إيلاف من دبي: أكد مشاركون في منتدى الإعلام العربي في دورته السادسة عشرة التي انطلقت اليوم في دبي أن الدول المتضررة من الربيع العربي بحاجة إلى أكثر من 15 عاما حتى تعود لسابق عهدها، لافتين إلى أنّ ذلك الربيع العربي تسبب في حدوث خسائر فادحة لدول تلك المنطقة تقدر بـ 833 مليار دولار إضافة إلى تسببه في وقوع آلاف القتلى وملايين الجرحى.&

ناقش المتحدثون خلال جلسة "ما بعد الازمات العربية"، التي عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول للمنتدى لمنتدى الإعلام العربي في دورته السادسة عشرة في دبي، أهمية التوصل لحلول للأزمات التي تعصف بالمنطقة، وضرورة التغلب على حالة الفوضى التي تسود بعض الدول العربية، مشددين على الدور المهم للإعلام العربي وتأثيره الإيجابي في مستقبل المنطقة، من خلال التعامل بواقعية وتحمل مسؤوليته في إعادة الثقة للمواطن العربي، وتسليط الضوء على الجوانب المضيئة التي تشحذ الهمم والطاقات.

وحاول المتحدثون خلال الجلسة التي تحدث فيها د. فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق المصرية، وأدارها شريف عامر، إعلامي، قناة ام بي سي مصر، الإجابة على بعض التساؤلات التي تشغل بال المواطن العربي في ما يخص مستقبل المنطقة بعد انتهاء أزماتها، والعقبات التي تحول دون تحقيق مستقبل عربي يكون العرب فيه أفضل حالاً، والمهلة الزمنية التي يتطلبها ذلك.

خراب على المنطقة

وقال الشليمي إن ما تعانيه المنطقة من أزمات يأتي نتيجة مباشرة لما أسماه "الدمار العربي" وليس الربيع العربي، وأن ما حدث من ثورات في عدد من الدول العربية جلب الكثير من الخراب على المنطقة وتسبب في خسائر ضخمة قدرت في مؤتمر الاستراتيجيات العربية الذي استضافته دبي بــ 833 مليار دولار، ناهيك عن آلاف القتلى وملايين الجرحى.

وحول المدة التي تتطلبها إعادة بناء الدول التي دمرت بفعل ما عرف بثورات الربيع العربي أضاف الشليمي أن تلك الدول بحاجة إلى أكثر من 15 عاماً حتى تعود لسابق عهدها، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر الذي تواجهه تلك الدول هو التحدي الاقتصادي وإعادة بناء مؤسسات الدولة لتكون قادرة على إعادة البناء، هذا بالإضافة على حاجتها الى وقت أطول لعلاج ما أسماه بالشرخ الاجتماعي الذي حدث بين مكونات تلك المجتمعات من الداخل، لتعود مرة أخرى متماسكة ومترابطة.

تيارات شعبوية&

وأكد رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام أنه من بين التحديات التي تواجهها بعض الدول العربية هو تصاعد التيارات الشعبوية في الكثير من الدول المانحة، وهو ما سيعرقل تدفق المساعدات لصالح الدول التي تعاني أوضاعًا اقتصادية متردية، وستكون مرهونة بالأوضاع الاقتصادية والسياسية في الدول المانحة.

وعن دور المواطن العربي للتغلب على الازمات التي حلت ببعض الدول، لفت الشليمي إلى ضرورة العمل من الأن على استعادة ثقة المواطن العربي في حكوماته، وإقامة مشروعات عربية مشتركة تساعد المواطن العربي وتشعره بقيمته واهميته ودوره في بناء المجتمع.

وعن دور الإعلام في تلك المرحلة أشار الشليمي إلى حاجة المنظومة الإعلامية العربية لمجموعة من الضوابط التي تقنن عمل الإعلام، وتمكنه من مساندة إعادة بناء الدول المتضررة من ثورات ما عرف بالربيع العربي، مشيراً إلى أن ضرورة البحث عن ضوابط تنظم حرية التعبير وتجنب الإساءة للرموز العربية، وتوقيع غرامات رادعة بحق الإعلاميين ووسائل الإعلام المسيئة.

