ناقشت صحف عربية وضع عملية السلام والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في ظل قمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب وإصدار حماس وثيقة مبادئ جديدة تقضي تنص على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، على حدود عام 1967.

ونبدأ من صحيفة الوطن القطرية التي قالت في افتتاحيتها "لا سلام، إلا بالمفاوضات الجدية.. وهذا ما ظل يشدد عليه الفلسطينيون والعرب إجمالا.. لكن ما ظل يشدد عليه هؤلاء جميعا".

وأضافت الصحيفة "الآن - وإدارة ترامب- قد أبدت جدية، كما قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إطلاق المفاوضات، مطلوب منها أن تحيل أقوالها إلى أفعال. مطلوب منها أن تصبح وسيطا نزيها، على مسافة واحدة بين طرفي الصراع".

وكتب حسن البطل في الأيام الفلسطينية يقول "إن ما فشل فيه الرؤساء: كلينتون، بوش ـ الابن، وخصوصاً أوباما، يريد أن يفلح فيه رئيس أمريكي استثنائي بأفكار (من خارج الصندوق) ويسمى ذلك (صفقة كبرى) كأن المشكلة المزمنة مثل ذلك المكعّب ذي السطوح والألوان الست".

كذلك يقول يوسف رزقة في فلسطين اونلاين: "ما الذي ينتظره عباس من ترامب؟! هل ينتظر دولة فلسطينية على حدود عام 1967؟! إن هذا ضرب من الخيال المستحيل؟! هل ينتظر الطلب من (إسرائيل) تجميد الاستيطان؟! وهذا لم يفعله أوباما من قبل، فكيف يمكن أن يفعله ترامب؟! إن ما يمكن أن يسمعه عباس من ترامب لا يتجاوز رؤية نتنياهو للحل، سلطة حكم ذاتي للمناطق السكانية، وحل إقليمي اقتصادي تشارك فيه الدول العربية، والدولية".

ويتساءل هشام ملحم في النهار اللبنانية: "هل يستطيع ترامب إحياء "عملية السلام"؟.

وأوضح ملحم قائلا " لقاء الرئيس دونالد ترامب والرئيس الفلسطيني محمود عباس هو الفرصة الأولى لترامب للتعرف إلى القضية الفلسطينية وتاريخها المعقد وبشكل مباشر من مسؤول فلسطيني".

وعلي النقيض، يري ماهر أبو طير في الدستور الأردنية أن "كل المعلومات تؤشر على أن الإدارة الأمريكية تريد تسوية القضية الفلسطينية هذا العام، بأي شكل، والأرجح أن هذه التسوية، لن تكون فلسطينية-إسرائيلية، بل عربية-إسرائيلية، بحيث يدفع الفلسطينيون الكلفة الكبرى، تحت مظلتها، وتحصل إسرائيل على كل ما تريده، ويغطي العرب (الفروقات) في القصة".

"التنافس العبثي"

ومازلنا مع الشأن الفلسطيني ووثيقة حماس التي كتب عنها عوني صادق في الخليج الإماراتية قائلا "جاء الإعلان عن وثيقة حماس الجديدة قبل ثمان وأربعين ساعة من لقاء ترامب - عباس، في مؤتمر صحفي عقده مساء الاثنين الماضي رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل، الذي قد يكون هذا الإعلان آخر مهامه في المنصب قبل معرفة خليفته، ليشير إلى أن التنافس العبثي بين الحركتين أوصلهما إلى ضياع القرار الوطني الفلسطيني المستقل الذي أكدت عليه الوثيقة، وأصبح يعني تنافسهما على إثبات من هو (الأجدر) للسير في الركاب الأمريكي".

وفي صحيفة الرأي الأردنية، قال فهد الفانك "حماس قامت بما تعتقد أنه يكفي لإفشال مهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن، المدعوم من طرف القمة العربية على أساس حل الدولتين. ليس غريباً أن تقبل حماس بدولة فلسطينية على حدود 1967 فقد قبلت بدولة على حدود قطاع غزة وعقدت مع إسرائيل هدنة مفتوحة سمتها تهدئة".

وأضاف الفانك "ترى ماذا تقول حماس إذا أعلنت فتح قبولها دولة فلسطينية في الضفة الغربية فقط، وهل يصبح هذا هو المقصود بحل الدولتين - الضفة وغزة؟".

وإلى صحيفة الغد الأردنية، إذ يرى فيها إبراهيم غرايبة أن حماس تحتاج إلى تأييد مصر.

وأوضح غرايبة قائلا "مبادرة حماس تبدو نظريا جريئة وواقعية، لكنها تواجه أزمتين كبيرتين، أولاهما أن حماس تحتاج إلى تكيف هيكلي وفلسفي مع المبادرة يغير جذريا في بنية الحركة وقواعدها ومبادئها ورؤيتها لنفسها وللصراع، والثانية أنها مبادرة تعتمد على قطر وتركيا وسوف يوقعها ذلك في مواجهة مع مصر الحليف واللاعب الرئيسي في المشهد الفلسطيني".