أعلنت الجزائر عن طي صفحة ملف الطائفة الأحمدية، الذي شكل تحديًا بعد كشف خلايا تبشيرية لها تلقى دعمًا من منظمات حقوقية&انتقدت طريقة التعاطي مع أتباعها، وتعرض بعضهم للتوقيف.

إيلاف من الجزائر: أعلنت السلطات الجزائرية أنها طوت ملف الطائفة الأحمدية، الذي شكل في الفترة الأخيرة تحديًا لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بعد كشف خلايا عدة تبشّر بالدخول في هذه الجماعة الدينية، التي لاقت تعاطفًا من بعض المنظمات الحقوقية، والتي انتقدت طريقة التعامل مع مريديها وأتباعها، الذين تعرّض بعضهم للتوقيف.
&
وأوقفت مصالح الأمن في ولايات عدة خلال السنة الماضية والحالية العشرات من أتباع الطائفة الأحمدية بتهم تتعلق بالإساءة إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وزعزعة عقيدة الإسلام وجمع تبرعات من دون رخصة.

وانتقدت منظمات غير حكومية عدة، منها منظمة العفو الدولية، الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الجزائرية مع هذا الملف، ووضعته في خانة "التضييق على الحريات الدينية".

ضربة قاضية
وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى إن بلاده "طوت موضوع الأحمدية"، وأصبح بالنسبة إليها "من الماضي، وقد جعلته وراء ظهرها".

أضاف: "إننا عندما نتكلم كجزائريين نفهم بعضنا البعض، فالعمل النوعي الذي قامت به مصالح الأمن مكّن من معرفة امتدادات هذه الطائفة، ومعرفة مصادر تمويلها، وكذا من يحركها".

أردف قائلًا: "إن هؤلاء كلهم اتصلت بهم مصالح أمن الجزائر، وأكاد أقول قضت على مؤامرة تقسيم الجزائريين تقسيمًا طائفيًا".
ولفت إلى أن "الشرف الذي يعرف به الجزائريون أنه عندما يقضون على خصمهم لا ينكلون به، كما إن القانون قضى على هذا التواجد، وأن المساجد حصّنت ضد ذلك".

وبحسب وزير الشؤون الدينية، فإن "الشباب فهموا بأن هذه الحركة هي حركة استخباراتية في خدمة الاستعمار الحديث، ومن ثم أرى أنه ليس هناك أي داعٍ لنبقى نرفع أصواتنا ضد هيكل أسقطناه وأرديناه أرضًا".

حصانة&
وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أن الجزائر محصّنة بفضل الزوايا التي تساهم &في حفظ أمن واستقرار البلد.

وقال إن "الزوايا لها دور كبير في حماية وحفظ استقرار الجزائر، التي بقيت صامدة أمام عواصف أسطورة وكذبة الربيع العربي، وذلك بفضل هذه القلاع وكذا المساجد".&أضاف: "من خلال قلاع الزوايا ومن علو جدرانها نقصف كل من يريد أن يقترب من جدران الجزائر".

استفهام
بالنسبة إلى البرلماني السابق والقيادي في حركة النهضة الجزائرية محمد حديبي، فإن "ما تعيشه الجزائر في السنوات الأخيرة من موجات للتيارات الدينية الدخيلة على الشعب الجزائري يطرح أكثر من علامة استفهام في كيفية تواجدها، وتوقيتها والجهات المتواطئة في إدخالها واستغلال حالة حب الشعب الجزائري لدينه، والخلط له في مراجع وأسس دينه".

أضاف حديبي في حديثه مع "إيلاف" أن "الكل يعلم أن الجزائر من البلدان التي تعيش استقرارًا أمنيًا واجتماعيًا على غير البلدان الأخرى، وذلك بسبب المرجعية الدينية الموحدة والمذهبية الموحدة، إلا أن جهات تعمل في الظل متواطئة مع أطراف أخرى تريد إدخال المجتمع الجزائري في مشروع الفتن والصراع الطائفي، ومن ثم ضرب النسيج الاجتماعي وتقويض أركان الدولة الجزائرية".

غياب المفتي
يربط محمد حديبي الحملات المتوالية على الجزائر في مرجعيتها الدينية بغياب مفتٍ للجمهورية يضع حدًا لكل تأويل متعلق بأي مسألة تحتاج اجتهادًا وإفتاء.

وقال لـ"إيلاف" إن "كل الجزائريين محتارون اليوم من تغييب مفتي الجمهورية، الذي من شأنه أن يكون مرجعًا للجزائريين، ويجنّبهم فتن الفتاوى".&أضاف "لم يجد الجزائريون مبررًا لدستورهم، الذي يقول إن الإسلام دين الدولة، في وقت هم محرومون منذ الاستقلال من مفتي الجمهورية".&

وتساءل حديبي، المنتمي إلى حزب إسلامي&دافع في كل مرة عن صيانة ثوابت الأمة، قائلًا: "إلامَ يهدف.. إلى تفكيك بنية عقيدة الأمة؟، وماذا يعني طمس الهوية الدينية الجزائرية للمذهب المالكي، وتدعيم التيارات الدينية الدخيلة، التي تعمل على غرس سمومها في المجتمع تحت أعين السلطات؟، وأين هي مختلف مصالح الدولة المكلفة بمتابعة الأشخاص والتمويل والعلاقات والمجتمع المدني".