&تصدير الإرهاب

من جانبه أكد عماد الدين حسين أن حال العالم العربي اليوم يسأل عنها أطراف من خارج العالم العربي، وتحديداً من خططوا ومولوا ودعموا الإرهاب، وهو ما يدعونا كعرب إلى الاتحاد وعدم المراهنة الخاسرة على حلول خارجية، لأنه من الصعب أن من صدّر الإرهاب ويدعمه سيأتي لنجدة شعوب المنطقة.

وأضاف حسين أن العالم العربي يعاني من فيروس أسمه الإرهاب، وتفشي الطائفية، وهو ما يدفع الدول العربية إلى التفكير بجدية في معالجة مشاكلها بعيداً عن تدخل الغرب، ومحاولة لملمة ما تبقى من عروبة، والتوجه مباشرة نحو النهوض بالنظام التعليمي العربي، وترميم النسيج المجتمعي في إطار شعب عربي واحد، توافر فيه أدنى حد من التعددية وتقبل الآخر.

تأجيج الصراع المذهبي

ولفت رئيس تحرير صحيفة الشروق إلى المساندة السعودية والإماراتية للدولة المصرية، والتي عكست وعي وحرص على الحفاظ على مكانة مصر ودورها كصمام الأمان في قلب الأمة العربية، معرباَ عن تفاؤله أن الأزمات العربية لن تدوم طويلاً، لا سيما مع العمل على تفويت الفرصة على من يؤججون الصراع المذهبي لتحقيق مكاسب سياسية.

وحول دور الإعلام في المساهمة في تخطى أزمات المنطقة قال حسين إن مكان الإعلام لا بد أن يكون دائماً إلى جوار المواطن، مسانداً له ومناقشاً لقضاياه، مشيراً إلى أن بوصلة الإعلام لن تعود مرة أخرى إلى الخلف، نظراً لوجود ما يعرف بالإعلام الجديد وانتشار منصات التواصل الاجتماعي.

علي الهويريني: الإعلام العربي باهت يهتم بالشكل

ضمن برنامج جلسات اليوم لمنتدى الإعلام العربي في دبي، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وبحضور نخبة من الكتاب وصناع القرار الإعلامي في المنطقة وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، عقدت جلسة تحت عنوان "نور العقل" تحدث فيها المفكر والفيلسوف علي الهويريني، ضمن جلسات "العشرين دقيقة" وتناول بناء العقول والاستثمار فيها، كونها المحرك الأول لتقدم الشعوب وتنمية الأوطان.&

وأشار إلى وجود علاقة بين الجسد والعقل، بمعنى أنّ العقل جوهر مستقل بذاته، والجسد جوهر مستقل بذاته، ورغم هذا التمايز بين الجوهرين إلا أنه يوجد علاقة متبادلة وعلاقة تفاعل بينهما، فالعقل يؤثر في الجسم، والعكس صحيح، فالجسد يؤثر في العقل.

وفي معرض حديثه عن الإعلام العربي خلال الجلسة، ودوره في تنوير الشعوب العربية، وصف علي الهويريني الإعلام العربي بالباهت الذي لا يتحدث عن موضعه كعمود للأمة، وقال إنه أطبق الحجر على الفكر، فبات بعض الإعلاميين يسعون إلى آراء الغرب برومانسية باهتة. وأن إعلام العرب لا يتوجه للأمة بالعقل، وهو إعلام متمسك&بالشكل متجاهلاً للمضمون.

الحطام المبعثر

وفي محاولة لتفسير الواقع العربي قال الهويريني خلال مشاركته في المنتدى، أن دوام الحال من المحال، والعرب كـ "الحطام المبعثر الذي تذريه الريح".&

وأضاف: "عشنا عرباً، لكن لا نعلم ماذا يخطط لنا أو ماذا يحاك لنا"، فإما حروب منتشرة، وإما عمليات تهجير وهجرة، أو غزو إعلامي. مؤكداً أن الفجوة الحضارية بين العالم المتقدم والمجتمعات المتخلفة تزداد هوة. وإذا ما أردنا ان نبني حضارة مدعومة بحوار بناء، يخدم أبناء المنطقة العربية ويبني لها مستقبلاً مضيئاً، فلنتوجه للحوار القائم على توحيد العقول قبل توحيد الحدود.

