أقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد حسني، عقابًا له على وصف الداعية الإسلامي المثير للجدل إسلام بحيري بـ"المرتد الخارج عن ملة الإسلام"، فيما أطلقت مجموعة من علماء الأزهر حملة للضغط على المشيخة وإصدار فتوى تكفّر داعش والمنتمين إلى التنظيم الذي يشنّ عمليات إرهابية في مختلف أنحاء العالم.

إيلاف من القاهرة: ردًا على وصف الداعية الإسلامي المثير للجدل، إسلام بحيري بـ"المرتد" و"الخارج عن الملة"، أقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر أحمد حسني، من رئاسة الجامعة.&

إنكار المثبت
الطيب قام بتكليف الدكتور محمد حسين المحرصاوي، عميد كلية اللغة العربية في القاهرة، بالقيام بأعمال رئيس جامعة الأزهر اعتبارًا من اليوم السبت 6 مايو الجاري، بصفة موقتة، إلى حين تعيين رئيس للجامعة وفقًا للإجراءات المحددة قانونًا.

أصدر شيخ الأزهر القرار، رغم اعتذار رئيس الجامعة المقال، وبعد أقل من يوم على ظهوره على شاشة تلفزيونية فضائية "القاهرة والناس"، وصف فيها الداعية المثير للجدل إسلام بحيري بـ"المرتد"، وأرجع أسباب اتهام بحيري بـ"الخروج عن الإسلام"، إلى أنه "ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة".

قال حسني في برنامج "المصري أفندي 360" عبر قناة "القاهرة والناس" إن "بحيري قام بالهجوم على المذاهب الإسلامية الأربعة، من هو من هؤلاء الذين وضعوا قواعد الفقه الإسلامي؟". يضاف إلى ذلك أنه "ينكر ما هو معلوم من الدين، وبالتالي فإن ذلك يعدّ خروجًا عن الملة".

لم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل اعتبر رئيس جامعة الأزهر المقال، أن بحيري أخطر من داعش. وقال: "بحيري كان لديه تأثير كبير على من لا يعرفون حقيقة الدين، ولذلك فهو أخطر من تنظيم داعش الإرهابي".

ضد تكفير داعش
رفض حسني تكفير تنظيم داعش، وقال إن "داعش لم يخرج من الملة، لأنه يشهد بأن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله"، مشيرًا إلى أنه "لا يصحّ أن يُحكم عليه (داعش) بالتكفير، لأن الأزهر لم يكفِّر أحدًا"، لكنه قال إن أعمال التنظيم المتهم بالإرهاب في العالم "لا تناسب الإسلام".

صدر قرار إقالة رئيس جامعة الأزهر، رغم أنه قدم اعتذارًا رسميًا عن اتهام بحيري بـ"الخروج عن ملة الإسلام". وقال في بيان له: "الرجوع إلى الحق فضيلة، واستبصار الصواب أولى من الإصرار على الخطأ، وكنت قد شاركت ضيفًا في برنامج، ووجّه إليّ المحاور سؤالًا عن أحد مقدمي البرامج، الذي يتناول بعض القضايا الدينية، وعلماء المذاهب وتراث الأمة بالنقد والتجريح، ثم تبيّن لي بعد المراجعة أن الردّ الذي رددته كان خاطئًا تمامًا".

اعتذار متأخر
وأضاف: "رأيت أنه من باب الأمانة والموضوعية أن أوضح أن هذا الرد غير صحيح، ويخالف منهج الأزهر الشريف، وأنني استعجلت، وهذا تجاوز لا يعبّر عن منهج الأزهر، وأعتذر عن هذا الرد الخاطئ المتسرع وغير المقصود".

بعد رفض الأزهر إصدار فتوى تكفر تنظيم داعش الإرهابي، تقود مجموعة من العلماء في الأزهر الشريف والأوقاف، حملة للضغط على هيئة كبار العلماء، من أجل إصدار فتوى بـ"ارتداد المنتمين إلى تنظيم داعش عن الإسلام".

