باريس: أدرجت ثمانية مواقع جديدة للشبكة العالميّة للحدائق الجيولوجيّة لليونسكو وذلك للتنوّع الكبير الذي تجسّده هذه المواقع بشأن جيولوجيا كوكبنا، في الخامس من مايو الجاري عندما اعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو القرارات التي اتخذها مجلس اليونسكو للحدائق الجيولوجيّة العالميّة خلال جلسته الأولى التي نظمت في شهر سبتمبر الماضي في توركي في المملكة المتحدة.

وجدير بالذكر أن حدائق اليونسكو الجيولوجيّة تساهم في تعزيز التنوّع الجيولوجي من خلال مبادرات مجتمعيّة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة. حيث تساعد هذه الحدائق في رصد وزيادة الوعي بالتغيرات المناخيّة والكوارث الطبيعيّة، كما تساعد العديد منها المجتمعات المحليّة على إعداد الاستراتيجيّات اللازمة للتقليل من آثار الكوارث. 

ومع إضافة هذه المواقع الثمانية الجديدة إلى الشبكة العالميّة، وصل عدد الحدائق الجيولوجية في الشبكة إلى 127 حديقة جيولوجيّة موزعة في 35 بلداً مختلفاً. وتشهد هذه الحدائق على تاريخ كوكبنا الذي يعود لحوالي 4،6 مليار سنة وما يحتضنه من تنوّع جيولوجي ساهم بدوره في تشكيل جميع جوانب حياتنا ومجتمعاتنا. وبالإضافة إلى ذلك، توفر الحدائق الجيولوجيّة فرصاً لتحقيق سياحة مستدامة التي تعترف بأهميتها الأمم المتحدة وبالتالي أعلنت بدورها عام 2017 سنة دولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية.

وفي ما يلي أسماء الحدائق الجيولوجيّة المدرجة حديثاً:

أركسان (الصين)

تعدّ آركسان منطقة جبليّة تحتوي على مرتفعات منخفضة إلى متوسطة الارتفاع. وتقع في منطقة مونغوليا الداخليّة المستقلّة في الصين. كما تحتوي المنطقة على 35 بركاناً يعوج عمرها لحوالي 2،5 مليون عاماً. وتتميّز منطقة آركسان باحتواءها على تركيز كثيف من التضاريس البركانيّة في الصين، مع تشكيلة غنيّة من البحيرات والينابيع الطبيعيّة. وجدير بالذكر أنّ الحديقة الجيولوجيّة لليونسكو ساهمت في تطوير خدمات سياحيّة مستدامة في الأرياف ما يقدّم للزوار تجربة نادرة وغير اعتياديّة في المنطقة الشماليّة على الحدود الصينيّة.

منطقة كيرسي الجبليّة (فرنسا)

تقع منطقة كيرسي الجبليّة التي تعدّ واحدة من الحدائق الجيولوجيّة العالميّة لليونسكو جنوب غرب فرنسا وبالتحديد عند الطرف الشمالي لمنطقة ميدي بيريني. وتشهد هذه المنطقة على تراث كارستي يتميّز بتاريخ جيولوجي فريد من نوعه أدّى إلى تشكيل كهوف الفوسفات التي تحتوي على آلاف البقايا الأحفوريّة التي تشهد على ظروف الحياة منذ أكثر من 50 مليون عاماً ما يجعل من هذه المنطقة مختبراً حقيقيّاً لتطوّر الطبيعة المحيطة. وتعدّ دراسة هذه الأحفوريّات جزءاً من برنامج تشاركي لتعليم العلوم معروف باسم ثمرة جهود علماء الحفريّات لطلاب المرحلتين الأساسيّة والثانويّة. 

شيونغسونغ (جمهوريّة كوريا)

تقع حديقة جيونغسونغ الجيولوجيّة العالميّة لليونسكو في المنطقة الوسطى الشرقيّة من جمهوريّة كوريا. ويذكر أنّ اسم الحديقة مستمدّ من كلمتي "شيونغبو" و"سونغسانغ" أي "الكنز الأخضر" و "بيئة شجرة الصنوبر" على التوالي. وتحتوي الصخور البركانيّة في منطقة شيونغسونغ على تركيز عالي من مادة السيليكا والتي تسبّب تدفّق الحمم الساخنة من براكين المنطقة تشكّل كرات من طبقات رقيقة سوداء اللون أثناء تساقط الحمم. وينتج عن ذلك أشكال صخريّة جميلة يطلق عليها السكان المحليّون اسم "الزهرة الصخريّة". 

كوماركا مينيرا، هيدالغو (المكسيك)

تقع حديقة كوماركا مينيرا الججيولوجيّة العالميّة لليونسكو في ولاية هيدالغو شرق وسط المكسيك. وتتمثّل أبرز الملامح الجيولوجيّة في هذه الحديقة "ببريسماس بازاليتيكوس" وهي عواميد صخريّة من حجارة البراكين أو الحجارة البازلتيّة، التي وصفت لأوّل مرّة عام 1804 على لسان ألكسندر فون هومبولت وهو مستكشف وعالم جغرافية وعالم طبيعة ألماني. ويعود تاريخ هذه المنطقة لحوالي 2،58 مليون عاماً وتحتوي على عواميدصخريّة مرتفعة يصل طول البعض منها إلى 40 متراً. وجدير بالذكر أنّها من أشهر المناطق البازلتية في المكسيك وأكثرها ارتفاعاً في العالم. 

مرتفعات كيكيتوهاي (الصين)

تقع حديقة كيكيتوهاي الجيولوجيّة العالميّة لليونسكو في منطقة شينجاك المستقلّة في الصين في المنطقة الداخليّة في آسيا الوسطى. ونظراً لما تحتويه المنطقة من تضاريس مكوّنة من صخور الغرانيت، لقّبت الحديقة في بعض الأحيان ب "يوسمايت" الصين. ويمتلك سكان "القازاق" تاريخاً وثقافة غنيّين ومحفوظين من خلال عدد من التقاليد المحليّة المميّزة. وبالإضافة إلى ذلك، يحتوي الموقع على رسوم "بوتاموين" الصخريّة الفريدة والتي تعود لحوالي 3000 عاماً على الأقل.

لاس لوراس (اسبانيا)

تقع حديقة "لاس لوراس" الجيولوجيّة العالميّة لليونسكو في اسبانيا شمال قشتالة وليون. وتحتوي الحديقة على أراض بريّة مكوّنة من مرتفعات جبليّة شاهقة من الحجارة الكلسيّة، وتسمّة هذه المنطقة "لوراس" وتتميّز بمنطقة جبليّة منفصلة بمجموعة من الأنهر. وتمتدّ هذه المرتفعات في مناطق تزيّنها مجموعة من الحصون الطبيعيّة..