الرباط: يبدو أن المعارضة "الشرسة" للحكومة الجديدة ستكون السمة البارزة لأداء فريقي حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض بغرفتي البرلمان. فبعد الهجوم الكاسح الذي شنه فريقه النيابي على رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، في جلسة الاثنين، جاء الدور على فريق الحزب بمجلس المستشارين، حيث انتقد رئيسه عزيز بنعزوز، بشدة البرنامج الحكومي.

واعتبر بنعزوز في كلمة باسم فريقه في الجلسة العمومية المخصصة لمناقشة مضامين البرنامج الحكومي بمجلس المستشارين، الثلاثاء، أن برنامج حكومة العثماني "ليس برنامجا حكوميا بل هو دفتر مطلبي يمكن توجيهه لمديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد "، مؤكدا أنه "جاء للحفاظ على التوازنات الماكرو - اقتصادية وليس لإصلاح أحوال ومعيشة المغاربة"، وذلك في انتقاد واضح منه للإجراءات التي جاء بها البرنامج الحكومي. 

ولم تقف انتقادات بنعزوز عند هذا الحد، بل ذهب في حديثه إلى أبعد من ذلك حين قال: "كل ما قيل في التصريح الحكومي حول النهوض بالأوضاع الإجتماعية للمغاربة هو تضليل للمواطنين"، مبرزا أن دعم الأرامل الذي تحدث عنه البرنامج وبدأته الحكومة السابقة، لا وجود للائحة الأرامل التي دعمتها الحكومة ، و"أنهن لا يستفدن من أي دعم مباشر بحسب بحث قام به أعضاء الحزب"، حسب تعبيره.

وطالب رئيس فريق مستشاري حزب الأصالة والمعاصرة رئيس الحكومة الجديدة، بقول الحقيقة للمغاربة وإطلاعهم على أرقام النمو والبطالة وعجز الخزينة والبرامج الإجتماعية، معتبرا أنه من "العيب والعار أن نتحدث مثلا في البرنامج الحكومي عن إنشاء 800 ألف وحدة سكنية"، مستشهدا بوعود الحكومة السابقة للطبقة المتوسطة بالسكن اللائق غير أنها لم تنجح في إنشاء سوى "147 دارا"، وأضاف بنبرة ساخرة "النتيجة تظهر أن الطبقة المتوسطة غير موجودة في المغرب، وإما أن المشروع أصلا فاشل".