وعلمت "إيلاف" أن الشيخ محمود شعلان، عضو ائتلاف أئمة الأوقاف، يقود تلك الحملة، التي تعمل على جمع توقيعات علماء في جامعة الأزهر وأئمة في وزارة الأوقاف على عريضة تطالب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بإدراج المطالب بإصدار الفتوى الجديدة على جدول أعمال أول اجتماع لهيئة كبار العلماء.

يخالفون الشرع
تتبنى مجموعة من العلماء هذا الاتجاه، ومنهم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر، الذي قال: "إن "عناصر تنظيم داعش كفرة فجرة، ومرتدون عن الإسلام، وخرجوا من الملة، بسبب تصرفاتهم وجرائمهم، التي تخالف شرع الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم".

أضاف في تصريح له: "من المقرر شرعًا أن المسلم إذا استحلّ المحرم، مثل الزنا والربا وإراقة الدماء وانتهاك العرض، مع العلم والعمد والقصد، فقد أقر الفقهاء بكفره وارتداده عن الدين، وخروجه عن الإسلام، لأنه يرد الأمر على الله سبحانه وتعالى".

وأوضح أن "الأصل القول إن عناصر داعش مرتدون، هو قوله تعالى "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ".

ولفت إلى أن عناصر داعش ينطبق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا"، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضًا: "من يشق عصا الجماعة ويخرج عليها فهو كافر مرتد خارج عن ملة الإسلام".

ايمانهم يعوق
يعتنق كذلك الدكتور عبد الغني سعد، أستاذ الفقه في جامعة الأزهر، أفكار الحملة، ويرى أن تنظيم داعش خالف ثوابت الإسلام، حيث استحل ارتكاب الحرام الذي نهى عنه الإسلام، وبالتالي فإن الحكم الشرعي تجاه هذا التنظيم هو خروجه من ملة الإسلام.

يرفض الأزهر تكفير تنظيم داعش، المتهم بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية. وقال شيخ الأزهر في لقاء مفتوح مع طلاب جامعة القاهرة بتاريخ 2 ديسمبر 2015: "لكي تكفّر شخصًا يجب أن يخرج من الإيمان، وينكر الإيمان بالملائكة وكتب الله من التوراة والإنجيل والقرآن، ويقولون: لا يخرجكم من الإيمان إلا إنكار ما أدخلت به".

وأضاف: "داعش لا أستطيع أن أكفّره، ولكن أحكم عليهم أنهم من المفسدين في الأرض، فداعش يؤمن أن مرتكب الكبيرة كافر فيكون دمه حلالًا، فأنا إن كفرتهم، أقع في ما ألوم عليه الآن".

تابع شيخ الأزهر قائلًا: "أعرف أنكم تسألون عن الإرهاب، وعن داعش وأخواتها وما أظنكم بغافلين عن حقيقة هذه التنظيمات المسلحة، والظروف التي ولدت فيها، وكيف أنها ولدت بأنياب ومخالب وأظافر، وكيف أنها صُنعت صنعًا لحاجة في نفس يعقوب، ومعنى في بطن الشاعر، وقد صار اللعب الآن على المكشوف، وظهر ما كان بالأمس مخفيًا، وأصبحت هذه التنظيمات ألعوبة في يد من يحركها ويصنعها، وتقوم بتجنيد الشباب مستغلة عدم معرفته بأمور دينه الصحيح".

وقال شيخ الأزهر إن عناصر تنظيم داعش من العاصين، ويجب إنزال عقوبات حددها الشرع، واستشهد بقوله الله سبحانه وتعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم". وتابع: "الأزهر لا يحكم بالكفر على شخص، طالما أنه يؤمن بالله وباليوم الآخر، حتى ولو ارتكب كل الفظائع".