الرباط:&رد رئيس الحكومة المغربية ، سعد الدين العثماني، على ملاحظات وانتقادات رؤساء الفرق النيابية بمجلس النواب خلال جلسة مناقشة البرنامج الحكومي، الاثنين، بالقول إن حكومته حريصة على التشاور حولها والتفكير فيها حسب القطاعات المعنية بها، معربًا عن تفاؤله بما ستقدمه في مسار مواصلة الإصلاحات، وتحقيق نجاح النموذج المغربي.

وقال العثماني ، في كلمة في مجلس النواب مساء الأربعاء، إن تشكيل الحكومة جاء بعد انتخابات استثنائية أعطت دعمًا كبيرًا لمواصلة الإصلاحات"، معتبرًا أن الانتقادات التي وجهت للبرنامج الحكومي لم تكن "عادلة ودقيقة"، حيث أشار إلى أن برنامج الحزب الأول في المعارضة إبان الانتخابات جاء فيه "مواصلة إصلاح منظومة التقاعد وإصلاح ورش العدالة ومواصلة إصلاح صندوق المقاصة ( صندوق دعم المواد الاساسية ) "، قبل أن &يضيف: "هذا يعني أن الإصلاحات التي قدمتها الحكومة في برنامجها فيها وفاء لمطالب وبرامج أغلب الأحزاب السياسية حتى المعارضة"، وذلك في رد مباشر على حزب الأصالة والمعاصرة الذي اتهم نوابه رئيس الحكومة بتضليل المواطنين، وأن البرنامج الحكومي لا يرقى إلى المستوى المطلوب.

وأضاف العثماني "سأحرص أن يكون خطابي ساميًا وراقيًا سمو هذه المؤسسة"، وذلك ردًا على الهجمات التي تعرضت لها الحكومة وبرنامجها، داعيًا وزراء حكومته بالتزام قيم "السياسة النبيلة"، في أشبه ما يكون بمحاولة لعقد مقارنة مع سلفه عبد الإله ابن كيران في رئاسة الحكومة وأسلوبه في التواصل والرد على استفزازات المعارضة.

وسجل العثماني أنه رغم التجاذبات السياسية التي ميزت المرحلة "حاولنا الوفاء لروح الدستور والخروج بهذه الحكومة إلى حيز الوجود"، مؤكدًا أن الجمود الذي طبع مشاورات تشكيل الحكومة بعد تكليف ابن كيران "ليس أزمة سياسية"، موضحاً أن المرحلة "كانت بها صعوبة في تشكيل الحكومة"، منوهاً في الآن ذاته، بالروح والمسؤولية والشجاعة العالية التي أبانت عنها كل أحزاب التحالف الحكومي في مفاوضات تشكيل الحكومة بعد تكليفه بها.

وشدد رئيس الحكومة على ضرورة محاربة ما سمّاه "دعوات التيئيس والإحباط وإبعاد المواطنين عن الأحزاب السياسية"، مبرزًا أن المواطنين لن يجدوا من الأطراف السياسية إلا "الوفاء ضد دعوات التجاهل والعصف بالأحكام الدستورية"، لافتًا أن هناك من "شكك حتى في تصويت الأغلبية على البرنامج الحكومي ، وان الأيام ستبين الصحيح".&

وتعهد العثماني بمواصلة اعتماد أسلوبه التشاوري وانفتاحه على الجميع كما عبر عن ذلك منذ البداية، معلنًا أنه رغم "ردود الفعل غير المحسوبة سنستمر في منهج التشاور والحوار لأنه خيار مبدئي بالنسبة لنا"، كما أكد أن حكومته تكتسب هويتها السياسية، وستسعى لـ"مواصلة بناء النموذج الديمقراطي المغربي وتحقيق رغبة المواطنين في احترام نتائج الانتخابات".

ودافع رئيس الحكومة بقوة عن تشكيلة فريقه الحكومي، ورد على الانتقادات التي طالتها وخاصة لحضور وهيمنة التكنوقراط عليها، معتبرًا أنها "من بين أقل الحكومات التي يحضر فيها التكنوقراط في تاريخ المملكة خلال العشرين سنة الماضية وربما هي الثانية"، مؤكدًا أنه " ليس هناك أي صراع عن الاختصاصات والصلاحيات، وبعض الأمور التي نشرت لا أساس لها من الصحة".

وأفاد العثماني بأن حكومته ستكون حكومة "استمرارية وتجديد"، حيث قال "نحن كجميع الحكومات السابقة سنستمر في مواصلة عدد من الإستراتيجيات والخطط والبرامج الأخرى التي بدأتها حكومة عبد الإله ابن كيران أو التي انطلقت مع الحكومات السابقة، مشددًا على القول &"لم نأتِ للقطيعة وسنترك بصمتنا وإبداعاتنا كباقي الحكومات السابقة".

ونوّه رئيس الحكومة في الكلمة ذاتها، بقرار عودة العلاقات الدبلوماسية المغربية مع كوبا، معتبرًا أن هذه الخطوة من شأنها "محاصرة دعاة وأصحاب طرح الانفصال"، كما دعا لتضافر الجهود والتعاون بين البرلمان والحكومة في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة تحت قيادة الملك محمد السادس.