كراكاس: دعت المعارضة للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الى تظاهرة جديدة الاربعاء للمطالبة بانتخابات عامة مبكرة، باتت الهدف الرئيس لحركة احتجاج مستمرة منذ شهر قتل خلالها 26 شخصا.

وقالت المدعية العامة للامة لويزا اورتيغا الثلاثاء "لا يمكنني ان اتسامح مع العنف، وآسف لمقتل 26 شخصا اكانوا من الموالين للحكومة او من المعارضة. ان مقتل شخص يبقى دائما امرا مؤسفا". كما اضافت اورتيغا ان 437 شخصا جرحوا، واعتقل 1289 اخرون خلال هذه الاضطرابات التي تخللتها ايضا اعمال نهب "وسط اجواء من التشنج السياسي".

وقبيل اعلان المدعية العامة كان طارق وليام صعب رئيس مؤسسة "حامي الشعب"، وهي هيئة تعنى باحترام حقوق الانسان، قد اعلن وفاة شاب الثلاثاء في مستشفى متأثرًا بجروح اثر اصابته برصاصة الاثنين، بينما كان يشارك في تظاهرة موالية للحكومة.

وكانت النيابة العامة اعلنت في وقت سابق مقتل شاب في الثالثة والعشرين صباح الثلاثاء برصاصة في الراس، بينما كان يتظاهر في ولاية لارا في شمال غرب البلاد.

مسيرة الاربعاء
وبعدما اتهم المؤسسات الخاضعة لسيطرة الحكومة بانها "متواطئة بالانقلاب"، دعا النائب عن المعارضة ميغيل بيزارو الى مسيرة في اتجاه وسط كراكاس، لكن من دون تحديد خط سيرها. والاثنين قتل ثلاثة أشخاص في غرب البلاد وأصيب سبعة بجروح بحسب النيابة والسلطات.

وقتل رجلان في مدينة ميريدا وآخر في مدينة باريناس، وكلاهما في غرب البلاد، مع ان يوم التعبئة الاثنين كان سلميا، اذ قام آلاف الناشطين بقطع الطرقات في البلاد للمطالبة بانتخابات عامة مبكرة. وسجلت بضعة صدامات فقط عندما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين كانوا يرشقون عناصرها بالحجارة على طريق سريع في العاصمة.

واعترض متظاهرون ارتدوا اللون الابيض طيلة ساعات وقوفا او جالسين تحت أشعة الشمس الحادة طريق فرنسيسكو فاهاردو المؤدية الى العاصمة كراكاس، اضافة الى الطرق الرئيسة في البلاد.

وقالت اماليا دوران ربة الاسرة البالغة 41 عاما لوكالة فرانس برس "نعترض (الطرق) ليفهم مادورو ان عليه الرحيل. خلال عهده بتنا نعاني من الجوع ولا اجد حليبا لطفلي البالغ 16 شهرا". وفي هذا البلد الغني بالنفط الذي انهار اقتصاده مع تدهور اسعار النفط، اصبح من المتعذر ايجاد مواد غذائية وأدوية. وأظهر استطلاع للرأي اجراه "فينيبارومترو" ان سبعة فنزويليين من أصل عشرة يرغبون برحيل الرئيس مادورو.

وقال المتظاهر يوروين رويز البالغ من العمر 26 عاما "لقد جئت لانني تعبت" قبل ان يروي معاناته "لقد قمت بجولة على اكثر من 20 صيدلية لشراء مضادات حيوية. آمل في ان نتمكن على الاقل من الحصول على اجراء انتخابات".

وانضمت اسبرانزا كادافيد وليونور بيريز، الراهبتان الكولومبيتان البالغتان من العمر 83 و 79 عامًا على التوالي، الى التحرك. وقالت بيريز انه خلال عقود مرت في فنزويلا "لم اشهد ابدا مثل هذا الشيء". من جهته، قال لاعب كرة القدم توماس رينكون على حسابه على تويتر "لا قمع بعد الان". وعبر لاعبون آخرون مثل سالومون روندون وادالبرتو بيناراندا عن "ألمهم" ودعوا الى بلد "حر يعيش بسلام".

وبعد شهر تقريبا من التظاهرات، يواصل معارضو نهج تشافيز (في اشارة الى الرئيس الراحل هوغو تشافيز 1999-2013) الضغط من أجل اجراء انتخابات عامة مبكرة قبل انتهاء ولاية مادورو في ديسمبر 2018.

لن نستسلم
وتتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات بالوقوف وراء اعمال العنف هذه. وقال نائب رئيس البرلمان، المؤسسة الوحيدة الخاضعة لسيطرة المعارضة، فريدي غيفارا ان "فنزويلا تنتفض ضد الديكتاتورية رغم القمع. لن نستسلم".

وقال مادورو في حديث تلفزيوني الاحد "اريد انتخابات الان" لكن في اشارة الى الانتخابات الاقليمية التي كان يفترض ان تنظم في ديسمبر الماضي، وارجئت الى أجل غير مسمى، والانتخابات البلدية المرتقبة خلال هذه السنة.

من جهته أوضح احد كبار مسؤولي الحركة التشافية ديوسدادو كابيلو الاثنين "انه لن تجري انتخابات عامة، في اي حال نيكولاس لن يرحل". ودعا مادورو المعارضة الى استئناف الحوار المجمد منذ ديسمبر داعيًا البابا فرنسيس الى "مواكبة" هذه المحادثات. وكانت وساطة سابقة برعاية الكرسي الرسولي فشلت في السنة الماضية.

والتقى رئيس الدولة مساء الاثنين الرئيس السابق لجمهورية الدومينيكان ليونيل فرنانديز الذي شارك في المفاوضات السابقة. وتدعو 11 دولة في اميركا اللاتينية وكذلك الولايات المتحدة الى اجراء انتخابات.

والأزمة السياسية الحالية ناجمة من فوز المعارضة من يمين الوسط في الانتخابات التشريعية نهاية عام 2015، ما وضع حدا لهيمنة تيار شافيز، في الوقت الذي كان فيه اقتصاد هذا البلد يغرق مع انخفاض أسعار النفط. 

واندلعت اعمال الشغب في مطلع ابريل، مع تنديد المعارضة بـ"انقلاب" بعد قرار المحكمة العليا التي تعتبر وثيقة الصلة بمادورو، تولي صلاحيات البرلمان، ما أثار موجة من الغضب الدبلوماسي دفعها الى الغاء قرارها بعد 48 ساعة.