تظاهر مئات المواطنين في ناحية شيلادزى التابعة لمحافظة دهوك في أقصى شمالي العراق إحتجاجا على الغارات التي تشنها مقاتلات حربية تركية على المناطق الحدودية المحاذية للحدود التركية بينما يتوعد حزب العمال الكردستاني (PKK) بتكثيف عملياته المسلحة ضد القوات التركية ثأرا للإعتداءات التركية.

وخرج المواطنون من أهالي ناحية شيلادزي امس الجمعة في تظاهرات إحتجاجية إستنكارا للغارات التركية حيث رفعوا شعارات نددوا من خلالها بما وصفوه بالإعتدءات التركية على أراضي إقليم كردستان العراق.

كما طالب المتظاهرون الغاضبون الحكومة العراقية والجهات الدولية بممارسة الضغوط القسرية على الحكومة التركية لوقف إعتداءاتها وقصفها المتكرر على إقليم كردستان.

إنتهاك السيادة العراقية

وقال الناشط شيرو هندي في تصريحات صحافية إن هجمات انقرة على المناطق الحدودية إنما تهدف الى ضرب الانتصارات التي تحققها القوات الكردية في سوريا والعراق ضد مسلحي تنظيم داعش، مؤكدا أن الغارات التركية تعارض القوانين الدولية وتعتبر خرقا للسيادة العراقية لكن حكومة بغداد تلزم الصمت إزاء تلك الإنتهاكات.

وكان الطيران الحربي التركي قد شنَّ سلسلة غارات جوية على مناطق في محافظة دهوك تحت ذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني الذين يتحصنون في المناطق الجبلية على المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وإيران، ما أسفر عن مقتل قروي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.&

وقد طالبت حكومة إقليم كردستان العراق مرارا وتكرارا حزب العمال الكردستاني بإخراج قواعده العسكرية من أراضي الإقليم لتفادي وقوع ضحايا مدنيين في الغارات التي يشنها الجيش التركي ضد معاقله في شمال العراق، مؤكدة أنه يجب على مسلحي حزب العمال الكردستاني إبعاد ساحة الحرب عن إقليم كردستان لكي لا يصبح المواطنون ضحايا هذه الحرب والصراع.

حزب العمال يتوعد تركيا

من جانبه توعد رضا آلتون&القيادي في منظومة المجتمع الكردستاني الجناح المسلح لحزب العمال في تصريحات نقلتها وكالة فورات نيوز التابعة للحزب بتكثيف العمليات المسلحة ضد الجيش التركي، متهما في الوقت ذاته الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني بالعمل لصالح الحكومة التركية.

شرايين الإقتصاد

كما هدد القيادي في حزب العمال الكردستاني بأن مقاتلي الحزب سيحولون & إقليم كردستان الى ساحة واسعة لشن وإنطلاق هجماتهم المسلحة ضد القوات التركية، كما أنهم بصدد ضرب المصالح الإقتصادية التركية في إقليم كردستان من خلال تفجير الأنابيب التي تنقل النفط من إقليم كردستان الى تركيا.

يذكر أن حكومة إقليم كردستان برئاسة نيجيرفان بارزاني وقعت أواخر عام 2013 خلال المدة التي كانت فيها حكومة تصريف أعمال اتفاقا نفطيا لمدة خمسين عاما مع الحكومة التركية، بينما كان توقيع الاتفاق أعقبه قلق كبير من قبل الحكومة العراقية آنذاك والتي كان يترأسها نوري المالكي حتى وصل الأمر إلى اتخاذ المالكي للإتفاق ولتصدير نفط كردستان ذريعة لقطع حصة الإقليم من الموازنة العامة.

التنظيمات الإرهابية

وتصنف تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني على أنه تنظيم ارهابي، وفرض الجيش التركي نظام حظر التجول في مناطق في جنوب شرق&البلاد ذي الأغلبية الكردية، ناهيك عن إعتقال عشرات من النواب والنشطاء السياسيين من الأكراد في تركيا.

الصراع المسلح

ويخوض حزب العمال الكردستاني منذ تأسيسه 1978 من قبل عبدالله أوجلان المعتقل في العام 1999 صراعات مسلحة توصف بالدموية مع الحكومات التركية المتعاقبة، وشهدت العلاقة بينهما محطات من العنف، ثم مفاوضات لوقف إطلاق النار قبل أن تتجدد المواجهة بين الطرفين، قتل &خلالها نحو أربعين ألف عنصر من الجانبين.

&