فاليتا: اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الجمعة أن تركيا "تعرف جيدًا" ما يجب القيام به لإعادة إطلاق عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، معددة لائحة "معايير" بدءًا من حقوق الإنسان إلى "علاقات حسن الجوار".

وقالت موغيريني في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في فاليتا، والذي شارك فيه التركي مولود تشاوش أوغلو، إن "الاتحاد الأوروبي لديه مصلحة كبيرة في أن تكون تركيا مستقرة وآمنة ومزدهرة اقتصاديا وديموقراطية". وأكدت أن "نيتنا ليست ولن تكون أبدا القيام بأي شيء يمكن أن يضر بتركيا". إلا أن "معايير مفاوضات الانضمام واضحة جدا تماما".

وأضافت موغيريني "إذا ما كانت تركيا مهتمة بمفاوضات الانضمام، كما قال لنا اليوم وزير خارجيتها تشاوش أوغلو(...)، فهي تعرف جيدا ما ينطوي على ذلك، وخصوصًا في مجال حقوق الإنسان وسيادة القانون، والديموقراطية، والحريات الأساسية، بما في ذلك حرية وسائل الإعلام، وبطبيعة الحال (في ما يتعلق) بعقوبة الإعدام واحترام القانون الدولي ومبدأ علاقات حسن الجوار".

من جهته، أوضح وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أن "لا أحد يريد القطيعة"، ولكن "الورقة الآن في يد تركيا". أضاف إيرولت أنه "يجب على تركيا ألا تخشى الديموقراطية، بالعكس، فإنها تعطي المصداقية. وسيادة القانون تعطي القوة".

وعقد وزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي اجتماعًا في مالطا، حيث ناقشوا الجمعة العلاقات مع تركيا. وتشهد هذه العلاقات اضطرابات منذ محاولة الانقلاب في 15 يوليو التي تلتها عمليات فصل وتوقيف واعتقالات واسعة اثار حجمها قلق الاتحاد الاوروبي على صعيد وضع دولة القانون في تركيا.

وتصاعد التوتر بين أنقرة وبروكسل خلال حملة الاستفتاء على صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. فقد اتهم أردوغان الاتحاد الأوروبي بدعم معارضيه بعد إلغاء تجمعات كان سيشارك فيها وزراء أتراك في مدن أوروبية. ودعا الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي الجمعة إلى تحسين العلاقات مع تركيا، مؤكدا أن أنقرة تبقي "أبوابها مفتوحة".

وقال أردوغان خلال ندوة نظمها مركز "أتلانتك كاونسيل" للدراسات في اسطنبول "دعمتم الحملة من أجل +لا+ (في الاستفتاء)، خسرتم. الآن، يتعين عليكم أن تطووا هذه الصفحة، وأن تسعوا إلى تطوير علاقاتكم مع تركيا".

إلا أن النمسا، البلد الأوروبي الذي يوجه إلى أنقرة انتقادات تفوق ما يوجهه سواها، كررت دعوتها إلى تجميد رسمي لمفاوضات الانضمام التي بدأت في 2005، لكنها متوقفة منذ سنوات. وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس لدى وصوله إلى فاليتا، "أعتقد أنه من الخطأ التمسك بوهم الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فيما تبتعد تركيا أكثر عن اوروبا كل سنة". لكن ألمانيا حذرت من وقف مفاوضات الانضمام.

وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل إن "الحكومة الألمانية تعارض معارضة شديدة وقف مفاوضات الانضمام".
وأضاف أن "هذا لن يكون عاملا مساعدا... بل رد فعل سيئا جدا من وجهة نظرنا"من شأنه أن "يدفع" تركيا "باتجاه روسيا.