كشف بريطاني انشق أخيرًا عن داعش، وهرب إلى تركيا، أن زهاء 300 بريطاني لا يزالون يعملون في صفوف التنظيم. وأكد أنه ليس نادمًا لتسليم نفسه للسلطات التركية رغم سجنه اليوم بل يتوق إلى الحرية بعد انقضاء العقوبة.

إيلاف: كان ستيفان إريستيدو (23 عامًا) من منطقة إنفيلد في شمال لندن اعتُقل أخيرًا في بلدة كلس في جنوب تركيا، بعد تسليم نفسه إلى السلطات التركية على بعد نحو 5 كلم من الحدود السورية. &

مناصب غير عسكرية
وقال إريستيدو، في مقابلة مع صحيفة "دايلي تلغراف"، قبل عبوره إلى تركيا، إن ما بين 250 و300 بريطاني لا يزالون مع داعش، بعضهم في العراق، ولكن غالبيتهم يعملون في سوريا. &

أضاف: "إن غالبية عناصر داعش البريطانيين ليسوا مقاتلين، بل مسؤولين عن الإعلام والدعاية في التنظيم، ولديهم أدوار رفيعة". &إريستيدو اعتنق الإسلام، وغادر بريطانيا في إبريل 2015، مع صديقته البريطانية كلثوم بيغوم (22 عامًا) ذات الأصول البنغلاديشية. &

إيقاف راتب
واستقر الاثنان في الرقة، حيث تزوجا، قبل أن تحمل بيغوم طفلة منه في فبراير 2016. ثم انتقل إريستيدو إلى الموصل، قبل أن تبدأ القوات العراقية عمليتها لاستعادة المدينة من داعش في أكتوبر الماضي. لكنه اختلف مع قادته، وعاد إلى الرقة، وهناك أوقف داعش راتبه. &

وصف إريستيدو الحياة تحت سيطرة داعش بأنها أشبه بالسجن، وأمضى أسابيع يخطط لهروبه. في النهاية تمكنت العائلة من الفرار بمساعدة مهرّبين، ثم انتظرت في بلدة أعزاز، التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا، إلى أن قرر إريستيدو عبور الحدود إلى تركيا في 20 إبريل. &

السجن تطهيرًا
قال إريستيدو قبل إلقاء القبض عليه إنه يتوقع أن يمضي فترة في السجن لانضمامه إلى داعش، وأكد أنه مستعد لقبول السجن من أجل العودة إلى بلده و"إعادة بناء" حياته. &

ونُقلت زوجته بيغوم مع ابنتهما ذات الأشهر الستة إلى مركز احتجاز في تركيا بانتظار ترحيلهما إلى بريطانيا. ويُقدر أن زهاء 850 ـ 1000 بريطاني انضموا إلى داعش وغيره من الجماعات "الجهادية"، وأن قرابة نصفهم عادوا إلى بريطانيا، وأكثر من 100 قُتلوا. &

وقال إريستيدو إن بعض البريطانيين مثله أُصيبوا بخيبة أمل، بعدما فقد داعش مساحات شاسعة من أراضي "خلافته"، وقُتل العديد من قيادات التنظيم. وأوضح أن "البعض يريد البقاء، ولكن هناك من يريدون الرحيل، فالوضع يزداد صعوبة، وهناك انقسامات في التنظيم بشأن مستقبله". &

بريطانيا وجهة جهادية
وأصبح الرحيل عن "الخلافة" بالغ الصعوبة منذ عمليات الموصل والرقة. وفيما تتقدم القوات العراقية لاستعادة الجانب الغربي من الموصل فإن الرقة شبه مطوّقة. وهناك مخاوف من أن البريطانيين الذين ما زالوا في سوريا يخططون لتنفيذ هجمات في بريطانيا، حيث أحبطت الأجهزة الأمنية عددًا من المؤامرات خلال الأسابيع الأخيرة. &

وقال أوليفييه غويتا مدير شركة "غلوبال ستار" للاستشارات الأمنية "إن العديد ممن انضموا إلى داعش عادوا إلى بريطانيا، ولعلهم ينتظرون وصول تعليمات. ومن المرجح جدًا أن تكون هناك اتصالات بين الذين ما زالوا في سوريا والذين هم في بريطانيا". &وأشار غويتا إلى اعتقال إرهابيين في بريطانيا "بصورة يومية تقريبًا".&

وقال الباحث شيراز ماهر من المركز الدولي لدراسة التطرف في كلية كنغ في لندن لصحيفة "ديالي تلغراف" إن هناك "تهديدًا مؤكدًا" على بريطانيا، وليس من المستبعد أن يقوم مقاتلو داعش البريطانيون بدور المسؤولين التنظيميين لخلايا في بريطانيا.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "دايلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط الآتي:

http://www.telegraph.co.uk/news/2017/04/30/300-brits-fighting-isil-playing-key-strategic-roles-says-uk/

&

&