واشنطن: أبدى دونالد ترامب الاربعاء تفاؤله بامكان التوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الاولى في البيت الابيض.

وقال ترامب اثر اجتماعه بنظيره الفلسطيني في المكتب البيضوي "نريد ارساء السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وسنحقق ذلك" من دون ان يتطرق الى كيفية انجاز هذا الامر.

وأضاف عن هذا الملف الشائك الذي يطبعه تباعد كبير في المواقف بين الجانبين "بصدق، قد يكون الامر اقل صعوبة مما يعتقده الناس منذ اعوام".

والى جانبه، القى عباس كلمة مقتضبة غلب التفاؤل على مضمونها. وقال مخاطبا الرئيس الاميركي " لديكم الارادة والرغبة لتحقيق هذا النجاح، وسنكون شركاء حقيقيين لكم لتحقيق معاهدة سلام تاريخية".

واضاف عباس "نحن الشعب الوحيد الذي بقي في هذا العالم تحت الاحتلال، ويجب أن تعترف إسرائيل بدولة فلسطين كما نحن نعترف بدولة اسرائيل".

ويطالب الفلسطينيون بدولة على حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية ما سيضع حدا لخمسين عاما من الاحتلال في الضفة الغربية ولقطاع غزة والقدس الشرقية.

وأكد عباس ان "خيارنا الاستراتيجي الوحيد هو تحقيق مبدأ حل الدولتين، فلسطين على حدود 67 بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام واستقرار، مع دولة اسرائيل".

وخلال استقباله في منتصف فبراير 2017 رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، اكد ترامب ان حل الدولتين ليس السبيل الوحيد للتوصل الى اتفاق سلام ما شكل قطيعة مع المبادىء التي دافع عنها الرؤساء الاميركيون والمجتمع الدولي لعقود.

والاربعاء، لم يتطرق الى هذا الموضوع الحساس في شكل مباشر لكنه اصر على ثقته بامكان التوصل الى حل.

"وسيط" و"مسهل"

واذ اعتبر انه "وسيط" و"حكم" و"مسهل" لعملية "ستقود الى السلام"، شدد ترامب على انه لا يمكن تحقيق سلام دائم اذا "لم يجمع (القادة الفلسطينيون) على ادانة الدعوات الى العنف والكره".

وعلق ايلان غولدنبورغ خبير مركز الامن الاميركي الجديد "مجرد انعقاد اللقاء دليل جديد على ان مقاربة ترامب للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني تقليدية اكثر مما كان الجميع يتوقع".

وقد لوحظ تطور لموقف ترامب حول الملف على غرار العديد من الوعود التي قام بها خلال حملته الانتخابية بشأن ملفات دبلوماسية مهمة.

واذا كان ترامب اعتبر ان حل الدولتين الذي تؤيده الاسرة الدولية منذ عقود، ليس السبيل الوحيد، الا انه دعا بحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي الى "ضبط النفس" في ما يتعلق بتوسيع المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.&

كما ان ترامب لم يذكر مجددا بوعده بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة الاميركية اليها وهو ما كان اثار غضب الفلسطينيين.

الا ان نائب الرئيس الاميركي مايك بنس، المح الى ان الفكرة يمكن ان تعود الى الواجهة. وقال خلال مراسم في ذكرى قيام دولة اسرائيل الثلاثاء "بينما نتكلم الرئيس يدرس بعناية نقل السفارة من تل ابيب الى القدس"، دون ان يعطي توضيحات.

من جهته، حض خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الاربعاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب على "التقاط الفرصة" لاعطاء دفع جديد لعملية السلام في الشرق الاوسط والتوصل الى "حل منصف" للفلسطينيين.

واعتبر مشعل في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" من الدوحة حيث يقيم، ان ترامب يملك "جرأة التغيير" ولديه جرأة تفوق الادارات الاميركية السابقة.

واضاف "ان ما ورد في وثيقة حماس يكفي لاي منصف في العالم وخاصة في العواصم الدولية لان تلتقط الفرصة وتتعامل بجدية مع حماس والفلسطينيين والعرب".

وهو يشير بذلك الى وثيقة جديدة اعتمدتها حركة حماس تؤكد فيها قبولها بدولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967.

وسبق ان اعلنت حكومة بنيامين نتانياهو ان هذه الوثيقة لن تغير شيئا معتبرة ان حماس تحاول "خداع الجميع".
&