«إيلاف» من القاهرة: في زيارة تستغرق يومين، يصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، اليوم الأربعاء، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتهدف الزيارة إلى إجراء مباحثات مع قيادات دولة الإمارات تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، ومواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وقالت الرئاسة المصرية، زيارة السيسي تأتي "في إطار علاقات الأخوة الوثيقة بين مصر والإمارات، بما يساهم في دفع أفق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وتأكيداً لحرص الجانبين على استمرار التنسيق بشأن سبل التعامل مع التحديات التي تواجه الأمة العربية، بهدف تعزيز العمل العربي المشترك وحماية الأمن القومي العربي."

ويعتبر الملف الاقتصادي وتسريع وتيرة تنفيذ الاتفاقيات والمشروعات الإماراتية في مصر أولوية بالنسبة إلى زيارة السيسي إلى الإمارات.

وقال السفير محمود علي الدين، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن الملف الاقتصادي هو الشغل الشاغل للرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن جميع زياراته الخارجية تستهدف بالأساس جذب الاستثمارات الأجنبية لمصر.

وأضاف لـ"إيلاف" أن هناك اتفاقيات ومشروعات كثيرة موقعة بين البلدين في مجالات الطاقة والتصنيع والزراعة والبنية التحتية والإسكان، لم يتم البدء في تنفيذها، وسيتم بحث هذا الموضوع أثناء زيارة السيسي للإمارات.

وأشار إلى أن ملف الحرب على الإرهاب حاضر بقوة في مباحثات السيسي الخارجية، ولاسيما مع دول الخليج، ومنها الإمارات والسعودية، لافتاً إلى أن مصر تشترك في التحالف العربي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وهو ملف مهم لجميع البلدان العربية.

ونوه بأن تبادل المعلومات والخبرات بين الإمارات ومصر في ملف مكافحة الإرهاب سيكون على مائدة المباحثات بين المسؤولين الإماراتيين والسيسي.

وتأتي الزيارة بعد نجاح الإمارات في توقيع اتفاق للمصالحة بين المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج في أبوظبي.

الملف الليبي يتصدر المباحثات

وقال الدكتور محمد عبد السلام، الخبير في الشؤون الليبية، إن الملف الليبي سوف يتصدر المباحثات المصرية الإماراتية، مشيرًا إلى أن تزامن زيارة الرئيس المصري المفاجئة مع وجود حفتر والسراج في أبو ظبي لتوقيع اتفاق مصالحة، تؤشر على أن السيسي سوف يتطلع على الاتفاق المزمع توقيعه.

وأضاف لـ"إيلاف"، إن مصر مهتمة جدًا بالملف الليبي باعتبارها الجارة الأقرب إلى ليبيا، لافتاً إلى أن أي اتفاق بين الأطراف الليبية ستكون مصر مطلعة أو طرفًا فيه.

ونوه بأن مصر تسعى بقوة إلى تسوية سياسية للملف الليبي، حرصًا على استقرار أمنها القومي وإعلاء لمصلحة الشعب الليبي الشقيق.

وكانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، أشادت بالأجواء الإيجابية التي سادت هذه المحادثات أمس الثلاثاء، وأثنت على العزيمة التي أبداها الجانبان لإيجاد حل سياسي شامل للركود في الوضع الراهن.

وأكدت أن اللقاء الذي ضم "حفتر" و"السراج" يعد خطوة مهمة على طريق إحراز تقدم في العملية السياسية في ليبيا، معربة عن أمل الإمارات بأن يكون هذا الاجتماع بمثابة الخطوة الأولى من ضمن مجموعة من الخطوات التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار في الدولة الشقيقة.

وأضافت أن الاجتماع يعد خطوة إيجابية تدعو إلى التفاؤل نحو ضمان حل سياسي تتزعمه ليبيا للأزمة هناك، وحالة عدم الاستقرار التي عانت منها الدولة لسنوات عديدة، مؤكدة التزام الإمارات الكامل بدعم جميع الجهود الرامية إلى البناء على الزخم الحالي للجهود، وبما يسهم في إيجاد حل سريع وشامل ومستدام للأزمة الليبية.

وجددت الوزارة التزام الإمارات التام بموقفها الثابت الذي يقوم على دعم استقلال ليبيا ووحدتها، وتأييدها جميع الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة الحالية التي تمثل جميع اللاعبين والأقاليم الليبية الرئيسة.

وأوضحت أن دولة الإمارات تؤمن بأن الاتفاق السياسي الليبي رغم تأخير تنفيذه يمثل أفضل إطار للتوصل إلى مخرج من المأزق الحالي، وتحظى الجهود الرامية إلى تعديل الاتفاق السياسي الليبي والتي تهدف إلى معالجة المخاوف المشروعة لبعض الأطراف بأهمية كبيرة تستدعي الدعم من جميع الأطراف الليبية والمجتمع الدولي.