ولي عهد دبي: المنتدى بيت&ذو تأثير فاعل اقليميا ودوليا

واعتبر الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي منتدى الإعلام العربي بيتا للإعلاميين العرب يلتقون تحت سقفه يتشاورون ويتناقشون ويتبادلون الافكار والآراء التي تخدم مسيرة التطور الاعلامي العربي كي يواكب في تقنياته وإبداعات أهله الخلاقة الاعلام العربي ويصبح ذا شأن كبير في الساحة الاعلامية الدولية وذا تأثير فاعل وإيجابي في الاحداث المحلية والاقليمية والدولية.

&

&

وتفقد الممشى الاعلامي أحد فعاليات المنتدى. واطلع خلال جولته في أروقة وردهات الممشى، على أبرز ما يقدمه الممشى لزواره من الفعاليات المتعددة في مقدمتها "جلسات العشرين دقيقة" التي تستضيف نخبة من الاعلاميين للنقاش والحوار في مواضيع على صلة بالإعلام ودوره وتواصله مع الجمهور وغيرها من الامور التي تثري الساحة الاعلامية المحلية والعربية بأفكار ومنطلقات جديدة ومبتكرة تساهم في ترسيخ دور الاعلام والاعلاميين في صنع القرار الوطني.
&
&واستمع ولي عهد دبي ومرافقوه، محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل والدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة ونورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي وسلطان أحمد بن سليم، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك في دبي وسعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة كهرباء ومياه دبي، إلى شرح تفصيلي حول تطور فعاليات الممشى، قدمته منى غانم المري، المدير العام للمكتب الاعلامي لحكومة دبي رئيسة منتدى الاعلام العربي التي أشارت إلى أن الممشى في هذا العام يقدم أشياء جديدة غير تقليدية مثل جناح "ساروق الحديد" الذي يعرض آثارا ومقتنيات تاريخية لمنطقة دبي وهناك أيضا في الممشى ركن لنادي دبي للصحافة الذي يستضيف مجموعة من الكتاب والصحافيين وإعلانا للمبادرات والبرامج الاعلامية والصحافية التي سيطلقها النادي بالتعاون مع عدد من الجهات المحلية ذات العلاقة.

&

&

جلسات العشرين دقيقة
&
&وشاهد والحضور الركن المستحدث في الممشى ركن "جلسات العشرين دقيقة " حيث أشارت المري إلى أن اللجنة التنظيمية للمنتدى ارتأت استضافة مسرحيين في هذا الركن الأول - &مسرح بابل والثاني - مسرح تدمر، وذلك لإعطاء المسرحيين فرصة للنقاش حول قضايا المسرح وتأثيره وأهميته في إثراء المشهد الثقافي كونه الاقرب إلى الجمهور.
&
&كما عرج الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم على المركز الاعلامي في الممشى الذي يغطي بأحدث وسائل الاتصال والاعلام فعاليات ووقائع المنتدى، واطلع على أحدث أجهزة الارسال الخاصة بالصحافة المطبوعة والاعلام المرئي ومواقع التواصل الاجتماعي، وتم توفير جميع التسهيلات اللوجستية للمركز من قبل اللجنة التنظيمية العليا التي ترأسها سعادة منى غانم المري.
&
وفي ختام جولته أشاد بالجهود الواضحة للجنة التنظيمية لمنتدى الاعلام العربي الذي ينظمه نادي دبي للصحافة بدعم ورعاية عدد من المؤسسات والجهات الوطنية التي تسهم في إنجاح هذا الحدث العربي العالمي كما وصفه ولي عهد دبي، مرحبا بالإعلاميين والباحثين والكتاب وخبراء الاعلام العربي والمتحدثين الضيوف.

&

&

&