الرباط: خيمت روح التوافق بين الإخوة الأعداء على المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب الاستقلال المغربي ، الذي احتضنته العاصمة الرباط اليوم السبت، حيث صادق على تعديل المادتين 91 و54 من النظام الأساسي للحزب الخاصتين بأعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ومن يحق له الترشح للأمانة العامة للحزب في المؤتمر.

تسمية

وعرض حميد شباط، أمين عام حزب الاستقلال على المؤتمرين الذين بلغ عددهم حوالي 1500 مؤتمر، المصادقة على التعديلات المقترح إدخالها على المادتين المذكورتين، إذ جرى التوافق على توسيع دائرة أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لتشمل أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب وأعضاء المجلس الوطني، بعدما كانت تضم أعضاء اللجنة التنفيذية و150 عضوا من أعضاء المجلس الوطني فقط، ويمثل هذا التعديل انتصارا لخصوم شباط.كما همت التعديلات التي أقرها المؤتمر الاستثنائي بخصوص المادة 54 من القانون الداخلي للحزب، والتي تحدد من يحق له الترشح للأمانة العامة للحزب، إذ صادق الاستقلاليون على تعديل يسمح بتوسيع الفئة التي من حقها المنافسة على منصب الأمين العام للحزب، لتشمل أعضاء المجلس الوطني مع اشتراط أن يكون الراغب في الترشح قد سبق له أن انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب، وهو ما يعني أن هذا التعديل سيسمح لعدد من الأسماء بدخول غمار المنافسة على الأمانة العامة للحزب، من أبرزهم نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ووزير الاقتصاد والمالية السابق .

وأكد شباط، في كلمة القاها قبل أن يعرض على أعضاء المؤتمر الاستثنائي التصويت على التعديلات التي تم التوافق حولها، أن حزب الاستقلال سيظل وفيا لمبادئه التي ناضل من أجلها منذ تأسيسه، داعيا مناضلي حزبه إلى الصمود والاستمرار على نفس النهج الذي أسس له الزعيم الراحل علال الفاسي.

واعتبر أمين عام حزب الاستقلال في كلمته التي وصفها بعض الحاضرين ب"القوية"، أن مؤتمر حزبه الاستثنائي ينعقد في "ظرفية سياسية خاصة ستبقى آثارها محفورة في ذاكرة الشعب المغربي"، مبرزا أن حزبه "كانت له الحكمة والجرأة والشجاعة للقيام بالتشخيص الضروري للوضع السياسي"، مشددا على أن "قيمة حزب ما ليست في عدد أعضائه وانتشاره لكنها في مطابقة عقيدته لنزعات الشعب"، وذلك في رسالة مشفرة من شباط لحزب العدالة والتنمية الذي قدم تنازلات كبيرة خلال تشكيل حكومة سعد الدين العثماني.

وأضاف شباط أن المؤتمر الاستثنائي للحزب يأتي أيضا في ظل "الهجمة الشرسة التي تتعرض لها استقلالية القرار الحزبي ،حيث قررنا بكل مسؤولية ووضوح الاصطفاف إلى جانب الدستور"، وزاد منتقدا الوضع السياسي المغربي بعد انتخابات 7 أكتور، وإبعاد عبد الاله ابن كيران من مهمة تشكيل الحكومة، وقال ان "مخرجات 7 أكتوبر تؤكد أن أشياء كثيرة ليست على ما يرام"، مشددا على أن "الواقع الذي يراه الجميع أصبح مؤطرا بعقلية لا تؤمن بمراكمة البناء الديمقراطي".

واضاف شباط"لم نساوم ولم نشترط بمنطق الغنيمة عندما قررنا المشاركة في الحكومة بعد انتخابات 7 أكتوبر، بل رفضنا مخطط الانقلاب على الدستور ، ودافعنا على أن تكون صناديق الاقتراع هي الفيصل"، مجددا تأكيده على موقف الحزب المحذر من المس بإرادة الناخبين، وقال "سجل الحزب أن المس بإرادة الشعب يحمل مخاطر جدية على بلادنا ، ويؤسس للشك عوض اليقين الذي ناضلنا من أجله".

وفي رسالة وجهها لخصوم حزب الاستقلال ومن اتهمهم بمحاولة تقسيم حزبه واستهدافه، قال شباط "كفانا تطاحنا، الاستقلاليون مخلصون لحزبهم ولوطنهم وملكهم ".

واضاف "نود أن يكون هذا اليوم عرسا نضاليا بامتياز من أجل وحدة وكرامة الحزب ومن أجل أن نكون مواطنين أحرارا في وطن حر".

ولم يخل المؤتمر الوطني الاستثنائي لحزب الاستقلال من مناوشات بين الأطراف المتصارعة حول قيادة الحزب في المرحلة المقبلة بعد المؤتمر السابع عشر لأعرق حزب سياسي في البلاد، إذ ردد عدد من المؤتمرين هتافات باسم توفيق حجيرة، القيادي في الحزب ورئيس مجلسه الوطني، الذي كانت قيادة الحزب قد أصدرت قرارات تأديبية في حقه، ورفعوا لافتات تحمل صوره وكتبت عليها عبارة "كلنا توفيق"، قبل أن يرد عليهم أنصار شباط بشعارات مضادة، تدخل بعدها أمين عام الحزب مستعيدا السيطرة على الأمر.

وحرصت قيادة حزب الاستقلال على إظهار التوافق الحاصل بينها من خلال الوقوف في المنصة ، وترديد نشيد الحزب بحماسة ، وبأيادي متشابكة بين شباط وولد الرشيد، اللذين كانا عنوان الخلافات الدائرة داخل الحزب طيلة الأسابيع الماضية، كما عاينت "إيلاف المغرب"، حرص كل من كريم غلاب وياسمينة بادو على الظهور في المنصة والتلويح بالأيدي للمؤتمرين، وأخذ صور معهم بعد نهاية أشغال المؤتمر، الذي مثل خطوة مهمة نحو طي الخلافات بين الإخوة المتناحرين حول الزعامة، غير أن فصلا جديدا من الصراع والمواجهة لا محالة سيعود إلى الواجهة بعد تحديد توقيت عقد المؤتمر الوطني العام السابع عشر لحزب الاستقلال.