المهمة الراهنة تتمثل في تشجيع الخطوات التي تقود نحو تحقيق السلام.

وتابعت الحكومة في توضيحاتها التي وردت في بيان لها أن الإعلان (وعد بلفور) كتب في سياق تنافس عالمي بين القوى الإمبريالية، وفي عز الحرب العالمية الأولى، وفي المراحل الأخيرة لتهاوي الإمبراطورية العثمانية.

روابط تاريخية
وقالت إن تأسيس وطن لليهود على الأرض، التي كانت لديهم بها روابط تاريخية ودينية قوية، أمر صائب وأخلاقي، ولا سيما في مواجهة قرون من الاضطهاد، على حد قولها.

تابعت: "بطبيعة الحال، فإن أي تقييم شامل للإعلان وما تلاه من تبعات أمر يظل من اختصاص الباحثين في التاريخ"، مضيفة أنه منذ عام 1917 تغيّر كثير من الأشياء في العالم، وندرك أن الإعلان كان يجب أن يدعو إلى حماية الحقوق السياسية للسكان غير اليهود بفلسطين، ولا سيما حقهم في تقرير المصير.

وأضافت الحكومة البريطانية، في بيانها، "لكن من ناحية أخرى، الأمر الأهم الآن هو التطلع إلى المستقبل وإقامة الأمن والعدل لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال سلام دائم".

مفاوضات
وأعربت عن اعتقادها أن السبيل الأفضل لتحقيق ذلك هو من خلال حل الدولتين، أي من خلال تسوية تتمخض عن المفاوضات وتؤدي إلى وجود إسرائيل آمنة إلى جنب دولة فلسطينية قوية وذات سيادة، بناء على حدود 1967، مع تبادل الأراضي المتفق عليها، والقدس عاصمة مشتركة لكلتا&الدولتين، وتسوية اعتبرتها "عادلة وواقعية" للاجئين.

كما عبّرت عن اعتقادها بأن مثل هذه المفاوضات لا يمكن أن تنجح إلا إذا تمت بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبدعم مناسب من المجتمع الدولي.

نص الوعد
يذكر أن وعد بلفور هو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور، وزي خارجية بريطانيا، بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وفي الآتي نص الرسالة:

وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر&سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
"يسرني جدًا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".

وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علمًا بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جيمس بلفور